الـمَهْـدي الـكرَّاوي
أطلقت وزارة الصحة طلب عروض جديدا خاصا بصفقة تغذية نزلاء مستشفى محمد الخامس بآسفي، بعد إلغائها قبل شهرين فقط بعدما وصل ملف هذه الصفقة المثيرة إلى المحكمة الإدارية في مراكش، عقب الطعن في قانونيتها من قبل شركة «بيل أكرو» التي تم إقصاؤها رغم توفرها على كل الشروط التقنية والمؤهلات المهنية والمالية، وأيضا بعد تسجيل الخزينة العامة للمملكة لقيد تحفظي على صرف الاعتمادات المالية للشركة الفائزة بالصفقة.
ولم تمر سوى ستة أشهر فقط على فوز مقاولة صغيرة تعمل في مجال تنظيم الحفلات والأعراس، وليست لها تجارب مهنية سابقة في ميدان تغذية المستشفيات، بصفقة تغذية نزلاء مستشفى محمد الخامس بآسفي، حتى جرى إلغاؤها وإطلاق طلب عروض جديد بعد توصل إدارة مستشفى محمد الخامس بآسفي بتقرير وصف بالأسود من قبل الخازن الإقليمي للمملكة، يتضمن جردا بالخروقات والتجاوزات المسطرية التي شهدتها صفقة تغذية نزلاء مستشفى محمد الخامس بآسفي، خاصة وجود اختلالات قانونية وشكلية شابت دفاتر التحملات، حيث لم يتم اشتراط التجربة المهنية في تغذية المستشفيات بالنسبة للمقاولات المشاركة، وفتح الباب أمام الشركة الفائزة للظفر بهذه الصفقة بسهولة دون أن تكون لها سابق تجربة في تغذية المستشفيات.
وكانت لجنة التفتيش المركزية التي أوفدها وزير الصحة إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي، استمعت إلى مسؤولين كبار، خاصة أعضاء لجنة فتح الأظرفة الخاصة بصفقة التغذية، والتي جرت يوم 31 دجنبر الماضي، حيث جرى الاستماع إلى كل من المقتصدة ونائبها ورئيسة قسم الشؤون التمريضية، ومسؤول المطبخ، ومسؤولة التغذية ومدير خلية الجودة. كما تمت مراجعة جميع مراحل إعلان طلب العروض، وكذلك مراجعة الملفات التقنية لكل الشركات المشاركة والأسباب القانونية لإقصائها.
وشهدت صفقة تغذية نزلاء مستشفى محمد الخامس بآسفي فضائح مثيرة، خاصة بعد احتجاجات عائلات المرضى على جودة الأطعمة المقدمة للنزلاء والتي لا تتجاوز قطعة خبز وطبقا صغيرا ورديئا من اللوبيا أو العدس، مع نصف علبة سردين مصبر وليمونة، في وقت كشف مصدر رسمي من وزارة الصحة أن صفقة تغذية نزلاء مستشفى محمد الخامس بآسفي أعيد إطلاقها من جديد بعد مراجعة شاملة لدفتر التحملات ومراجعة جميع الثغرات التي شهدتها الصفقة الأولى.
