إحداث مدار سقوي بالداخلة ينتظر اكتمال محطة تحلية المياه

الداخلة: محمد سليماني

ينتظر عدد من المقاولين الشباب والفلاحين الكبار، انتهاء الأشغال بمحطة تحلية مياه البحر بشمال مدينة الداخلة، والشروع في تزويد منطقة فلاحية يتم إعدادها على مساحة 5200 هكتار في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وقد باشرت عدة جهات متدخلة إجراءات إحداث هذا المدار السقوي بنفوذ جماعة بئر أنزران، غير أن عدم اكتمال أشغال بناء محطة لتحلية المياه، التي ستستعمل في هذا المدار السقوي، أخر نسبيا المشروع. وحسب المعطيات، فقد اطلع وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قبل أيام خلال زيارة حزبية إلى الداخلة على مشروع محطة تحلية المياه الضخمة، وتبين أن نسبة الأشغال وصلت إلى 75 في المائة، إذ من المقرر أن تنتهي الأشغال بها قبل متم السنة الجارية.

وحسب المعطيات، فقد انطلقت منذ سنتين أشغال بناء محطة تحلية المياه، باعتبارها من المكونات الأساسية للمشروع، والتي ستمكن من إنتاج حوالي 37 مليون متر مكعب في السنة بتقنية التناضح العكسي، ذلك أن مشروع المدار السقوي، يهدف إلى تثمين المؤهلات الجهوية واستدامة مواردها المائية عبر استخدام التكنولوجيات المبتكرة في مجال تحلية مياه البحر مع استعمال الطاقات الخضراء. وقد تمت تعبئة استثمار بقيمة 2,42 مليار درهم للمشروع ككل، من بينها 1,98 مليار درهم لبناء محطة لتحلية المياه، ومحطة للطاقة الريحية بقدرة 60 ميغاواط، و442 مليون درهم لإحداث شبكة للري. كما تم تحديد سومة كراء الأراضي الفلاحية ضمن المشروع، الذي يدخل في إطار عروض الشراكة ما بين الدولة والقطاع الخاص في قطاع الفلاحة بجهة الداخلة وادي الذهب، في مبلغ 1000 درهم للهكتار الواحد.

وبخصوص الضمانة البنكية للمستثمرين، فقد تم تحديد قيمتها، والتي لا تتعدى 5000 درهم بالنسبة للمشاريع الصغرى، في حين حدد مبلغ ما بين 50 و100 ألف درهم بالنسبة للمشاريع المتوسطة والكبرى. إضافة إلى أن هذه الضمانة يتم استرجاعها في حالة إسناد المشروع وتعويضها بضمانة الاستثمار، أو استرجاعها في حالة عدم إسناد المشروع، علما أن ضمانة الاستثمار بالنسبة للمشاريع الصغرى الموجهة للشباب تم تحديدها في 2,5 في المائة عوض 5 في المائة.

وفي إطار هذه الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص، فقد تم تخصيص 100 مشروع حصريا لفائدة الشباب من سكان جهة الداخلة وادي الذهب، وهو ما يشكل نسبة 50 في المائة من مجموع المشاريع، في حين أن المشاريع المتوسطة والكبرى ومشاريع التجميع، فهي مفتوحة أيضا أمام الجميع بمن فيهم شباب الجهة.

وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد أطلقت عبر وكالة التنمية الفلاحية يوم 5 شتنبر 2023 طلب العروض للشراكة بين الدولة والقطاع الخاص حول الأراضي التابعة للملك الخاص للدولة بجهة الداخلة- وادي الذهب. ويهدف هذا المشروع إلى إنشاء دائرة سقوية جديدة على مساحة 5200 هكتار في إطار مشروع مندمج يضم إنشاء محطة لتحلية مياه البحر تعمل بالطاقة الريحية، بجماعة بئر أنزران بإقليم وادي الذهب.

وبحسب المعطيات، فإن طلب العروض سيمكن من إسناد الأراضي التابعة للملك الخاص للدولة في المحيط الفلاحي الجديد لشباب مغاربة قاطنين بجهة الداخلة- وادي الذهب، وكذلك لمستثمرين خواص في إطار الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، عبر كراء طويل الأمد يتراوح بين 25 إلى 40 سنة حسب نوعية المشاريع.

وبحسب المعطيات، فإن المساحة الإجمالية للدائرة السقوية، تتوزع على 219 مشروعا؛ منها 100 مشروع صغير بين 5 و10 هكتارات موجه لفائدة شباب الجهة، و78 مشروعا متوسطا بين 10 و40 هكتارا، و34 مشروعا كبيرا بين 40 و147 هكتارا، ثم 7 مشاريع تجميع ذات مساحة تفوق 147 هكتارا. وسيتم تثمين هذه الأراضي عبر إنتاج الخضروات البواكر خاصة منها المنتَجة داخل البيوت المغطاة، وكذا زراعات أخرى ذات قيمة مضافة عالية، وإنتاج الأعلاف. وسيمكن هذا المشروع المندمج من خلق دينامية اقتصادية مهمة بالجهة، إذ سيعرف إنتاج أكثر من 415.000 طن سنويا من البواكر، وإحداث قيمة مضافة تفوق 1 مليار درهم سنويا وخلق أزيد من 10.000 منصب شغل قار.