شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

البنان يشغل الجيران

حسن البصري

مقالات ذات صلة

 

قطع عبد المالك أبرون، عضو المكتب التنفيذي للجامعة المغربية لكرة القدم، الشك باليقين، حين قال إن الجزائر وتونس وجنوب إفريقيا منحت أصواتها للمغرب في انتخابات «الكاف»، عكس ما تم تداوله في استديوهات التحليل الجزائرية والمغربية والتونسية.

لكن الإعلام الجزائري عثر في تصريح أو توضيح العضو الجامعي على مادة قابلة للاشتعال، وقابلة لشحن تعبئة الضغينة والعداء. إلا أن الناطقين الرسميين وغير الرسميين للاتحاد التونسي والجزائري والجنوب إفريقي اختاروا الصمت وفهموا أنه حكمة.

سحب الموز بساط الجدل وتمكن من خلق الجدل في القنوات الجزائرية ولم تسلم من حديث «البنان» المنصات الرياضية التي كانت إلى أمس قريب تنعش النقاش بالحديث عن المغرب وملاعبه ولاعبيه ومدربيه ومسيريه وحكامه وجفافه ومطره، دون أن يمنح للشأن الكروي الجزائري المساحة الزمنية التي يستحقها.

تحول كثير من المحللين الرياضيين إلى خبراء في «البنان»، سيما أن سعر الفاكهة الصفراء في الجزائر وصل إلى أعلى المستويات، وأصبح ينافس بقوة سعر اللحوم الحمراء، مع فارق في النسبة العامة، بل إن الموز أصبح فاكهة الأغنياء في البلد الجار.

شكل «البنان» موضوع سخرية في المواجهات الكروية بين المغرب والجزائر، أذكر أن فئة من جمهور الرجاء حملت معها كمية من الموز «البرستيكي»، وفي مباراة ملعب أحمد زبانا بوهران، رشق مشجعون جزائريون لاعبي الرجاء بقطع نقدية، فأشهر المناصرون المغاربة الموز في وجوههم، إشارة إلى مفعول «البنان» في نفوس الجيران وحجم وقعه على نفوسهم.

يروي لاعب رجاوي سابق، كان يرافق رئيس ومساعد بعثة فريق اتحاد العاصمة من مطار محمد الخامس إلى فندق بوسط الدار البيضاء، حكاية طريفة بطلها نائب رئيس الفريق الضيف، حيث طلب منه التوقف لاقتناء كمية من الموز حين لاحظ عرض هذه الفاكهة في عربة بائع متجول قرب أحد المساجد.

حسم المرافق النقاش وقال لمسؤولي اتحاد العاصمة، «البنان موجود بكميات كبيرة قرب مقر إقامتك لا تنزعجوا».

تغيرت ملامح الرئيس ومساعده ولسان حالهما يعبر عن سر وفرة هذه الفاكهة التي تتمدد من أجل اقتنائها الطوابير في الجزائر، وانتصب السؤال الجوهري في دواخل الضيفين: «كيف تسلم هذه الفاكهة من الزحام وفي بلدنا يراق حول جوانبها الدم»؟

النظام الجزائري بحث عن لحاف لتغطية سياسية لأزمة «البنان»، فأعلن أنه قرر وقف استيراد الموز من الإكوادور، بعد سحب هذا البلد اللاتيني اعترافه بالبوليساريو.. لكن ما ذنب مائدة المواطن الجزائري في نزاع سياسي؟ ولماذا ضرب النظام العسكري الحاكم شهية مواطنيه في الصميم بسبب قرار صادر عن الخارجية؟

عبر عبد الكريم السيسلي، رئيس جمعية المستهلك في الجزائر، عن أسفه لمعركة الموز، وقال في قناة رسمية موجها كلامه للمسؤولين الجزائريين: «حبسوا البنان حتى نلقاو حل هذي وصمة عار»، على جبين النظام وبطون المواطنين طبعا.

ومن غرائب الاستهلاك الغذائي في جارتنا الشرقية، ما نقلته صحيفة «لوموند» الفرنسية أول أمس، حين سخرت من مراسيم حفل تدشين عملية بيع الحليب بواسطة بطائق الائتمان البنكية، حيث حل مسؤولون بأحد المحلات ودشنوا عملية البيع بالبطاقة، وهو المشهد الذي تناقلته وسائل إعلام جزائرية ووصفته بالتحول الجديد، فيما كان محل سخرية على نطاق واسع، لأن التبضع بالبطائق دخل حيز التنفيذ قبل أزيد من عقدين. كما تناقل الإعلام الرسمي خبر تسريب «بنان» مغربي عبر الحدود.

اليوم سعر «البنان» في الجزائر يقارب أربعة أورو، وهناك وعود من مدير التموين الجزائري باقتناء موز الكوت ديفوار ولحوم البرازيل وزبدة أستراليا، بعد التأكد من ميولاتها السياسية طبعا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى