
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر أنه في وقت تسابق فيه سلطات طنجة الزمن لتوسعة شارع مولاي رشيد، أحد الشرايين الحيوية للمدينة، فوجئ متتبعو الشأن المحلي باستثناء مساحة حساسة من هذه التوسعة، ظلت بعيدة عن الجرافات والآليات، رغم أنها تمثل جزءا من الحل المنشود للاختناق المروري المزمن الذي تعرفه المنطقة، نظرا لوجود مشروع تعليمي خاص أقيم فوق أزقة عمومية ضُمّت إلى المؤسسة، وباتت توصف محليا بـ«الفضيحة العمرانية الصامتة».
ووفق المعطيات المتوفرة، فإن المشروع المعني والذي تعود ملكيته إلى برلماني سابق، تحول خلال السنوات الماضية إلى ما يشبه «الحصن الخاص» في قلب شارع عام، بعد أن جرى إقحام أزقة عمومية ضمن حدوده، تحت ذريعة الاستثمار في التعليم. لكن ما وقع فعليا، حسب مصادر مطلعة، هو «تجريف للمجال العام»، واستغلال غير مشروع لملك الدولة لفائدة مشروع استثماري خاص.
واستنادا إلى بعض المصادر، فإن اللافت في هذه القضية أن تصميم التهيئة تم التلاعب فيه بطريقة مريبة، قبل سنوات، ليفسح المجال أمام هذا المعهد الإعدادي للتمدد فوق ما كان يُفترض أن يكون ممرات عمومية ومتنفسا طرقيا هاما، وهو ما تسبب في حجب الرؤية عن عدد من السكان، وإغلاق منفذ أساسي لطريق حيوي يربط أحياء بوسط المدينة.
ووفق المصادر، فإنه مع انطلاق الأشغال الكبرى لتوسعة شارع مولاي رشيد، كان يُنتظر أن يشمل المشروع هذه المساحة المستحوذ عليها، على اعتبار أن طنجة في أمس الحاجة إلى كل متر طُرقي لتيسير حركة السير، لكن الواقع خالف التوقعات، تم استثناء المشروع التعليمي في ظروف غامضة، رغم المطالب التي تلقتها السلطات المحلية بالتحقيق في هذا الملف.
وقالت المصادر إن مؤسسة تعليمية يفترض أن تخدم المصلحة العامة، تتحول إلى حاجز إسمنتي يحرم السكان من المرور، ويتسبب في اختناق يومي بفعل حركة السيارات أمامها، كما أن المخالفات المسجلة تشمل أيضا فتح الأبواب الرئيسية مباشرة على الشارع العام، في تنافٍ مع الضوابط التنظيمية المعمول بها.
للإشارة، فإن صاحب المؤسسة التعليمية سبق أن كان موضوع شكاوى حول عرقلة السير العام، والمساهمة في الضغط الطرقي، نظرا إلى أسطول من السيارات الذي يقف أمام مؤسساته، ناهيك عن وجود مخالفة قانونية وخروقات من قبيل كون المؤسسات التعليمية في الأصل يستوجب أن تكون في مساحة شاسعة لا تساهم في الضغط الطرقي، كما أنه يُمنع عليها فتح أبوابها الرئيسية على الشارع العام، غير أن العكس هو الذي وقع في هذه القضية.





