المدينة والناس

إنذار للقناة الثانية بسبب «شلاط تونس»

انتظرت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، المعروفة اختصارا بـ«الهاكا»، حوالي تسعة أشهر، لتنشر تقريرا حول قيام القناة الثانية بـ«خدش الحياء»، لبثها حلقة من برنامج «قصص إنسانية» تم خلالها عرض الشريط التونسي «شلاط تونس»، الذي تضمن «عبارات خادشة للحياء العام وهو ما يخالف المادة 1.52 من دفتر التحملات التي تؤكد على أنه «تمارس هذه الحرية في إطار احترام الكرامة الإنسانية وحرية الغير وملكيته والتنوع والطابع التعددي للتعبير عن تيارات الفكر والرأي، وكذا احترام القيم الدينية والحفاظ على النظام العام والأخلاق الحميدة ومتطلبات الدفاع الوطني». وخلصت «الهاكا» إلى أن ما بثته القناة الثانية «إخلال بالمقتضيات القانونية والتنظيمية ومخالفة للأخلاق الحميدة».
وكان الفيلم التونسي «شلاط تونس» للمخرجة كوثر بن هنية، قد أثار الكثير من الجدل والاهتمام وتم عرضه عام 2014، في إحدى الفقرات الموازية لمهرجان «كان»، حيث تمت الإشادة بتناوله الجريء لظاهرة التحرش بتونس، استنادا إلى قصة واقعية حين قام شخص بالاعتداء على أرداف النساء في الشوارع بشفرات الحلاقة والسكاكين، وهو يمتطي دراجة نارية بدعوى أنه «يحارب النساء «المتبرجات»، وهو ما خلف رعبا حقيقيا لدى النساء التونسيات. ولم تكتف «الهاكا» بالإنذار المتعلق بـ«شلاط تونس»، بل وجهت إنذارا ثانيا لنشرة إخبارية بثت يوم فاتح فبراير 2016، حيث تم إدراج روبورتاج حول اعتقال أشخاص متهمين بتكوين عصابة إجرامية تنشط في السرقات، لكن القناة، حسب «الهاكا»، خرقت قرينة البراءة وحرمة الحياة الخاصة، وعدم احترام سرية هوية الأشخاص المعنيين، خصوصا حين يتعلق الأمر بالقاصرين، حيث يجب الالتزام بعدم نشر صكوك الاتهام أو أي من وثائق المسطرة الجنائية أو الجنحية، قبل أن يتم تداولها في جلسة عمومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى