حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

مناورة في كينشاسا

 

 

حسن البصري

حين كنا ندرس في الأقسام الابتدائية لم يكن فصل دراسي يخلو من تلميذ ضليع في الوشاية.

حين يسألنا المدرس:

«إني أشم رائحة المرق في القسم، من يتناول منكم وجبته في الفصل؟ لا تجبروني على تفتيش حقائبكم؟»،

قبل أن يتخلص «حاملها والمحمولة إليه» من الخبز المحظور، يكون مخبر القسم قد رصد العملية وتعرف على الفاعل المرفوع.

حين ينفض الجمع برنة صاخبة من «زواكة» المدرسة، يهمس صاحبنا في أذن المدرس ويكشف له عن الخلية النائمة، التي كانت تدس بين دفاترها خبزا محشوا بمرق.

تنبأت لزميلي بمستقبل مهني يتماشى وكفاءته في التبليغ الفوري، لكنه أصبح ممون حفلات، ربما بسبب رائحة مرق طفولتنا الدراسية.

مناسبة هذا الحديث هو ما أقدم عليه وليد صادي، واسمه الحقيقي وليد سعدي، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حين همس في أذن باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، مطالبا بطرح موضوع «مستقبل «الكان» في المغرب»، على طاولة النقاش خلال اجتماع للكونفدرالية الإفريقية في الكونغو، أول أمس.

لم يكتف وليد بدس هذه النقطة في كأس الاجتماع، بل أعلن استعداد بلاده لتنظيم هذا الحدث القاري، شريطة تأخير موعد التظاهرة إلى أجل غير مسمى.

لن نلوم رئيس الاتحادية الجزائرية على محاولته لفت نظر أعضاء الكونفدرالية إلى الحراك الشبابي الذي شهدته بلادنا، فالرجل ينفذ تعليمات عسكر بلاده، ولا يفرق بين اجتماع هيئة الكرة الإفريقية واجتماع هيئة الأمم المتحدة.

حسم رئيس الكونفدرالية الإفريقية الأمر من منصة الخطابة، وقال: «إلى الذين يسألون عن مستقبل كأس أمم إفريقيا، اعلموا أن المغرب هو الخيار الأول وهو الخيار الثاني والثالث لتنظيم هذا الحدث القاري».

ضرب صادي كفا بكف، وتبين أن هزائم الدبلوماسية الجزائرية لا تأتي فرادى، في نيويورك أو كينشاسا.

قال أحد مرافقي رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في حديث صحفي:

«كنا نريد توضيحات من رئيس الاتحاد المغربي، لكن موتسيبي الجنوب إفريقي خذلنا».

حين كانت الجزائر غائبة عن المجلس التنفيذي لـ«الكاف»، لم تحلق السياسة في سماء الكرة الإفريقية، وحين عاد صادي تبين أن الرجل يصطاد في الماء العكر.

أثناء توزيع المهام داخل الكونفدرالية، أسندت لوليد، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، مهمة نائب رئيس لجنة الملاعب والأمن، فاستشاط غضبا وبحث في دهاليز «الكاف» عن حليف.

وليد صادي أو سعدي، هو خريج معهد في تونس، وتلميذ لمحمد روراوة، الرئيس الأسبق للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وبفضل تونس حجز لنفسه مقعدا في «الكاف»، إثر انسحاب رئيس الجامعة التونسية، بقرار من قيس سعيد الذي حول بلده إلى محافظة شرقية للجزائر.

اليوم تونس غائبة عن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد أزيد من 38 سنة من الحضور في مراكز القرار، تخلت عن مناصبها حتى يعبر ممثل الجزائر دون الحاجة إلى انتخابات، سجل يا تاريخ.

لم تكتف الجزائر بالتساؤل حول مستقبل تظاهرة كروية في المغرب، بل احتجت على إنشاء «الفيفا» لمقره الإقليمي في المغرب، بل إن صادي عبر عن استعداد بلاده لمنح مفاتيح بناية كبرى ووضعها رهن إشارة الاتحاد الدولي لكرة القدم.

قيل لصادي: «يا بني لقد اختلط عليك الأمر، فأنت في حضرة «الكاف» وليس «الفيفا»»، فابتلع لسانه.

لا تلوموا صادي، فهو مجرد أداة تنفذ تعليمات الطغمة الحاكمة، وحين تتعدد هزائمه يقدمه «النظام العسكري» قربانا للغاضبين.

انتهى زمن خير الدين زطشي، الرئيس السابق للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بجرة قلم، تمت تنحيته بإقالة ملفوفة في ورق مقوى، وتحركت الآلة العسكرية بحثا عن رئيس جديد تتوفر فيه مواصفات الولد النجيب، الذي يجيد قراءة تاريخ الصراع السياسي مع الجيران.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى