
في تصعيد غير مسبوق، نفذت إسرائيل، فجر أمس الجمعة، هجوما جويا واسع النطاق على الأراضي الإيرانية، استهدفت خلاله مواقع نووية وعسكرية حساسة. العملية، التي شاركت فيها عشرات الطائرات المقاتلة، جاءت رداً على تهديدات إيرانية متزايدة ووسط تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة. وبينما تؤكد تل أبيب أنها تسعى لشلّ قدرات إيران النووية والعسكرية، تتوعد طهران برد قاسٍ يعيد خلط أوراق الصراع في الشرق الأوسط.
إعداد: سهيلة التاور
شن الطيران الحربي الإسرائيلي، فجر أمس الجمعة، هجمات واسعة على إيران ضربت مواقع عديدة بالعاصمة طهران ومدنا أخرى، من بينها نطنز وتبريز.
وأعلن المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دفرين، أن الضربات العسكرية طالت أكثر من 100 هدف في إيران خلال الليل، وقال إن 200 مقاتلة شاركت في الهجوم، واستهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين، في بداية ما حذرت من أنها ستكون عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي.
إلى جانب الغارات الجوية المكثفة، قاد جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) سلسلة من عمليات التخريب السرية داخل إيران، استهدفت تدمير مواقع الصواريخ الاستراتيجية الإيرانية وقدراتها الدفاعية الجوية.
ووفقا لتقرير صحيفة «ديفيد إي. سانجر»، فإن الهدف هو تأخير أو ربما عرقلة قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية، على الرغم من أن المدى الكامل للضرر لا يزال غير واضح.
اغتيالات لعلماء واستهداف لمواقع
أكد الحرس الثوري مقتل قائده اللواء حسين سلامي مع عدد من زملائه وحراسه في الهجوم الإسرائيلي على مقر قيادة الحرس الثوري، أثناء تأدية سلامي مهام حساسة لحماية أمن الوطن، وفق البيان الإيراني.
وتوعد الحرس الثوري بأن «الكيان الصهيوني سيدفع ثمنا باهظا للجريمة التي ارتكبت بعلم النظام الإرهابي الأمريكي»، وأن «على الأعداء أن يترقبوا انتقاما قاسيا ومذلا لجرائمهم ضد إيران والإيرانيين».
وأكدت وكالة تسنيم للأنباء اغتيال العالمين النوويين مهدي طهرانجي وفريدون عباسي في الهجوم الإسرائيلي المتواصل على إيران.
وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن إصابة علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني، في الهجوم الإسرائيلي ونقله إلى المستشفى في حالة حرجة.
وتحدث التلفزيون الإيراني عن تقارير غير مؤكدة عن اغتيال محمد مهدي طهرانجي رئيس جامعة آزاد الإسلامية، وقائد مقر خاتم الأنبياء التابع للقوات المسلحة اللواء غلام علي.
من جانبها، قالت وكالة أنباء فارس إن تقارير أفادت بمقتل رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري بعد أنباء تحدثت عن أنه في غرفة العمليات ولم يصب بأذى.
وأعلن التلفزيون الإيراني مقتل 5 مدنيين وإصابة 20 آخرين في منطقة نارمك شرقي طهران جراء الهجوم الإسرائيلي.
واستهدف القصف الإسرائيلي محيط مصفاة تبريز شمال غربي إيران وفق وسائل إعلام إيرانية، فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن موجة قصف رابعة في تبريز وكرمنشاه على منشآت لتصنيع الصواريخ والمسيرات.
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن الهجوم الإسرائيلي استهدف أيضا موقع أحمدي روشن لتخصيب اليورانيوم في نطنز.
هجوم سيستمر لأيام
ذكرت «سي إن إن»، نقلا عن مصدر إسرائيلي، قوله إن «هذا ليس هجوما يدوم يوما واحدا فقط، ونخطط لشن جولات متعددة من الهجمات على إيران». وأضاف المصدر أن «الحكومة الإسرائيلية رأت فرصة سانحة لتنفيذ هذا الهجوم عسكريا ودبلوماسيا».
وذكرت القناة الـ13 أن تل أبيب تتجهز لعدة أيام من القتال، في حين دوت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل.
وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» إن إسرائيل تحاول تصفية مسؤولين كبار في طهران. وبدورها، أفادت القناة الـ12 بأنه تم نقل مسؤولين إسرائيليين كبار إلى مكان آمن بعد محاولة اغتيال كبار المسؤولين الإيرانيين، وأشارت إلى أن هدف العملية الإسرائيلية هو إزالة التهديد النووي الإيراني.
ومن جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللحظة بأنها «لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل»، وأشار إلى أن الهدف من العملية غير المسبوقة هو ضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وفي غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، حالة الطوارئ بشكل فوري وأغلق المجال الجوي في أعقاب ما وصفه بتنفيذ «الهجوم الوقائي» ضد إيران. وتوقع أن تتعرض إسرائيل وسكانها لهجوم صاروخي وهجوم بالطائرات المسيرة في المستقبل القريب جدا، بسبب ما سماه «تحرك إسرائيل في إيران».
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المجلس الوزاري الأمني المصغر أقر بالإجماع قرار مهاجمة إيران. ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية أن وزراء الحكومة وقّعوا على نموذج تصريح أمني لمنع التسريبات قبل الهجوم على إيران.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن رئيس الوزراء ووزير الدفاع يشرفان على الهجوم على إيران من مقر محصن تحت الأرض.
من جهتها، قالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن قرار شن الهجوم اتخذه نتنياهو وكاتس قبل ثلاثة أيام.
وأفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» نقلا عن مسؤولين إسرائيليين برصد تل أبيب أن «إيران على وشك تحقيق اختراق نووي خلال أيام قليلة».
وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أن إسرائيل تنسق تنسيقا كاملا مع الولايات المتحدة.
المرشد الإيراني يتوعد
أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي مقتل عدد من القادة والعلماء في الهجوم الإسرائيلي، فجر أمس الجمعة، على إيران، وأكد أن خلفاءهم وزملاءهم سيستأنفون مهامهم فورا.
وتوعد خامنئي إسرائيل بعقاب شديد قائلا «أعد الكيان الصهيوني لنفسه بهذه الجريمة مصيرا مريرا ومؤلما وسوف يناله لا محالة».
وقال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية إن الولايات المتحدة وإسرائيل ستدفعان الثمن، وتوعد برد قاس على الاعتداءات الإسرائيلية.
ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الولايات المتحدة الحليفة لإسرائيل «مسؤولة عن تبعات» الضربات التي شُنت قبل ساعات.
وذكرت، في بيان، أن «الخطوات العدائية للكيان الصهيوني لا يمكن أن تكون نفذت من دون تنسيق وإذن الولايات المتحدة».
إيران تتوعد بهجوم
شددت إيران على «حقها القانوني والمشروع» في الرد على الضربات الإسرائيلية، وقالت، في البيان ذاته، إن «الرد على هذا العدوان هو الحق القانوني والمشروع لإيران بناء على البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة»، مشيرة إلى أن القوات المسلحة «لن تتردد في الدفاع عن الأمة الإيرانية بكامل قدراتها».
وقال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، أبو الفضل شكارجي، إن «القوات المسلحة سترد حتما على هذا الهجوم الصهيوني»، مشدّدا على أن إسرائيل «ستدفع ثمنا باهظا وعليها انتظار رد قوي من القوات المسلحة الإيرانية».
رد إيراني محتمل
كانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت، نقلا عن مصدر، إن التقييم الذي قدم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو رد إيراني محتمل قد يحدث خلال ساعات، عقب الضربات المستمرة التي بدأتها إسرائيل فجر (اليوم) على عشرات المواقع الإيرانية وأسفرت عن عمليات اغتيال لقادة عسكريين كبار وعلماء نوويين.
وأضافت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الضربة الأولى من إيران ستشمل إطلاق مئات الصواريخ الباليستية نحو إسرائيل.
ودعت الجبهة الداخلية الإسرائيلية «الجميع للبقاء قرب الملاجئ طوال الوقت». ونقلت القناة 14 الإسرائيلية عن مسؤول عسكري أن إيران سترد وأوضح أنه إذا انضبط الجمهور فستكون الخسائر البشرية أقل، حسب قوله.
ودعا مسؤول إسرائيلي، في تصريح لهيئة البث الإسرائيلية، إلى وجوب الاستعداد لهجوم إيراني، لافتا إلى أنه «ثمن نستعد لدفعه كي لا تمتلك إيران قنبلة نووية».
تأهبات أمريكية مسبقة
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد، الأربعاء الماضي، أن الولايات المتحدة تجلي موظفين من الشرق الأوسط، بعدما ذكر مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن قررت تقليص عدد موظفي سفارتها ببغداد.
وبدورها، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصادر أن السفارات والقواعد العسكرية الأمريكية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وضعت في حالة تأهب قصوى تحسبا لهجوم إسرائيلي محتمل على إيران التي ردت عبر أحد مسؤوليها بأن ما تفعله واشنطن «جزء من تكتيكات تفاوضية».
ونقلت الصحيفة، عن دبلوماسي بالمنطقة، أن أمريكا تراقب «الوضع بقلق ونعتقد أنه أخطر من أي وقت مضى»، ونقلت عن مصادر أن «قلق مسؤولي الاستخبارات الأمريكية يتصاعد خشية قيام إسرائيل بضرب إيران دون موافقة واشنطن».
ونقلت شبكة «سي بي إس» عن مصادر أنه تم إبلاغ المسؤولين الأمريكيين بأن إسرائيل مستعدة تماما لشن عملية عسكرية ضد إيران، وأن واشنطن تتوقع أن ترد إيران باستهداف مواقع أمريكية بالعراق.
وأصدرت الخارجية الأمريكية تحذيرا من السفر إلى العراق في المستوى الرابع، وأرجعت سبب ذلك إلى ما سمته «الإرهاب والصراع المسلح والاضطرابات المدنية».
تلميحات ترامب
بعد تسارع التطورات إزاء التوتر مع إيران، قال الرئيس الأمريكي إن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي «على الإطلاق».
وأجاب ترامب عن سؤال وُجه إليه بشأن أسباب طلب المغادرة الطوعية لعائلات العسكريين الأمريكيين منطقة الشرق الأوسط بالقول: «لكي لا يكونوا في خطر وسنرى ما سيحدث».
وقال ترامب إنه «واثق الآن أكثر من أي وقت مضى بأن جيش الولايات المتحدة سيضيف مجدا تلو الآخر في الأيام القادمة»، دون توضيح قصده من وراء ذلك.
ونقلت شبكة «سي إن إن» عن مصادر أن ترامب على دراية بالتحركات الأخيرة والقيادة الأمريكية الوسطى تراقب التوترات في الشرق الأوسط، وأضافت أنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال اتصالهما الاثنين، التوقف عن الحديث عن هجوم على إيران.
وقال الرئيس الأمريكي، أول أمس الخميس، إن شن إسرائيل هجوما على إيران «من الممكن جدا أن يحدث» لكنه لم يصف ذلك بأنه وشيك، مضيفا أنه يود تجنب الصراع مع طهران والتوصل لحل سلمي بشأن برنامجها النووي.
وجاءت تعليقات ترامب بعدما أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أول أمس الخميس، أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي، لترد طهران بالإعلان عن إجراءات مضادة، فيما قال مسؤول إيراني إن «دولة صديقة» حذرت بلاده من هجوم إسرائيلي محتمل.
وعبر مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، عن قلق واشنطن من احتمال تنفيذ إسرائيل عملا عسكريا ضد إيران في الأيام المقبلة، رغم تحذير ترامب في الآونة الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي من شن مثل هذه الضربة في ظل استمرار الجهود الدبلوماسية الأمريكية مع طهران.
الرد الإيراني على ترامب
كان وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده أورد، في وقت سابق يوم الأربعاء، ردا على التهديدات الأمريكية بالتحرك عسكريا ضد بلاده، أنه إذا ما فشلت المفاوضات معها «نحن نأمل أن تصل المفاوضات إلى نتيجة ولكن إذا لم يحقق ذلك وفرض علينا صراع، فلا شك أن خسائر الطرف الآخر ستكون بالتأكيد أكبر بكثير من خسائرنا».
وتابع «لدينا القدرة على الوصول إلى كل قواعدها (الولايات المتحدة). سنستهدفها كلها من دون تردد في البلدان المضيفة لها»، مضيفا «وفي هذه الحالة ستضطر أمريكا إلى مغادرة المنطقة».
توصيات السفارات الأمريكية
تعمل السفارة الأمريكية في بغداد بطاقم محدود، بحسب «أسوشيتد برس»، التي أشارت إلى أن هذا القرار لن يؤثر على عدد كبير من الموظفين.
