شوف تشوف

الرئيسية

العثماني يواجه أول زلزال تنظيمي يضرب حزب العدالة والتنمية

محمد اليوبي

 

بعد انعقاد المؤتمرات الجهوية لحزب العدالة والتنمية، خلال نهاية الأسبوع الماضي، بدأت تتسرب بعض المعطيات حول الكيفية التي حسمت بها معركة مناصب المسؤولية التنظيمية بالكتابات الجهوية، حيث اندلعت معركة حامية الوطيس وسط تبادل الاتهامات بـ”الكولسة” بين أتباع الأمين العام السابق، عبد الإله بنكيران، وبين أعضاء الحزب الموالون لما أصبح يعرف بـ”تيار الوزراء” الذي يقوده الأمين العام الحالي، سعد العثماني.

ويواجه العثماني أول زلزال تنظيمي يضرب حزب العدالة والتنمية، بعد لجوء أعضاء بالحزب إلى تقديم استقالاتهم من هياكله التنظيمية، أغلبهم محسوبين على “تيار الاستوزار”، بعد فشلهم في الحصول على مناصب بالكتابات الجهوية، وخاصة بجهات فاس مكناس، والرباط سلا القنيطرة، والدار البيضاء سطات، وتحدث الغاضبون عن حملة “كولسة” قام بها الموالون لتيار بنكيران، من أجل حسم جل مناصب المسؤولية التنظيمية على مستوى الجهات، وعرفت جهة الرباط تقديم أول استقالة بعد انتخاب المستشار البرلماني، عبد العالي حامي الدين، كاتبا جهويا للحزب، قدمها عضو ديوان عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن، ونائبه الثاني بالمجلس الجماعي، عبد الحق عبروق، الذي أعلن عن تجميد عضويته حزب العدالة والتنمية بصفة نهائية والاستقالة من الكتابة المحلية ومن عضوية فريق المستشارين للحزب بمجلس مدينة القنيطرة، ملمحا في استقالته إلى وجود “كولسة” في انتخاب الكتابة الجهوية للحزب بجهة الرباط سلا القنيطرة.

وبجهة الدار البيضاء، شكك البرلماني مصطفى الحيا، في مصداقية مسطرة انتخاب الكاتب الجهوي المقترح من طرف الأمانة العامة للحزب، محسن مفيدي، بعدما حسم المؤتمرون في أسماء ثلاثة مرشحين للمنصب عبر صناديق الاقتراع في المرحلة الأولى، واعتبر البرلماني الحيا، ما وقع في الدار البيضاء، بأنه لا يعدو أن يكون سيناريو شبيه بما وقع في روسيا، ونفس الأمر، ينطبق على جهة فاس ، بالرغم من الإنزال القوي الذي قام به رئيس الحكومة والأمين العام للحزب، سعد الدين العثماني، رفقة وزراء وأعضاء بالأمانة العامة لحزبه، تلقى تيار الاستوزار هزيمة قاسية خلال انعقاد المؤتمر الجهوي لجهة فاس مكناس، حيث تمكن تيار عبد الإله بنكيران من الفوز بالكتابة الجهوية، بانتخاب خالد البوقرعي، كاتبا جهويا للحزب، الذي كان مدعوما من طرف رئيس المجلس الوطني، إدريس الأزمي الإدريسي.

وكشفت هذه الوقائع، حقيقة ما يدعيه الحزب، بخصوص احترام الديمقراطية الداخلية في اختيار المرشحين لمختلف الاستحقاقات التنظيمية والانتخابية، ويسوق لنفسه على أنه الحزب الوحيد الذي يعتمد مساطر داخلية معقدة لاختيار المرشحين ومنحهم تزكية الترشح للانتخابات وكذلك لمناصب المسؤولية الحزبية، لكن تبين من خلال الممارسة أخيرا أثناء المؤتمرات الجهوية، أن “الديمقراطية الداخلية” مجرد شعار للاستهلاك فقط، وأصبحت جل المناصب تحسم بالإنزالات وبـ”الكولسة” الداخلية، وهو ما أقر بنكيران سابقا، عندما تحدث عن وجود الصراعات حول المناصب داخل حزب العدالة والتنمية، وفي هذا الصدد قال “هناك إشكاليات وصراعات والكولسة، أصبحت تتولد داخل الحزب”، وأشار إلى أنه في بعض المدن وقعت مشاجرات وصراعات بين اعضاء حزبه حول المقاعد والمناصب والتعويضات والسيارات والهواتف، كما تحدث عن وجود اختلالات أخلاقية وتصرفات غير مسؤولة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى