محمد وائل حربول
قررت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بآسفي، زوال أول أمس، تأجيل محاكمة سبعة أشخاص من المتهمين الموقوفين، على خلفية أحداث العنف والتخريب التي عرفتها مدينة سبت جزولة خلال الانتخابات الجماعية الأسبوع الماضي، حيث تم تأجيل الجلسة إلى 27 شتنبر الجاري، وذلك بسبب الطلب الذي تقدمت به هيئة الدفاع من أجل تمكينها من مهلة حتى تتمكن من إعداد الدفاع، وفق ما أفادت به مصادر خاصة.
ويتابع المتهمون السبعة بسبت جزولة بتهم ثقيلة جدا تتمثل في «تعييب شيء مخصص للمنفعة العامة، وإهانة رجال القوة العمومية أثناء قيامهم بوظائفهم، وممارسة العنف في حقهم نتج عنه إراقة دم، والعصيان والتحريض عليه بالتعدد واستعمال السلاح»، فيما أضافت مصادر «الأخبار» أنه تمت إحالة أربعة موقوفين آخرين متورطين في الأحداث ذاتها على أنظار الوكيل العام لمحكمة الاستئناف، الذي أحالهم بدوره على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، من أجل تعميق البحث معهم في التهم المنسوبة إليهم قبل تقديمهم للمحاكمة .
وحسب المصادر ذاتها، فقد تمكن رجال الدرك الملكي التابع لسرية آسفي، تحت إشراف القيادة الجهوية لآسفي واليوسفية بمساعدة قوات التدخل السريع، من إلقاء القبض على حوالي 50 شخصا إبان موجة التخريب والعنف التي شهدتها المدينة بعد اقتراع الثامن من شتنبر، حيث تم التحقيق معهم في ما وقع، ليتم الاحتفاظ بـ11 متهما ستنظر المحكمة في ملفهم كما أشرنا سابقا يوم 27 من الشهر الجاري (شتنبر).
وذكرت مصادر الجريدة أنه تم الاستماع أولا إلى كل المتهمين في محاضر قانونية رسمية قبل تقديمهم إلى العدالة، ثم بعدها تم تقديم المتهمين السبعة الأولين أمام أنظار وكيل الملك بمدينة آسفي، قبل عرضهم أمام أنظار المحكمة الابتدائية في المدينة نفسها، كما ذكرت المصادر عينها أن الأبحاث لا تزال جارية على قدم وساق من أجل إلقاء القبض على كل المتهمين المساهمين في عمليات العنف والتخريب والسرقة واقتحام مكاتب للتصويت، للتحقيق معهم وتقديمهم أمام أنظار العدالة.
وترجع هذه القضية التي أثارت الرأي العام، إلى ما عاشت عليه مدينة سبت كزولة التابعة إقليميا لمدينة آسفي، الخميس الماضي، من انفلات أمني وصف بـ”الخطير جدا”، بسبب عدم الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الجماعية داخل المكتبين (4 و17) المتواجدين بمدرسة مولاي إسماعيل الثانوية، ما أدى ساعتها إلى اندلاع مواجهات بين عدد كبير من المواطنين بسبب انتمائهم الحزبي، ليتسبب في حرق سيارة خاصة بالكامل تعود لباشا المنطقة، في حين تم تهشيم عدد كبير من السيارات الأخرى المتواجدة بعين المكان، فضلا عن عمليات سرقة بمجموعة من الدكاكين المتواجدة هي الأخرى بالقرب من المكتبين.
كما كانت أسباب هذه المواجهات وعمليات التخريب تعود إلى كون مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، والذي شغل منصب رئاسة جماعة سبت جزولة، و”المعروف بأعماله العدائية”، رفض بشكل قاطع الاعتراف بخسارته الانتخابات، حيث حاول بكل الطرق الملتوية الفوز، بالرغم مما أفرزته صناديق الاقتراع، إذ أكدت مصادر «الأخبار» ساعتها محاولته جلب عدد من المواطنين غير القاطنين بالمدينة من أجل التصويت، مستقويا في هذه العملية المخالفة للقانون، برؤساء مكاتب التصويت الذين تربطهم علاقة عائلية معه.