وقالت السفارة الأمريكية في الكويت، في بيان أوردته وكالة الأنباء الكويتية «كونا»، إنها «لم تجر أي تعديل على عدد موظفيها، وإنها تواصل عملها بشكل كامل كالمعتاد». وأكدت أن «الرئيس الأمريكى ترامب ملتزم بالحفاظ على سلامة الأمريكيين في الداخل والخارج، وأنه في إطار هذا الالتزام يتم باستمرار تقييم الوضع المناسب للكوادر في جميع السفارات، وبناء على أحدث التحليلات تقرر تقليص حجم البعثة الأمريكية في العراق».
وأوضحت السفارة الأمريكية في الكويت أن «هذا الإجراء لا يشمل بعثتها»، مشددة على أن «وضع الموظفين لم يتغير وأن العمل مستمر بكامل الجاهزية».
برنامج تخصيب اليورانيوم
قال مسؤولون أمريكيون وعمانيون إن الجولة السادسة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، بشأن تسريع طهران لبرنامج تخصيب اليورانيوم، ستنعقد يوم الأحد في العاصمة العمانية مسقط، لكن المخاوف الأمنية تزايدت منذ أن قال الرئيس الأمريكي إن أمريكيين يغادرون المنطقة لأنها «قد تصبح مكانا خطيرا» وإنه لن يسمح لطهران بتطوير سلاح نووي.
وهدد ترامب بقصف إيران إذا لم تسفر المحادثات بشأن الملف النووي عن اتفاق، وقال إن ثقته تقل أكثر فأكثر في موافقة طهران على وقف تخصيب اليورانيوم. وتريد إيران رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها منذ 2018.
ومع امتناع واشنطن عن تقديم تفسير كاف لمخاوفها الأمنية، أشار بعض الدبلوماسيين الأجانب إلى أن إجلاء موظفين ومسؤولين أمريكيين، الذي أثار احتمال حدوث هجوم إسرائيلي على إيران، قد يكون حيلة لزيادة الضغط على طهران لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات.
ونقلت وسائل إعلام رسمية، عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، قوله يوم الخميس إنه حتى إذا دُمرت المنشآت النووية بالقنابل، فإن إيران ستعيد بناءها.
وهذه هي المرة الأولى في نحو 20 عاما التي يعلن فيها مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي، ما يثير احتمال إحالة الأمر إلى مجلس الأمن الدولي.
وقال مسؤول في الوكالة إن إيران ردت بإبلاغ الوكالة بأنها تخطط لفتح منشأة ثالثة لتخصيب اليورانيوم.
ردود الفعل الدولية
غوتيريش يدين «التصعيد العسكري» الإسرائيلي
أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، «التصعيد العسكري» من قبل إسرائيل في الشرق الأوسط. وقال، في بيان عبر المتحدث باسمه، إنه «قلق» من تصرف إسرائيل «في الوقت الذي تجري فيه المحادثات بين إيران والولايات المتحدة حول وضع البرنامج النووي الإيراني».
وقال فرحان حق، المتحدث باسم الأمم المتحدة، في بيان صدر فجر الجمعة: «يطالب الأمين العام الجانبين بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتجنب الانزلاق إلى صراع أعمق، وهو وضع لا يمكن للمنطقة تحمله».
سلطنة عمان تدين «التصعيد الخطير»
في مسقط، أكدت سلطنة عمان، التي تتوسط بين الولايات المتحدة وإيران في محادثاتهما بشأن برنامج طهران النووي، إدانتها الشديدة للغارات الجوية التي شنّتها إسرائيل فجر الجمعة على إيران، معتبرة إياها «تصعيدا خطيرا» يهدّد الجهود الدبلوماسية.
وقالت السلطنة، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية، إنّ مسقط «تُحمّل إسرائيل المسؤولية عن هذا التصعيد وتداعياته، وتدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وحازم لوقف هذا النهج الخطير، الذي يهدّد بإقصاء الحلول الدبلوماسية وتقويض أمن واستقرار المنطقة».
السعودية تدين «الاعتداءات الإسرائيلية السافرة»
نددت السعودية الجمعة بـ»الاعتداءات الاسرائيلية السافرة» على إيران، والتي طالت مدنا عدة ومنشآت نووية وأسفرت عن مقتل عدد من القادة العسكريين.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية «تعرب المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الاسرائيلية السافرة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة التي تمسّ سيادتها وأمنها وتمثّل انتهاكا ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية»، مؤكدة أن «على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة تجاه وقف هذا العدوان بشكل فوري».
قطر: الضربات الإسرائيلية تعرقل جهود خفض التصعيد
أعربت قطر الجمعة عن إدانتها الشديدة للضربات الإسرائيلية على إيران، مؤكدة أنها «تعرقل الجهود الرامية لخفض التصعيد» في المنطقة.
وأشارت وكالة الأنباء القطرية الرسمية، في بيان، إلى أن الدوحة التي تؤدي دور وسيط رئيسي بين الدولة العبرية وحركة حماس، «تعبر عن بالغ قلقها إزاء هذا التصعيد الخطير، الذي يأتي في سياق نمط متكرر من السياسات العدوانية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة».
مصر تدين الهجمات الإسرائيلية
أدانت مصر الهجمات العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على إيران فجر الجمعة، والتي تمثل تصعيدًا إقليميا سافرا بالغ الخطورة، وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي، وفقا لبيان صادر عن الخارجية المصرية.
وجاء في البيان «تتابع مصر بقلق بالغ التطورات الحالية المتسارعة، وتستنكر هذا العمل غير المبرر والذي سيؤدي إلى مزيد من إشعال فتيل الأزمة ويقود إلى صراع أوسع في الإقليم وتنتج عنه تداعيات غير مسبوقة على أمن واستقرار المنطقة، ويعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ ويهدد بانزلاق المنطقة بأكملها إلى حالة من الفوضى العارمة».
وتجدد مصر «تأكيدها على أنه لا توجد حلول عسكرية للأزمات التي تواجهها المنطقة وإنما عبر الحلول السياسية والسلمية، كما تؤكد أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لأي دولة في المنطقة بما في ذلك إسرائيل، وإنما يتحقق ذلك فقط من خلال احترام سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها وتحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية».
تركيا تندد
في أنقرة، نددت وزارة الخارجية التركية بهجوم إسرائيل على إيران وطالبت إسرائيل بأن تنهي فورا أفعالها العدوانية التي قد تؤدي إلى صراعات أكبر.
وقالت الخارجية التركية إن «الهجوم يُظهر أن إسرائيل لا تريد حل القضايا بالوسائل الدبلوماسية».
جاكرتا تندد بشدة بالهجوم الإسرائيلي
في جاكرتا، نددت وزارة الخارجية الإندونيسية، الجمعة، بشدة بالهجوم الإسرائيلي على إيران، وحثت جميع الأطراف على ضبط النفس.
وقالت الخارجية الإندونيسية إن «الهجوم الإسرائيلي سيفاقم التوترات الإقليمية القائمة بالفعل وقد يشعل صراعا أوسع نطاقا».
اليابان تدين
في طوكيو، قال وزير خارجية اليابان، في إشارة إلى هجوم إسرائيل على إيران، «نندد بشدة بهذا العمل الذي سيؤدي لتدهور الوضع».
وأضاف وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا «من المؤسف للغاية أن يتم استخدام الوسائل العسكرية».
الصين تشعر بالقلق
أعربت الصين عن «قلقها البالغ» إزاء العواقب الوخيمة بعد الضربات الإسرائيلية على إيران، مؤكدة معارضتها «أي انتهاك» للسيادة الإيرانية بعد الضربات الإسرائيلية.
ودعت الخارجية الصينية الأطراف المعنية إلى التصرف بطرق تخدم السلام والاستقرار الإقليميين، مشيرة إلى استعدادها للعب دور بناء في تهدئة الوضع.
أستراليا تعرب عن «انزعاجها»
أعربت وزيرة خارجية أستراليا بيني وونغ عن «انزعاج» بلادها إزاء التصعيد بين إسرائيل وإيران.
وفي حديث للصحافيين، الجمعة، دعت وونغ جميع الأطراف إلى «الإحجام عن أي أعمال أو لغة من شأنها أن تفاقم حدة التوتر».
وقالت وونغ: «نتفهم جميعا التهديد الذي يمثله برنامج إيران النووي، والصاروخي الباليستي. فهو يمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وندعو جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية للحوار والدبلوماسية».