حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

العيد الدموي في غزة 2025م

بقلم: خالص جلبي

راسلني أبو رتيمة مع ليلة العيد في غزة فقال: ليلة العيد قتلت «إسرائيل» خمسة أطفال في غزة.. هؤلاء الأطفال ناموا ليلتهم، دون شراء ثوب العيد كما جرت العادة قبل حرب الإبادة، ولم يتذوقوا حلوى العيد المعدومة في غزة، كما عُدِمَ كل شيء، بفعل إغلاق المعابر والحصار المميت. لكنهم ناموا بخيال حالم بشيء من اللهو واللعب مع أقرانهم، وربما بقليل من «العيدية» يتلقونها من المقتدرين من آبائهم وأقربائهم.. ناموا ولم يستيقظوا، لقد أخمدت إسرائيل أحلامهم البسيطة إلى الأبد…

كان جوابي: المجاهد أبو رتيمة غزة: أما الأطفال فطيور الجنة. أما العار فيتلبسنا جميعا؛ أما بنو صهيون فالتاريخ درس لكل غافل، أما البشرية فسواد يجلل الجبهة.

علق الأخ الآغا من مصر غاضبا: حسبي الله ونعم الوكيل على نظام فوضى عالمي مجرم منافق دعي جهول لعين، يمارس الكذب بشجاعة القاتل والمتفرج، هي حالة ربما ندرت في التاريخ، أو ربما لم تمر، أن يجتمع العالم كله أو جله، على قتل أطفال ونساء أعيادا متتالية، ومنذ حوالي عام ونصف العام، دون أن يستشعر هذا المجرم الكوني ذرة من إنسانية، هي مسالخ القرن 21، هي مهازل الضمير إذا ما تبقى منه شيء، كذابون أفاقون، مارقون، ملعونون أينما ثقفوا، حسبنا الله ونعم الوكيل.

كان جوابي عليه في نفثات متتاليات:

الآغا في مصر: من يراجع التاريخ يرى فصولا مروعة، لكن إحدى صفحاته ستكون من اختصاص أولاد القردة والخنازير بنو صهيون. ففي يوم طوق جنود الرومان قرطاجة (149 ق. م)، فقتلوا بالسيف والنار والهدم والحرق 450 ألفا من أصل نصف مليون نسمة، وأخذوا من تبقى من سكانها 50 ألفا عبيدا لروما. دولة آشور كانت فنانة في قتل الأمم وتسوية مدن كاملة بالتراب، وحملها أمما بأكملها إلى معسكرات الاعتقال الجماعية، كما حصل مع اليهود (مسلمو ذلك العصر 597 ق . م)، حتى جاء الخلاص على يد قورش كما ذكر في القرآن تحت اسم ذي القرنين. ما دفع المؤرخ توينبي إلى أن يقول إن الجلاد كان يقول للمعذّب لقد تعبت من ضربك. ستالين قتل في أوكرانيا 800 ألف. حسب فولتير، تم حرق مليون امرأة في أوروبا بتهمة السحر. حسب ستيفان كورتوا، في «الكتاب الأسود» عن تاريخ الشيوعية، تمت تصفية 200 مليون باسم الديانة الشيوعية. الإسبان الأوغاد أبادوا أمما في أمريكا الوسطى والجنوبية وربما وصلت وتيرة القتل إلى 80 مليونا من الأنام؛ أحدها بالسيف والخنجر والمدفع، وثالثها الحرب الجرثومية بنقل الجدري وما أدراك ما هو. لقد رأيت في السعودية بقايا الوجوه المشوهة المنقبة مع عمى البعض. وحسب تزفيتان تودوروف، في كتابه «مسألة الآخر اكتشاف أمريكا»، رفع رقم القتلى إلى حجم الجبال بدافع التنصير، بما يستحي منه يسوع المسيح عيسى بن مريم الذي قال: صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم، وهو ما يفعله حاليا اثنان من دعاة التنصير من أولاد المسلمين. الأول من مصر هو حامد الكامد عبد الصمد، أتقن فن السب والإهانة تحت غطاء علمي مدعوم من الصليبية الأوروبية، والآخر مغربي مرتد (رشيد الحمامي)، ابن فقيه مغربي، يدعي في أسئلته الجريئة أنه يراهن على أن من سمعه سوف يغادر الإسلام لفوره. ومن أعجب ما سمعت له وهو يناقش أصوليا مغربيا عن آية (يخرج من بين الصلب والترائب) عن النطفة، وهما يتناقشان في مسألة طبية من علم التشريح، وكلاهما جاهل في الطب والتشريح. ورشيد يستحضر دواعش فوالج ممن هربوا إلى السويد بلجوء سياسي، فيسألهم هل تريدون تدمير النظام السويدي الكافر؟ ثم يلتفت ضاحكا مستبشرا هذا هو الإسلام؟ أما روجيه غارودي فهو يرفع رقم السود الذين شحطهم الغرب في سفن محشورة تذكر بعلب السردين لهؤلاء التعساء البؤساء، مات نصفهم في بطن سمك القرش، فيقول زادوا على مائة مليون ضحية؛ فهذه هي بركات الرجل الأبيض وحضارته الزاهرة، ما دفع وحيد الدين خان أن يسطر كتابه الموسوم «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟»، ودفع ابن أحمد أمين إلى خط كتابه «سلوك المسلم الحزين في القرن العشرين». لكن ما يحدث يا آغا الفاضل أن أولاد القردة والخنازير يمثلون الحملة الصليبية الثامنة، ومن ورائهم الصليبيون الجدد، كما نطق بذلك البوش الأهبل الصغير مدمن الحش والحشيش والمخدرات. أو كما يزعق وزير الدفاع الأمريكي الجديد بإعلان الحرب على المسلمين، ويرسم وزير خارجية ترامب الصليب على جبهته إمعانا في الصليبية، وهو يستقبل الصوم عند المسلمين والمسيحيين على حد سواء. وبذلك فهي مواجهة جديدة كل الجدة. ما دفع أحد المتحمسين لنوستراداموس اليهودي ذو التنبؤات الرباعية الخنفشارية، إلى القول إنها يوم المواجهة بين الشرق والغرب، كما زعم المجنون الآخر هنتغتون. لكن حسب محمد عبده، قال إن أكبر غلطة وقع فيها المسلمون، شعورهم بعد تنظيف الشرق الأوسط (بعد سبع حملات صليبة استغرقت 171 سنة بين عامي 1099 ـ 1270م) من مخلفات زبالات الصليبيين، أن الموضوع انتهى ولن يعودوا. ولولا العثمانيين الذين قفزوا إلى مسرح التاريخ وكانوا لنا غطاء، إذن لأمطرت السماء علينا بشواظ من نار ونحاس فلا ينتصران. لنتذكر فقط قفزة الفرنساوية على مصر مع حملة نابليون 1798م، وفرنسا إلى الجزائر باستضافة 132 سنة وانسحابها بدون انسحاب، في ظل وكالة أمينة بيد جنرالات لا يرقبون في الأمة إلا ولا ذمة وباتفاقيات سرية دشنها ديغول، لا يعلمها إلا الله والراسخون في المخابرات.

أخي الفاضل ما نراه محفوظا في الضمائر والوثائق، يراه العالم أجمع فهل من نخزة ونخوة ضمير في المؤسسة العسكرية المصرية؛ فتكنس الصوص وتفتح المعابر، فمصر هي قلب الشرق بتعداد سكاني فاق 100 مليون نسمة؟ الحق يقال ما نراه من بكاء الثكالى والأطفال هو يوم عار علينا جميعا. وهو نكسة أخلاقية في عالم إجرامي يحكمه إبليس كما في عقيدة اليزيدية. هم يرون هذا العالم البائس لا يمكن تفسيره كما في طغيان أولاد القردة والخنازير، إلا أن العالم محكوم بإبليس يسمونه طاووس يحكم العالم لمدة عشرة آلاف سنة. أو ما يروج في الأساطير عن المعركة الأخيرة في (تلة مجدون) يسمونها أهرميجدون، فتكون المعركة الأخيرة بين الشر والخير، فينزل عيسى ليهزم الدجال الممثل بأمثال النتن الصهيوني الحالي. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس عميان لا يتفرسون ويجسون نبض التاريخ. ومع صبيحة العيد كان صديقي أبو رتيمة في غزة على قيد الحياة، ومن قبل ودعتنا الأخت رهف حنيدق بضربة واحدة من الغزاة، فقتلت مع زوجها وثلاثة من أولادها، ودع اثنان مع الوالدين إلى المقابر، ونجا الثالث بعد أن تقطعت أمعاؤه، فنجا بجراحة سريعة. قال أبو رتيمة في آخر تغريدة له:

إنه زمن البكاء على حال البشرية جمعاء، لأن من كنا نظن أنها أمة قد تودع منها.

فهل هي حالة اليأس فيأتي الفرج من حيث لا نحتسب، أم طوانا الزمن في مقابر التاريخ؟

 

نافذة:

هي حالة ربما ندرت في التاريخ أو ربما لم تمر أن يجتمع العالم كله أو جله على قتل أطفال ونساء أعيادا متتالية ومنذ حوالي عام ونصف العام دون أن يستشعر هذا المجرم الكوني ذرة من إنسانية

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى