شوف تشوف

الرئيسيةخاصرياضة

هكذا أصبح المغرب شوكة في حلق «الحرس القديم» لـ «كاف»

خالد الجزولي

 

 ساهم التألق المغربي في الساحة الكروية الإفريقية والدولية، في تعرض فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، ومنذ فترة لحملة شرسة خارجية، بعد أن نجح بفضل حنكته في قلب كل الموازين داخل كواليس الاتحاد الإفريقي (كاف)، ووضع حد لأخطبوط الرشاوى والتلاعبات التي طالت الجهاز الوطني خلال السنين الماضية، مستلهما أفكاره من مضامين الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية حول الرياضة عام 2008 بالصخيرات، التي شكلت لديه خارطة طريق للنهوض بالرياضة المغربية عموما وكرة القدم خصوصا.

وقد وضعت جامعة كرة القدم الوطنية استراتيجية واضحة المعالم لتطوير كرة القدم محليا، انعكست إيجابا على صورة المغرب داخل وخارج القارة، حيث بات الوجهة المفضلة لاحتضان التظاهرات الكروية القارية، وساهمت في تكوين المدربين والحكام محليا وإفريقيا، كما عززت أطرها لجان (كاف)، كما فسحت المجال أمام تألق العنصر النسوي في عالم الكرة المستديرة.   

 

 

 

المغرب أرض التظاهرات الكروية

 

لجأ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، إلى المغرب، خلال الأدوار الإقصائية عن «مونديال» قطر، من أجل إيجاد حل لمعضلة غياب ملاعب ملائمة لمعايير الجودة والسلامة المحددة في دفاتر التحملات، أو بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة بها، حيث كرس المغرب مجددا موقعه كوجهة مفضلة لعدد من المنتخبات الإفريقية، لخوض مبارياتها الإقصائية، بعدما تعذر عليها استقبال منافسيها داخل قواعدها إما بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أو (كاف).

واختارت خمسة منتخبات إفريقية خلال شهر نونبر 2021، الملاعب الوطنية لإجراء مبارياتها، بالنظر للجودة العالية التي تتميز بها البنيات التحتية الرياضية، والتجهيزات اللوجستيكية و المنشآت الفندقية ذات المواصفات العالمية المتوفرة بالمغرب، ويتعلق الأمر بمنتخبات السودان ومالي وغينيا بيساو، وبوركينافاسو، و ليبيريا، حيث استضاف المغرب آنداك 7 مباريات رسمية في الفترة ما بين 12 و 16 نونبر الجاري، برسم الجولتين الخامسة والسادسة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لـ «مونديال» قطر 2022.

و في شهر أكتوبر من العام ذاته، استضافت الملاعب الوطنية 15 مباراة دولية ، منها دوري إفريقي مصغر، شهد مشاركة 6 مباريات إلى جانب المنتخب «الرديف»، وتسع مواجهات أخرى في تصفيات إفريقيا المؤهلة لمونديال «قطر 2022»، بينها ثلاث مباريات للمنتخب الوطني أمام منتخبي غينيا بيساو (ذهابا وإيابا) وغينيا.

ولا تزال الملاعب الوطنية، تعد قبلة العديد من المنتخبات، حتى الوقت الراهن، إذ لم يعد يقتصر الأمر على إجراء المباريات فقط، بل باتت المدن المغربية وجهة المنتخبات والأندية الإفريقية، من أجل خوص معسكرات إعدادية، بالنظر إلى توفر المغرب على بنيات تحتية رياضية بمستويات تقنية عالية، فضلا عن تميز طقسه المناخي وحالة الاستقرار والأمن، المتوفرة في جميع ربوع المغرب.

 

 

 

حضور قوي لأعضاء من الجامعة داخل «كاف»

 

تعزز الحضور المغربي في دواليب الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، بتعيين حمزة الحجوي، نائب رئيس جامعة الكرة ورئيس اتحاد الفتح الرياضي للعبة، عضوا في اللجنة المنظمة للمسابقات الخاصة بالأندية القارية، ونظام إدارة الرخص، بقرار من المكتب التنفيذي الذي يترأسه الجنوب إفريقي «باتريس موتسيبي».

وجاء اختيار الحجوي عضوا في اللجنة المذكورة، بعد دراسة ملفه ومناقشته من قبل المكتب التنفيذي لـ (كاف)، بعد أن ساهم في إنجاح تنظيم بطولة إفريقيا للاعبين المحليين «شان»، التي احتضنها المغرب عام 2018 وتوج بلقبها، باعتباره رئيسا للجنة التنظيمية، فضلا عن عضويته في اللجنة المنظمة لبطولة إفريقيا للمحليين الأخيرة التي جرت بالكاميرون العام الماضي، وتوج بها المنتخب الوطني المحلي أيضا، ما دفع بمسؤولي الجهاز الوصي الإفريقي، إلى الاستعانة بخدمات الحجوي بشكل رسمي ضمن فريق عمله في لجنة المسابقات وإدارة الرخص.

وجاء تعيين الحجوي في لجنة مسابقات الأندية ونظام الرخص بـ (كاف)، ليؤكد الثقة التي بات يوليها مسؤولو الاتحاد الإفريقي للأطر المغربية، حيث يشغل لقجع منصب نائب رئيس (كاف) ورئيس لجنة المالية، فيما أضحت خديجة إيلا، عضوا في لجنة كرة القدم النسوية الإفريقية، فضلا عن عدة مسؤولين مغاربة آخرين في عدد من اللجان والكاتبة العامة.

كما يعتبر تعيين الأطر المغربية داخل (كاف)، ضمن الاستراتيجية التي تشتغل عليها جامعة الكرة، من خلال تكثيف الحضور المغربي في مراكز القرار، وإشراك الأطر الوطنية المؤهلة في تدبير وتسيير مؤسسات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عموما، كما تدخل ضمن الاستراتيجية الشمولية لقطاع الرياضة بالمغرب، الرامية إلى تعزيز الحضور المغربي في تدبير المؤسسات الرياضية القارية والدولية، والقطع مع المرحلة السابقة التي تميزت بغياب تمثيلية مغربية في الاتحادات القارية والدولية، الأمر الذي أضر بشكل كبير بالمصالح الرياضية للمنتخبات والفرق الوطنية.

 

 

 

تكوين المدربين والحكام بإشراف من «فيفا» و»كاف»

 

أخذت الجامعة على عاتقها، مسؤولية تكوين الأطر سواء على مستوى التدريب وكذا التحكيم، بإشراف من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وأصبح مركز محمد الخامس بالمعمورة، وجهة الأطر الوطنية والإفريقية، من أجل الخضوع لدورات تكوينية في مختلف التخصصات المتعلقة بتطوير كرة القدم بشكل عام، واستعانت الجامعة في وقت سابق بالفرنسي الراحل «بيير مولان» إلى جانب المغربي ناصر لارغيت، للإشراف على الإدارة التقنية، ثم جاء من بعد الويلزي «روبرت أشون»، في انتظار أن تتعاقد مع مدير تقني جديد، بعد أن كلفت الإطار الوطني فتحي جمال بسد الخصاص.

وقد بادرت الجامعة، إلى اعتماد تقنية الفيديو المساعد، وكانت السباقة إلى استخدامه في القارة السمراء، بعد أن خضع الحكام المغاربة لدورات تكوينية، تخص تقنية المشاهدة بالفيديو «الفار»، بالصخيرات، تحت إشراف مؤطرين من الاتحاد الدولي «فيفا»، بعد اجتماع جمع لجنة عن مديرية التحكيم التابعة الجامعة الملكية لكرة القدم، بمسؤولين داخل الاتحاد الدولي بسويسرا، لبرمجة دورات تكوينية تهم كل الأمور المتعلقة بتطبيق تقنية الفيديو، في البطولة الوطنية الاحترافية وتجسيده على أرض الواقع، وتكوين الحكام المغاربة ما بين النظري والتطبيقي، على أن يخضع الحكم المرشح لنيل رخصة «الفار»، تحت إشراف مراقبين دوليين من أجود الأطر الفرنكوفونية، أشرفت على تدريب الحكام بشكل دوري.

كما خضع الحكام المغاربة المرشحون لنيل رخصة «الفار» لاختبارات تطبيقية، قبل الشروع في العمل به، داخل البطولة الوطنية بقسميها الأول والثاني، وباتت الأولى داخل القارة الإفريقية، التي استعانت بتقنية «الفار»، فضلا عن تكليف شركة إسبانية، بتحديد برنامج المباريات.

 

انخراط العنصر النسوي المغربي يشكل الاستثناء

 

تولي الجامعة اهتماما كبيرا بالعنصر النسوي وانخراطه في تطوير كرة القدم الوطنية، سواء على مستوى التسيير والتدريب فضلا عن التحكيم، كما ساهمت في‏ إنشاء عصبة وطنية مختصة من شأنها المساهمة في تطوير الممارسة على صعيد العنصر النسوي، خاصة وأن جامعة الكرة تولي أهمية قصوى لتطويرها ومنحها المكانة التي تستحق، بدءا بخلق بطولة وطنية والاهتمام أكثر بالمنتخبات الوطنية فئة السيدات بكل فئاتها العمرية، كما أخذ المغرب على عاتقه تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للسيدات، شهر يوليوز المقبل.

