حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

وكيل اختصاصي

حسن البصري

يترقب عشاق كرة القدم بشغف كبير ما ستسفر عنه الساعات الأخيرة من فترة الانتقالات الصيفية، لكنهم يتفاخرون بقدرة ناديهم على جلب بطل مقدام عجز خصومهم عن استقطابه ودغدغة مشاعره.

في أوربا يجد نجوم الكرة العالمية صعوبة في إيجاد فريق يضمن استمرار نجوميتهم، يستنفرون وكلاء أعمالهم خوفا من البطالة التي تجعلهم خارج منصات التواصل الاجتماعي.

في المغرب تنهال على أشباه النجوم عروض خرافية، لا يهم إن كان سيحصل عليها أم سينتهي به المطاف في طابور غرفة المنازعات، المهم أن يصبح بين عشية وضحاها نجم «الشباك».

وسط حالة الجدل الكبيرة حول مستقبله برفقة مانشستر يونايتد، أبدى البرتغالي كريستيانو رونالدو مرونة غير مسبوقة وخفض سعره إلى أدنى المستويات كي يظل حاضرا في المستطيل الأخضر والأزرق.

وحين رفض الفريق الكتالوني تجديد عقد الارتباط مع الظهير الأيمن داني ألفيس، نشر هذا الأخير، عبر حسابه في موقع «إنستغرام»، فيديو من بعض المباريات التي خاضها مع برشلونة وكتب: «اليوم الأخير في العقد. اليوم أنا حقا متفرغ في سوق الانتقالات.. اسمي داني ألفيس، لاعب برازيلي، لكنني أيضا معروف بالرجل المجنون الطيب».

عرض النجم البرازيلي خدماته على الفرق لكن لا مجيب، لأن الأندية لا تؤمن بالعرض الذاتي، ولا تفتح المفاوضات مع لاعب إلا إذا كان مرفوقا بوكيل أعمال حاصل على ثقة الرئيس.

في سوق الانتقالات الصيفية ببلادنا لا يهم اسم الوكيل ومكانته وتاريخه واعتماده من طرف الهيئات الرياضية، تكفي سوابقه مع النادي لفتح باب المفاوضات، والتوصيل طبعا بعد الخدمة.

في سوق الانتقالات ببلادنا مال سائب وصفقات خيالية قد تدفع الآباء إلى تسجيل أبنائهم في مدارس الكرة في ما يشبه العزوف الجماعي عن الدراسة ابتغاء رواتب فلكية ونجومية لا تقاوم.

لقد كان نجم كرة القدم الإيطالي، الدولي ماريو بالوتيلي، محقا حين قال، في تغريدة على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي: «الفتيات اللاتي يقدمن تقارير سوق الانتقالات على الفضائيات أكثر إثارة بالتأكيد من هذه الصفقات المبرمة».

أيها الرؤساء خذوا العبرة من باريس سان جيرمان، لتتأكدوا من أن المال لا يجلب الألقاب، فقد قام الفريق الباريسي بانتقالات تاريخية، استطاع أن يجلب أهم الأسماء في عالم الكرة مثل ليونيل ميسي من برشلونة، وجورجينيو فاينالدوم من ليفربول، وسيرخيو راموس من ريال مدريد وأشرف حكيمي من إنتر ميلان. وفي نهاية المطاف حقق الفريق الباريسي لقب الدوري المحلي، وفشل في المنافسة على بطولات الكأس، كما ودع دوري الأبطال مبكرا.

بعيدا عن صخب السوق الكبير، اختار وكيل أعمال مغربي سوقا أخرى بعد أن ضاق ذرعا بتسويفات رؤساء يسمح لهم قانون الكرة بالاغتناء مرتين في السنة، باسم الميركاتو الصيفي والشتوي، ويقضون باقي أيام السنة في عد المال «المسكوب».

اختار وسيط اللاعبين سوق كرة القدم النسوية بحثا عن الاختصاص، وأصبح ملاذا للباحثين عن نجمة تضيء عتمة فريق، أو مدربة كاملة الأوصاف، أو مسير له استعداد لبيع أو شراء فريق نسائي بكل أطقمه، مع خدمة الصيانة بعد البيع.

نصحه زملاؤه بالابتعاد عن سوق الكرة النسائية، لأن تهمة التحرش تتربص بكل رجل اقتحم ملاعب الكرة الحريمية، لكنه أصر على الاستمرار، وقيل له إن «سوق النسا سوق مطيار»، فقال هذا كلام انتهت صلاحيته.

وأمام إصراره على الاستثمار في سوق النساء، كان لابد من وضع سياسة استقطاب تحوله من وكيل أعمال لاعبين إلى وكيل لاعبات ومدربات ومسيرات، فالزمن زمن التخصص.

يؤمن الرجل بأن الفرق النسوية كالأحزاب الصغيرة، الأولى تنشط البطولات وتتزحلق كما يتزحلق الأطفال من مرتفع مهمل، والثانية تنشط الاستحقاقات السياسية.

لذا أصبح من اللازم إصدار قانون يحمي المغفلين.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى