النعمان اليعلاوي
تحول صباح يوم الأحد الماضي إلى لحظة رعب حقيقي لركاب حافلة سياحية تابعة لوكالة خاصة، بعد اندلاع حريق مفاجئ في المركبة على مشارف مدينة بني ملال، أثناء توجهها في جولة منظمة نحو شلالات أوزود، أحد أشهر المعالم الطبيعية في المغرب.
الحافلة، التي كانت تقل حوالي 40 راكبًا أغلبهم من أسر قادمة من الرباط في إطار رحلة ترفيهية، شُوهدت وهي تنبعث منها ألسنة اللهب والدخان الكثيف على مستوى أحد المحاور الطرقية القريبة من مدخل المدينة، مما دفع السائق إلى التوقف اضطراريًا على جانب الطريق، وتمكّن بسرعة من إخلاء الركاب دون تسجيل أي إصابات بشرية.
وبحسب شهود عيان، فقد أثار الحريق حالة من الذعر وسط الركاب، خاصة الأطفال، قبل أن تتدخل عناصر الوقاية المدنية التي وصلت إلى عين المكان وتمكنت من إخماد الحريق ومنع انتشاره إلى الحقول المجاورة. وأفادت مصادر مطلعة بأن الحريق ألحق أضرارًا جسيمة بالحافلة، مرجّحة أن يكون سببه تماس كهربائي في محركها الخلفي.
وقد أعاد الحادث إلى الواجهة الجدل حول مدى احترام الوكالات السياحية لشروط السلامة التقنية والصيانة الدورية لأسطولها، خصوصًا في فترات الذروة التي تشهد تنظيم رحلات جماعية نحو الوجهات الجبلية والسياحية، في السياق ذاته، دعا عدد من الناشطين المحليين إلى تشديد المراقبة على وسائل النقل السياحي، مؤكدين أن تكرار مثل هذه الحوادث يسيء إلى صورة السياحة الداخلية ويعرض حياة المواطنين للخطر.
وبينما فتحت السلطات الأمنية تحقيقًا لتحديد الأسباب الدقيقة للحريق، عبّر عدد من الركاب عن امتنانهم لتدخل السائق بسرعة كبيرة وحرصه على إنقاذ الجميع، مما حال دون وقوع كارثة حقيقية.
