شوف تشوف

الرأي

«الورطة»

هي
كنت أعرف جيدا ظروفك الصّعبة، وأعلم أنك أعمق من أن تكون حفرة من السهل الخروج منها لو تكبّدت فيك الوقوع، وتعمدت توريط نفسي فيك، والانجراف بكامل إرادتي إلى القرار، ولم أكن أهتم بتشجيعك من عدمه. بعفوية أنساق إليك وكأنك منحدر أتدحرج عبره إلى ما ليس له منتهى. ومنعني ظلام أغوارك من الرؤية الواضحة ومن الكتابة الصريحة، ربما كنت أخشى من غضبك الحائِل بيني وكل تفكير وفعل. ومنذ أن عرفتك والأحاسيس تشحن نفسها في قلبي ورأسي وتتدافع ولا أجد لها متنفسا. نهاية القصة لم تكن واضحة المعالم والبوح جامد لا يستطيع فعل شيء يمكّنه من التزحزح، والسرداب الذي دخلتُه لا يوحي بوجود مخرج ولا يشير إلى إمكانية عودة. وكنتَ الرجل الذي استأثرت بعشقه، والرجل الذي شقيتُ في طريقه، وبتّ أشتاق إلى وعد وعهد منك يجنّبني السّراح، أنا التي أكره أن ألتزم أو أرتبط بشيء في الحياة، ولطالما نشدت الحرية لأجد نفسي في الأخير أبحث فيك عن القيد.

هو
بدوري، عرفت ظروفك المعقّدة. وكنتِ بالنسبة إليّ خطأ من أصح الأخطاء التي من الممكن فعلها بشكل صحيح. ولا أذكر أني أخطأت مرة دون أن أندم؛ ولكني حين عرفتك ندمت على عدم اقترافك من زمن بعيد، ولم أكن لأتحكم في ما تفعلينه لو لم أشعر بأنك خلقتِ لتكوني ملكي. وليس من المعقول إلاّ أن تكوني ملكي، وليس من حقك أن تمنعي نفسك من أن تكوني غير ذلك.
ولأني لم أقدر على أن أردعك أو أدعك في ما كنت فيه، جامحة كفرس وجانحة غير خاضعة لأيّ من قوانين العشق، ولأنك تمردت على غيرتي ورجولتي بالانفعال والبعد؛ جعلتك تقفين، تصطدمين بصدري وتذيبين الغضب في حضني وتتحولين إلى حمل وديع.  ولتعلمي، كما لم تعلمي يوما، أن بعض الورطات في الحياة خلقت من أجل إسعادنا. وحتّى لو كان لا يغادرك الإحساس بالسقوط في هوّة غرام ممنوع وفي كونك مجرد خطأ؛ فأنا قادر على تغيير كل العالم لتصبحي، في نظره، أصحّ ما قد يفعل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى