قال علماء من جنوب أفريقيا أنهم اكتشفوا متحوّراً جديداً لفيروس كورونا ذا طفرات متعددة، لكنهم لم يحددوا بعد ما إذا كان هذا المتحوّر أكثر عدوى أو بإمكانه التغلب على المناعة التي توفرها اللقاحات أو تلك التي تنتجها العدوى السابقة، وفق ما ذكرته وكالة Bloomberg الأمريكية، يوم أمس الاثنين.
وأفاد العلماء أن المتحوّر الجديد، الذي أطلق عليه اسم “1.2.سي”، اكتشفَ أول مرة في شهر ماي الماضي، ومنذ ذلك الحين، أخذ بالانتشار، وظهر في ست مقاطعات من أصل تسع مقاطعات في جنوب إفريقيا من بينها مقاطعتي مبومالانغا وخاوتينغ، حيث تقع جوهانسبرغ والعاصمة بريتوريا، وفي سبع دول أخرى في إفريقيا وأوروبا وآسيا وأستراليا، وذلك وفقاً لبحث لم يخضع لما يعرف علمياً بمراجعة الأقران.
وأضاف العلماء أن هذه الطفرات في الفيروس “مرتبطة بزيادة قابلية الانتقال” وزيادة القدرة على مراوغة الأجسام المضادة، وقالوا: “من المهم تسليط الضوء على هذه السلالة بالنظر إلى مجموعة الطفرات المرتبطة بها”.
هذه التغيرات في الفيروس كانت وراء موجات متتالية من فيروس كورونا، حيث أدى متحور دلتا، الذي اكتشف في الهند، إلى ارتفاع معدلات الإصابة على مستوى أنحاء العالم.
تصنف منظمة الصحة العالمية هذه الطفرات في البداية على أنها متحورات موضع اهتمام. وحالما يثبت أنها أشد خطراً أو قابلية للانتقال، تُصنف بأنها متحورات مثيرة للقلق.
تطور متحور C.1.2. عن C.1.، سلالة الفيروس التي هيمنت على الإصابات في الموجة الأولى من فيروس كورونا في جنوب إفريقيا منتصف عام 2020. وهو يحوي بين 44 و59 طفرة من الفيروس الأصلي الذي اكتشف في ووهان في الصين.
ونشر البحثَ عددٌ من الهيئات الجنوب إفريقية مثل KwaZulu-Natal Research Innovation and Sequence Platform، المعروفة باسم Krisp، والمعهد الوطني للأمراض المعدية.
في ماي، شكل هذا المتحور 0.2% من الجينوم المتسلسل في البلاد. وارتفعت هذه النسبة إلى 1.6% في يونيو/حزيران وإلى 2% في يوليو/تموز.
وذكر العلماء أنهم يقيمون في الوقت الحالي ” تأثير هذا المتحور على إبطال عمل الأجسام المضادة” في أفراد تلقوا التطعيم وأفراد لم يتلقوه.
كما أضاف توليو دي أوليفيرا، مدير Krisp، في مؤتمر عن علم المناعة يوم أمس الإثنين 30 غشت، أن النتائج ستظهر في غضون أسبوع.
وأضاف بالقول : “اُكتشف هذا المتحور في حوالي 100 جينوم فقط، وهو رقم ضئيل. ولا تزال نسبة صغيرة جداً، ولكننا نؤكد أننا نتابعه جيداً. لديه كل بصمات الهروب من المناعة”.
يُذكر أن علماء جنوب إفريقيا كانوا قد اكتشفوا أيضاً متغير بيتا عام 2020. وقالوا إنه رغم قدرة بلادهم المتقدمة على تتبع جينومات الفيروس التي تمكّنها من تحديد السلالات الجديدة، فيجوز أنه قد نشأ في مكان آخر.
