
النعمان اليعلاوي
عاد التوتر إلى كليات الطب والصيدلة بالمغرب، وهذه المرة بسبب أزمة مالية خانقة تهدد استقرار الطلبة، نتيجة التأخر الكبير في صرف المنحة الجامعية “منحتي” والتعويضات عن المهام، مما زاد من معاناتهم اليومية. ويعيش طلبة كليات الطب والصيدلة، وضعًا استثنائيًا مقارنة بباقي المدن الجامعية، إذ لم يتوصلوا بمنحهم الجامعية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، رغم الأعباء المالية المرتفعة التي يتحملونها يوميًا، من مصاريف السكن والمأكل والتنقل. كما لم يتم صرف التعويضات المالية عن المهام، باستثناء الدفعة الرابعة لشعبة الطب، فيما لا تزال الدفعات الأخرى، سواء في الطب أو الصيدلة، عالقة دون أي توضيح رسمي من الجهات المعنية.
وفي هذا السياق، أصدر مجلس طلبة الطب ومكتب طلبة الصيدلة بيانًا استنكاريًا ندد فيه بهذا التأخير الذي زاد من معاناة الطلبة، مؤكدًا أن ممثليهم حاولوا إيجاد حلول ودية مع المسؤولين، لكن دون جدوى، وطالب الطلبة بالإسراع في صرف المستحقات المالية في أقرب وقت، محذرين من أن استمرار هذا الوضع قد يدفعهم إلى التصعيد واللجوء إلى أشكال احتجاجية جديدة، في ظل الضغوط المعيشية المتزايدة التي يواجهونها، موضحين أن هذا التأخير المتكرر، يطرح تساؤلات حول مدى التزام الجهات الوصية بتوفير الظروف الملائمة لطلبة الطب والصيدلة، الذين يواجهون تحديات دراسية ومهنية كبيرة، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى دعمهم لضمان استمرارية تكوينهم في ظروف مناسبة.
ومن جانبها، أوضحت مصادر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة أنه تم الوقوف على “اختلالات جسيمة” في شعبة الصيدلة، حيث تعاني بعض الكليات من ضبابية بيداغوجية وتأخر في إصدار النسخة المحدثة من دفتر الضوابط البيداغوجية، مما أدى إلى حرمان طلبة الدفعة الخامسة بكلية الطب والصيدلة من التداريب الإكلينيكية المقررة، دون تقديم أي توضيح رسمي من الجهات المعنية، كما امتدت هذه الاختلالات إلى كليات طب الأسنان، حيث أشار البيان إلى أن الطلبة يعانون من ظروف تكوين “مزرية”، تهدد جودة تعليمهم ومستقبلهم المهني. وفي هذا السياق، أعلنت اللجنة عن تنظيم وقفة احتجاجية مجددا، للتعبير عن رفض الطلبة لهذه الأوضاع.