الرئيسيةمدن

«الأخبار» تعيد رسم مشاهد الفيضان الذي عزل الصحراء عن المغرب وتكشف الأرقام الأولية للخسائر

العيون: محمد سليماني
أعاد عزل العيون، كبرى حواضر الأقاليم الصحراوية، عن العالم الخارجي لأيام متتالية، سيناريو الأخطار المحدقة بالمدينة إلى الواجهة. مدينة بالرغم من أنها التهمت الملايير من الدراهم منذ استرجاع الصحراء إلى حضن الوطن الأم، فإن هذه الأموال لم تغنها بعد عن الوقوع في كوارث طبيعية تستوجب إعادة تغيير الأولويات. قطرات مطرية لدقائق معدودة أغرقت مساكن بالحي الحسني و«سوق الجاج» والعيون السفلى، فيما جعلت حمولة وادي الساقية الحمراء، القادم من السمارة وضواحيها، حواضر العيون وبوجدور والداخلة مدنا معزولة عن العالم الخارجي برا.
أرقام أولية للخسائر
إن كانت من منطقة شهدت أكبر نصيب من خسائر الفيضانات التي ضربت الأقاليم الجنوبية المغربية الأسبوع الماضي، فهي منطقة فم الواد التي تبعد بحوالي 25 كيلومترا غرب مدينة العيون. جماعة فم الواد جماعة شاطئية، تعتمد في اقتصادها على السياحة، حيث يشكل شاطئها ملاذا للأسر الصحراوية، كما تتوفر الجماعة على فنادق ومطاعم يحج إليها سكان العيون وزوارها. وتحتوي أيضا على ضيعات فلاحية تستغل في تربية الأبقار الحلوب التي تؤمن هذه المادة الحيوية لتعاونية تقوم بتوزيع الحليب عبر مختلف مدن الأقاليم الجنوبية.
لم تعد صور فيضان وادي الساقية الحمراء تخطر على بال السكان، فصور فيضان الوادي لم تتكرر منذ سنة 1987، كما سبق أن فاض الوادي نفسه سنة 1967، غير أنه أعاد الكرة مرة أخرى سنة 2016.
وبحسب بعض المعطيات، فإن هذا الوادي كان، خلال جميع مواسم الأمطار في السنوات الأخيرة، يستغرق فيضانه انطلاقا من العيون نحو مصبه بشاطئ المحيط الأطلسي وسط جماعة فم الواد، ثلاثة أيام للوصول، غير أنه، خلال الفيضان الأخير، لم يستغرق وصوله سوى أقل من ساعتين من الزمن فقط، ما فاجأ السكان والمستثمرين والمتنزهين بالشاطئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى