شوف تشوف

اقتصادالرئيسية

«مرجان» الزيتون يهدد المجال البيئي بجهة بني ملال خنيفرة

مصطفى عفيف

يعتبر قطاع الزيتون من بين الأنشطة الفلاحية التي تمتاز بها جهة بني ملال- خنيفرة، إلا أن هذا القطاع الحيوي يعرف عدة اختلالات بسبب غياب المراقبة لمعاصر الزيتون، وخاصة منها التقليدية التي تقذف بنفايات «المرجان» بالمجال البيئي، مما أصبح يهدد التربة والموارد المائية، حيث أكدت العديد من الأبحاث العلمية أن مادة «المرجان» تتوفر على مواد سامة وتشكل خطرا على الفرشة المائية، علاوة على ما لها من آثار سلبية على خصوبة التربة وتدهور وضعية المغروسات والنباتات، فضلا عن الأضرار التي تلحقها بالسكان ومحيطهم.

والملاحظ أن تزايد معاصر الزيتون التقليدية بكل من أقاليم بني ملال والفقيه بن صالح وأزيلال وقلعة السراغنة، وما انضاف إليها من تقنيات ومطاحن حديثة في مجال تثمين المنتوج، لم يواكبها أي تفكير جدي في تدبير نفايات الزيتون التي يرمى بها عشوائيا بالأراضي والحقول الخصبة. إذ صارت نفايات «المرجان» معضلة حقيقية وآفة خطيرة تهدد الإنسان والوسط البيئي، في غياب حلول جدية والسبل الكفيلة بوضع حد لآثارها السلبية، حيث تظهر بعض الدراسات والأبحاث أن مخلفات مادة «المرجان» ذات حمضية مرتفعة، وغنية بالمواد العضوية والمواد الجافة والأملاح ومتعددات الفيول، ناهيك عن أنها تحتوي على نسبة مهمة من المعادن الثقيلة، منها الزنك والحديد.

هذا وأبرزت دراسات تجريبية تأثير مادة المرجان على التربة، وبالخصوص على الملوثات الدقيقة العضوية وغير العضوية داخل التربة، وتغيير الخصائص الفيزيائية الكيميائية للتربة، حيث ارتفاع تركيز الكربون العضوي، وهي النفايات التي تساهم في إتلاف التربة وتدهور جودتها وغطائها النباتي، وتدمير الأغراس والنبات بفعل أملاح البوطاس المتسربة من المرجان بكثرة، وتلويث الفرشة المائية ومجاري المياه والسدود، بالقضاء على الأسماك والطحالب، على غرار ما وقع السنة الماضية على مشارف نهر أم الربيع، ناهيك عن أن تلك النفايات التي يتم رميها في بعض الأحيان عبر القنوات المائية تتسبب في ضعف الصبيب المائي وخنق قنوات الري نتيجة الخسائر التي تلحقها تراكمات مادة المرجان، وأثرها على تدمير تجهيزات السقي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى