
أكادير- محمد سليماني
يبدو أن عقد تناغم الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي لأكادير بدأ ينفصم، وبدأ كل حزب من مكوناتها يبحث عن موقع له في الساحة، خصوصا مع بدء العد العكسي للانتخابات المقبلة، من خلال استغلال أي قضية يمكن الاعتماد عليها في التعبير عن الغضب من طريقة تسيير شؤون المدينة.
وفي هذا الصدد، عقد الفريق الاستقلالي بجماعة أكادير اجتماعا له أخيرا بعد طول غياب، وذلك للتداول في القضية التي هزت الرأي العام بالمدينة، والمتعلقة برغبة المكتب المسير في «تفويت» تدبير مجموعة من الخدمات الجماعية للخواص ولشركات التدبير المفوض وشركات التنمية المحلية.
واستنادا إلى المعطيات، فإن الفريق الاستقلالي عبّر بشكل «مهذب» عن رفضه تفويت المرافق الجماعية، مبرزا أن «تجويد الخدمات العمومية من صيانة للمناطق الخضراء والنظافة، يجب أن تنخرط فيه الجماعة عن طريق أطرها وعمالها ومستخدميها، الذين أبانوا عن علو كعبهم في تدبير هذه المرافق، وأن عمليات التفويت ليست بالحل الأنجع، إلا إذا عجز المجلس عن تدبير مرافقه تماشيا مع متطلبات السكان». ووجه استقلاليو المجلس الجماعي لوما إلى مسيري المجلس بخصوص إقصائهم وإقصاء مكونات أخرى من المشاركة في عمليات تدبير الشأن المحلي، مطالبين بـ«ضرورة تفعيل المقاربة التشاركية بين كل مكونات المجلس أغلبية ومعارضة من أجل حكامة تدبيرية شفافة للشأن المحلي بالجماعة الترابية لأكادير».
ويأتي الموقف الجديد للفريق الاستقلالي، المشارك في الأغلبية المسيرة، بعد أيام على خروج المعارضة، خصوصا حزب اليسار الاشتراكي الموحد بالمجلس ذاته، حيث أكد عضو للمجلس عن هذا الحزب أن تفويت تدبير المرافق الجماعية يعني «فشل مكتب المجلس ورئيسه في ممارسة صلاحياته وتنفيذ التزاماته السياسية ووعوده الانتخابية تجاه السكان، و«تهريب» هذه المهام لباطرونا شركات القطاع الخاص، ولو أن الأمر يتعلق بمشاريع حيوية أنجزت بتكلفة مالية خيالية من أموال دافعي الضرائب».
يشار إلى أن الموقف الجديد، الذي عبر عنه الفريق الاستقلالي المكون من أربعة ممثلين، أحدهم يشغل مهمة نائب رئيس المجلس الجماعي، ستكون له تداعيات على مستوى تماسك الأغلبية المسيرة بجماعة أكادير، وسيكون، أيضا، بداية لخرجات أخرى للتعبير عن مواقف مناقضة لما يتخذه المكتب المسير برئاسة عزيز أخنوش، بعدما بدأ العد العكسي للانتخابات، وبعد قرب آخر دورة لأكتوبر العادية قبل الانتخابات.
واستنادا إلى المعطيات، اتفق مكتب المجلس المسير، خلال اجتماعه الأخير، قبل أيام برئاسة رئيس الجماعة، على «ابتكار أنماط جديدة لتدبير المرافق الجماعية، بما يضمن جودة الخدمات واستدامتها. ويشمل ذلك تدبير المتاحف، قصبة أكادير أوفلا، المسابح الرياضية، ملجأ الحيوانات الضالة والمرابد، مع التفكير في صيغ خاصة بكل من المحطة الطرقية ودار الفنون. كما تمت الإشارة إلى أهمية إشراك القطاع الخاص في مجالات تتطلب خبرات متخصصة مثل تدبير المساحات الخضراء وصيانة الإنارة العمومية والنافورات والمراحيض العمومية» حسب ما ورد في بلاغ للمكتب المسير عقب اجتماعه.