كما يمثل تكوين الأطر النسوية سواء على مستوى التسيير والتدريب، أبرز أولويات الجامعة، حرصا منها على اكتسابهن مهارات وخبرات جديدة، لكونهن أساس تحقيق النجاح وتطوير الذات، في ظل الإمكانيات المتوفرة من قبل الجامعة، وتؤمن جامعة كرة القدم الوطنية، بأن التكوين المستمر يبقى أساس التطور الميداني في عالم كرة القدم الحديثة، كما تركز الجامعة على الاهتمام أكثر بالفئات الصغرى والاشتغال على المدى البعيد، من أجل تطوير كرة القدم الوطنية النسوية وتكوين الأجيال القادمة.

أما على مستوى التحكيم لدى العنصر النسوي، لا يختلف الاثنان، أن المغرب من السباقين لفتح المجال أمام تكوين الحكمات، بل ومنحهن فرصة قيادة المباريات سواء على مستوى البطولة الوطنية وكذا مسابقة كأس العرش، حيث نالت الحكمة الدولية بشرى كربوبي، شرف قيادة النسخة الماضية من مسابقة الكأس الفضية، فضلا عن  مشاركتها في نهائيات كأس الأمم الأفريقية للكبار التي أقيمت في الكاميرون 2022، وكانت أول حكمة تشارك في إدارة مباراة نهائية بالبطولة الإفريقية، عقب اختيارها ضمن طاقم تقنية «الفار»، ونالت إشادة خاصة من الاتحاد الإفريقي للعبة (كاف)، ومن المنتظر أن تحظى الحكمة المغربية، بثقة الاتحاد الدولي (فيفا)، وتشارك في إدارة مباريات كأس العالم للسيدات عام 2023، في أستراليا، ومواصلة كتابة تاريخها الخاص مع كرة القدم.

 

  

 

تألق مستمر للفرق الوطنية إفريقيا

 

فرضت الفرق المغربية، نفسها بقوة في مسابقتي دوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية الإفريقية، بعد نجاحها المبهر، وتحقيق نتائج متميزة وضعتها ضمن خانة الكبار إفريقيا، ساهم في كتابتها لتاريخ مشرف في البطولات الإفريقية، باعتلاء منصات التتويج في مختلف مسابقات القارة السمراء.

 

وتصنف أندية المغرب بين الأكثر وصول إلى النهائيات القارية في مختلف بطولات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف»، بواقع 30 مرة، فازت في 18 منها وخسرت 12، تناوب على الفوز بها الرجاء البيضاوي (7)، الوداد البيضاوي (4)، الجيش الملكي (2)، المغرب الفاسي (2)، الكوكب المراكشي (1)، الفتح الرباطي (1)، نهضة بركان (1).

 

كما بلغت أندية المغرب، نهائي دوري أبطال إفريقيا في 9 مناسبات فازت في 6 منها وخسرت 3 مرات، لتحتل المركز الرابع بعد مصر (24) وتونس (13) والكونغو (12)، ويعد الرجاء أكثر تتويجا بلقب دوري أبطال إفريقيا بواقع 3 مرات، (1989 و1997 و1999)، فيما نال غريمه الوداد اللقب في عامي 1992 و2017، وقبلهما كان فريق الجيش الملكي، أول ناد مغربي يتوج بلقب دوري أبطال إفريقيا عام 1985.

 

أما على مستوى كأس الاتحاد الإفريقي، حققت الأندية المغربية اللقب مرتين، الأول لفائدة فريق الكوكب المراكشي عام 1996 ، والثاني علم 2003 لصالح الرجاء، أما بخصوص كأس الكؤوس الإفريقية، فقد فاز الوداد عام 2002، وبعد أن قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) دمج البطولتين عام 2004، فيما بات يعرف حاليا بالكونفدرالية الإفريقية، فقد فازت بها أندية المغرب 5 مرات.

 

و حقق الجيش الملكي لقب نسخة 2005، ثم توج الفتح الرباطي باللقب ذاته عام 2010، ومن بعده المغرب الفاسي في العام التالي، وحصد الرجاء لقب نسخة 2018، وأخيرا نهضة بركان بنسخة العام الماضي، وفي كأس السوبر الإفريقي فازت أندية المغرب 4 مرات، حيث توج الرجاء بلقبين في 2000 و2019، والوداد مرة واحدة عام 2018، وفاز المغرب الفاسي في 2012.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى