شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف الأسبوع

بيدوفيل سبورتيف مدربون في المحاكم بتهم التحرش الجنسي

 

لا يمكن أن تمسح بعينيك سطور منبر إعلامي، أو تبحر في منصات التواصل الاجتماعي دون أن تستفزك غارات جيش «البيدوفيل» الرهيب. ولا يمكن لجلسات المحاكم أن تخلو من قضايا التحرش الجنسي بفلذات الأكباد، حتى تحولت «البيدوفيليا» إلى ظاهرة تغزو كل يوم عوالم الرياضة والفن والتربية والتعليم بل إن كثيرا من «البيدوفيليين» لبسوا أقنعة رجال الدين ومارسوا أبشع الاعتداءات الجنسية على أطفال المسيد.

تزداد فظاعة الفعل الإجرامي حين يكون المتحرش «مربيا» يملك سلطة مادية ومعنوية على المتحرش به، ويتحول الفاعل إلى ذئب بشري عندما يكون المستهدف طفلا لا حول ولا قوة له. لذا لم يعد التحرش مجرد معاكسة عابرة فيها غمز ولمز وهمس، بل تطورت أشكاله بفعل الطفرة التكنولوجية التي جعلت الهواتف الذكية في خدمة المتحرشين. كما لم يقتصر التحرش على النساء ولم يستهدف الجنس اللطيف بل صوب فوهة الجرم صوب الأطفال.

لا يقتصر التحرش على شعب دون آخر، فهو ظاهرة كونية تتساوى فيها المجتمعات الغربية والشرقية، وعلى الرغم من المجهودات التي تبدل من طرف الجمعيات الحقوقية والحركات النسوية من أجل الضغط على الحكومات للتصدي لهذه الظاهرة، إلا أنها لازالت تنخر مجتمعاتنا، خاصة حين يصبح العنف شكلا من أشكال التحرش الجنسي.

لكن بشاعة الأفعال الإجرامية لذئاب بشرية فوض لهم الآباء مسؤولية رعاية أبنائهم وتدريبهم وزرع القيم المثلى للرياضة في قلوبهم، جعلت الرأي العام يشعر بخطورة الموقف، ويتأكد بأن التحرش درجات أبشعها تحرش المربي والمدرب والموجه والراعي، وأكثرها سوءا حين يصبح الطفل تحت رحمة متحرش يملك قناعين.

في الملف الأسبوعي لـ «الأخبار» نسلط الضوء على التحرش الجنسي في المستطيل الأخضر، ونقف عند ذئاب بشرية ببذل رياضية وخطط ليست كباقي الخطط.

 

مدرب «بيدوفيل» في شاطئ «دوفيل»

بدأت أول خيوط القضية بإعلان على الصفحة الفايسبوكية لجمعية أبطال أناسي، يبشر أبناء حي أناسي برحلة «رياضة واستجمام» إلى مدينة الوليدية، كان الإعلان مغريا بوجود صورة البحر والكرة ومشهد لمدينة الوليدية، مارس الأبناء ضغطهم على الآباء واضطروا للرضوخ لمشيئتهم، وسددوا مبلغ المشاركة المحدد في 700 درهم للفرد نقدا لرئيس الجمعية الأوحد مصطفى العسول.

بعد أن اكتمل النصاب توجه المدرب رفقة مجموعة من الأطفال واليافعين تتراوح أعمارهم ما بين 9 سنوات و17 سنة، عبر الحافلة إلى الجديدة، واختار أن ترافقه في الرحلة والدة طفل أعفاه من أداء واجب المشاركة مقابل اشتغال الأم العازبة في المطبخ والتنظيف. غير رئيس الجمعية وجهته وتوقف في مدينة الجديدة لاختزال المسافات واقتصاد الميزانية. وفي حي سيدي موسى الشعبي اكترى شقة بـ250 درهما فيها ثلاث غرف ومطبخ ومرحاض، وحولها إلى علبة سردين تكدس فيها 19 فردا. ما أن استقر الأطفال في الشقة، حتى أوصى لاعبيه بالتزام السرية وعدم الكشف لآبائهم عن تغيير مكان التخييم من الوليدية إلى الجديدة، ودعاهم إلى التنقل من الشقة إلى البحر بشكل فردي وعدم العودة إليها جماعيا كي لا يلفتوا النظر. لكن قراره الرهيب هو اختياره لطفلين من المجموعة للمبيت معه في غرفته، أحدهما ابن الطباخة التي وعدها بالزواج.

وحدها الصدف شاءت أن يسقط هذا الذئب البشري متلبسا بالجرم المكشوف، في عز النهار والناس منشغلون بالاصطياف في شاطئ «دوفيل» وسط المدينة، رصدته كاميرا هاتف ذكي وثقته شابتان عاشتا ألم اللحظة، وهرعتا صوب مخفر الشرطة ليتم إلقاء القبض على رئيس الجمعية وهو متلبس بمداعبة طفل صغير.

حاول إنكار الفعل الإجرامي، كان يعتقد أن الأمر لا يغدو أن يكون سوى نظرة خاطفة، قبل أن يواجه بمشاهد مستفزة في فيديو وهو يمارس اعتداءاته المشينة على طفل في الشاطئ. وضع المدرب تحت الحراسة النظرية وجرى تقديمه يوم الاثنين الماضي، أمام أنظار النيابة العامة لمحكمة الاستئناف بالجديدة، وذلك بعد قرار تمديد الحراسة النظرية في حقه لتعميق الأبحاث والتحريات حول ملف الاعتداءات الجنسية التي رصدها شريط الفيديو مقزز، حيث وجهت له تهمة الاتجار في البشر وهتك عرض قاصر. في انتظار تهم أخرى يجري البحث فيها خاصة بعد تحريك ملف طفل آخر اختفى عن الأنظار في ماي الماضي وكان تحت عهدته.

ونظرا لبشاعة القضية وما تلاها من تصريحات صادمة لآباء وأولياء الأطفال، طالب المجتمع المدني بأشد العقوبات حتى يكون الأمر عبرة لغيره، بعد أن اختار التدريب وسيلة جديدة من أجل اصطياد ضحاياه من الأطفال الأبرياء.

وجددت جمعيات حقوقية الدعوة لفتح تحقيق في واقعة موت طفل منذ ثلاثة أشهر، كان في عهدة المتهم في رحلة مشابهة بشاطئ زناتة، بعد أن ادعى أنه اختفى عن الأنظار في غفلة منه، قبل أن يتم اكتشاف موته بعد أيام غرقا، وقد طالبت العديد من الأصوات بفتح تحقيق في الواقعة بعد أن أظهرت العديد من الشهادات أن المتهم كان عدوانيا مع عدد من الأطفال، حيث لا يتواني في تعنيفهم وضربهم خلال التداريب وخلال الخرجات التي ينظمها.

وصلت القضية إلى البرلمان في عز عطلته، حيث تساءلت البرلمانية، فاطمة الزهراء التامني، عن الدور الرقابي للسلطات في الحد من الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال المستفيدين من الرحلات والتخييم، ووجهت سؤالا كتابيا إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل.

 

رئيس عصبة الشمال يكشف منابع التحرش في كرة القدم

في مدينة طنجة تتعدد قضايا التحرش المرتبطة بالفعل الرياضي، وعالم كرة القدم على الخصوص، ولم يقتصر الأمر على المدربين فقط بل شمل المسيرين وحتى الحكام قضاة الملاعب.

قبل عامين أوقفت سلطات طنجة حكما متجولا بين العصب، بعد شكاية تتهمه بالاعتداء جنسيا على طفل يبلغ من العمر 14 سنة، وهو من الحالات النادرة التي قدمت في حقها تظلمات، إذ غالبا ما يكون الجناة من المدربين.

اعترف عبد اللطيف العافية رئيس عصبة الشمال لكرة القدم، بوجود اعتداءات واستغلال جنسي للأطفال في النوادي الرياضية، مبرزا أن عائلات الضحايا تفضل الصمت على تقديم شكاياتها للجهات المعنية، وفجر الرئيس فضيحة من العيار الثقيل، تتعلق بـ «اغتصاب أطفال ممارسين لكرة القدم داخل مدارس التكوين الكروية».

وقال العافية في لقاء صحافي: «هناك استغلال للأطفال الضعفاء من طرف أشخاص كبار في السن ومتزوجين»، وقال إنه مستعد للإدلاء بشهاداته أمام القضاء، مشيرا إلى أن الظاهرة لها آثار سلبية على كرة القدم ، مؤكداً أن «الفيفا» تمنع منح تحفيزات مثل النقود للاعب صغير في يديه، أو تمكينه من امتياز أو مرافقته للحمام».

دخلت جمعية «طفلي» بمدينة طنجة على خط الفضيحة، وطالبت السلطات المحلية بالتدخل العاجل وفتح تحقيق في القضية، خاصة وأن التحرش أصبح قاتلا في طنجة بعد فاجعة الطفل عدنان بوشوف الذي قتله ذئب بشري بعد تعرضه لاعتداء جنسي.

ورغبة منه في التحسيس بخطورة الظاهرة، تضامن فريق اتحاد طنجة مع عائلة الطفل عدنان من خلال رفعه شعار «ستظل  في قلوبنا يا عدنان»، خلال إحدى مباريات الدوري المحلي، وهي الكتابة التي كانت على قمصان جميع اللاعبين ومكونات النادي قبل بداية المباراة، والتي خصصت تحديدا لهذه الخطوة التضامنية.

 

رئيس فريق نسوي بالشمال يتحرش بممرضة الفريق

اتهم رئيس فريق نسوي لكرة القدم بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، بالتحرش بممرضة الفريق وبعض اللاعبات، من خلال إصراره على إرسال أشرطة فيديو تتضمن مشاهد من أفلام الخلاعة عبر «واتساب» إلى أرقام هواتفهن، فضلا عن اتهامات بالضغط عليهن باستغلال سلطة الرئيس، والعمل على التهديد بفسخ عقودهن، وادعاء أن الفريق يعيش أزمة مالية خانقة، لا يمكن أن يستمر من خلالها في التنافس والسفر إلى مدن متعددة لإجراء مباريات في كرة القدم.

وحسب مصادر مندوب «الأخبار» في تطوان، فقد قامت لاعبات مشتكيات باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لوضع شكاية رسمية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بتطوان، حيث تم تحرير محاضر من قبل مفوض قضائي، تتضمن الوقائع والمراسلات بين الرئيس المشتكى به واللاعبات المشتكيات اللائي اتهمن الرئيس بالتحرش الجنسي، ومحاولة ربط علاقات غير شرعية معهن، بابتزازهن والتهديد بفسخ عقودهن.

واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن السلطات الإقليمية بالمضيق بتنسيق مع السلطات المحلية، شرعت بدورها في البحث في شكايات بالتحرش الجنسي داخل الفريق النسوي المذكور لكرة القدم، وذلك قصد إنجاز تقارير في موضوع شكايات توصلت بها، تتضمن اتهامات خطيرة للرئيس المسير، منها الابتزاز الجنسي والضغط باستغلال سلطة التسيير.

وقامت بعض اللاعبات بالتراجع عن تقديم شكايات لدى النيابة العامة المختصة، من خلال تنازلات تم توقيعها لصالح الرئيس المشتكى به، تتضمن التراجع عن تهم التحرش الجنسي، في حين أصرت أخريات على متابعة الإجراءات من أجل فتح تحقيق من قبل الضابطة القضائية في الموضوع، والاستماع إلى كافة الأطراف.

وأضاف مصدر «الأخبار» من عين المكان، أن رئيس الفريق المشتكى أوضح بأن جهات سياسية وراء هذه الشكايات، وبرر وجود صور وأشرطة خليعة في هاتفه من فعل مدبر للاعبة «طلبت هاتفه الشخصي للاتصال بعائلتها، واستغلت الفرصة لتقوم بإرسال مقاطع فيديو من أفلام الخلاعة إلى هاتفها النقال، وذلك قبل أن تدعي أن الفيديوهات المرسلة تمت من قبل الرئيس للتحرش الجنسي»، وقال أمام المحققين إنه يدعم الفريق من ماله الخاص لتفادي الأزمة المالية. أما اللاعبات اللواتي أصررن على وضع شكايات لدى النيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بتطوان، فقد عززن الشكايات بتصريحات وشهادات شهود.

 

مستشار جماعي: النوادي الرياضية لطنجة بؤرة للتحرش

أوضح حسن بلخيضر، وهو مستشار في المجلس الجماعي بطنجة، وجود وقائع تتعلق بحدوث اعتداءات جنسية على القاصرين داخل المدينة. وأكد أن هناك عددا من الأطفال الذين يمتنعون عن الكشف عن هذه الحقائق أمام أسرهم، مما يعرضهم للانتهاكات من قِبَل بعض المسؤولين في نوادي رياضية محلية، وفقا لتصريحاته، التي يوثقها شريط فيدو على صفحته الفايسبوكية، أدان من خلاله السلوكات الشاذة لكثير من المؤطرين الذين عهد إليهم بتأطير الأطفال دون توفرهم على أدوات التربية وعلى الحد الأدنى من التربية والأخلاق.

وأعاد بلخيضر إلى الأذهان أشرطة سبق أن نشرها رئيس عصبة الشمال دون أن تحظى بالمتابعة وبمدينة طنجة على مواقع التواصل الاجتماعي،كشفت جانبا من هذه الممارسات التي تتم خلال الرحلات الرياضية باتجاه بعض المدن المغربية، بل وحتى إلى خارج البلاد، حيث يتم استغلال القاصرين بشكل بشع من طرف مسؤولين بنوادي رياضية بمدينة طنجة، سيما في مجال كرة القدم. مطالبا الجهات المختصة بالتدخل، والاستماع إلى المسؤول الرياضي السالف ذكره، خاصة وأن مجموعة من الأشرطة التي تحدث فيها عن هذه الظاهرة المنتشرة بميادين وملاعب كرة القدم بطنجة، لا تزال موجودة على صفحته الفايسبوكية.

وفي منشور آخر على حسابه، نشر بلخيضر عينات من الرسائل التي توصل بها في الموضوع، كشفت إحداها عن تعرض شخص للإعتداء الجنسي من قبل مسؤول رياضي في وقت سابق، وهو في سن عشر سنوات، معبرا عن ندمه على السكوت آنذاك، ومتأسفا عن غياب أشخاص بإمكانهم كشف وفضح هذه الممارسات في ذلك الوقت.

 

مدربة المنتخب الوطني تلجأ إلى «الفيفا» ضد التحرش

حين وافق المدير التقني الوطني السابق الويلزي أوشن، على تعيين الأمريكية كيلي ليندسي مدربة للمنتخب المغربي النسوي لكرة القدم، استبشر المجتمع الكروي خيرا بالنظر للمستوى الذي وصله هذا النوع الرياضي في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن تبين أن المدربة الجديدة هي ناشطة حقوقية أكثر منها مدربة كرة القدم، أو بتعبير آخر «ناشطة في بذلة كروية».

في سجلها الرياضي تجربة في تدريب منتخب أفغانستان، نعم المنتخب النسوي لأفغانستان، وهي من دفعت اللاعبات للتخلص من الخمار. هناك واقعة وصلت صداها للفيفا، بطلتها كيلي التي أشرفت على تدريب المنتخب الوطني المغربي لمدة سنة ونصف ورحلت في عز كورونا.

لمست كيلي في رئيس اتحاد كرة القدم الأفغاني، شيئا من اللمس والهمس والآهات، فحذرته من الاقتراب من المعسكر، لكنه انتفض في وجهها، اجتمعت المدربة مع اللاعبات ونفخت فيهن روح الاحتجاج، بعد أن لاحظت أنهن لا يرفعن أصواتهن خشية غضب الرجال.

وضعت على مكتب المدعي العام الأفغاني مجموعة من الدعاوى التي قدمتها لاعباتها الأفغانيات، وعززت الشكايات بتصريح جريء كشفت فيه مكالمات خادشة للحياء من الرئيس كرم الدين كريم.

ركبت الناشطة كيلي الطائرة صوب سويسرا ووضعت على مكتب رئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو، شكاية مماثلة وعليها عبارة «خطير ومستعجل»، وحين تأخر عن الرد هاجمته بسبب تعمده تجاهل ملف آفة التحرش الذي «يعيق تطور كرة القدم النسائية عالميا»، كما قالت في أكثر من منبر إعلامي.

من جهته، أصدر مكتب النائب العام في أفغانستان مذكرة اعتقال بحق الرئيس غداة إيقافه عن تسيير شؤون الكرة الأفغانية من قبل الاتحاد الدولي على خلفية اتهامات بالتحرش الجنسي، خلال الفترة ما بين عامي 2013 و2018 وهي الاتهامات التي ظل ينفيها الرئيس السابق للاتحاد الأفغاني، قائلا إن الأمريكية لا تفهم تقاليدنا، فيما تؤكد المدربة أن اللمس والغمز يستحقان ركلة خارج محيط الكرة، وأن حلم الأفغانيات بكرة القدم أصبح كابوسا.

قالت كيلي خلال عبورها في المنتخب: «المشكل لا يكمن في تحرش عابر، والقضية ليست قضية جنس مقابل صفة لاعبة أساسية»، بل يكمن في إشكالية آليات التبليغ وعطل قانون التحرش. حين التحقت المدربة الأمريكية المثيرة للجدل كيلي ليندسي، بالمنتخب الوطني النسوي لكرة القدم، بعد تجربة صعبة في منتخب أفغانستان، ظلت توصي اللاعبات بتحطيم جدار الصمت، وتحكي لهم عن فضيحة الاعتداءات الجنسية في معسكر تدريبي أقامه المنتخب الأفغاني لكرة القدم، في الأردن سنة 2015.

 

مدرب الناشئين لكرة قدم يمارس شذوذه بعد أدائه صلاة الجمعة

قبل خمس سنوات خلت، قرر قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بمراكش، إيداع مدرب في كرة القدم سجن «لوداية» على ذمة التحقيق، استجابة لملتمس الوكيل العام الذي قرر متابعته من أجل جناية اغتصاب قاصر دون 12 سنة، بعد انتهاء حصة تدريبية. وكانت مصالح الشرطة القضائية أوقفت المدرب المتهم البالغ من العمر 45 سنة، إثر شكاية تقدم بها والد الضحية، حيث تم إخضاعه لتدابير الحراسة النظرية من طرف الشرطة القضائية، وبعد استنطاقه أحيل على قاضي التحقيق الذي استمع إليه في أكثر من جلسة، مصرا على «كيدية» التهمة.

وتعود تفاصيل هذه القضية إلى رفض الطفل الذي يقل عمره عن 12 سنة، الذهاب إلى المركب الرياضي التابع للمجلس الجماعي لمراكش بسيدي يوسف بن علي، للمشاركة في حصة تدريبية في كرة القدم، وبعد إصرار والدته، اضطر إلى الاعتراف بتعرضه للاغتصاب من طرف المدرب، ما جعلها تخبر والده الذي تقدم بشكاية أمام النيابة العامة لتحيلها على مصالح الأمن مرفوقة بشهادة طبية.

وبحسب إفادات الضحية، فإنه كان برفقة مجموعة من الأطفال في حصة تدريبية بالمركب الرياضي المذكور، ظهيرة يوم جمعة وبعد انتهاء التداريب دعاه المدرب، الذي يحرص على أداء صلاة الجمعة في مسجد قريب من الملعب، إلى البقاء برفقته من أجل جمع الكرات وإيداعها الخزانة الخاصة بها قرب مستودع الملابس، قبل أن يختلي به ويقدم له وعدا بأن يحوله إلى نجم لامع في كرة القدم شريطة المواظبة على التداريب والحرص على التطبيق السليم لتوجيهاته، قبل أن يشرع في مداعبته ولمس مناطق حساسة من جسده، وبعد ذلك قام بهتك عرضه بعد استعمال مرهم خاص بالتدليك.

وبعد عودة الطفل إلى منزل عائلته، لاحظت والدته انطواءه على نفسه ورفضه الحديث، قبل أن يعلن رفضه الذهاب إلى الحصة التدريبية لليوم الموالي. وأمام إلحاح والدته التي كانت تتحجج بدفع المستحقات الشهرية للتدريب، اعترف لها الابن بما تعرض له بعد انتهاء آخر حصة تدريبية، ما جعلها تخطر والده الذي تقدم بشكاية إلى مصالح الأمن، معززة بشهادة طبية تثبت تعرض الضحية لهتك العرض، ليجري إيقاف المتهم وإيداعه السجن. وعلى إثر هذا الفعل الإجرامي قررت مصالح مجلس مقاطعة سيدي يوسف بن علي إغلاق المركب الرياضي سيدي يوسف بن علي في وجه بعض الأندية الرياضية إلى تاريخ لاحق.

 

تسريبات صوتية تكشف تحرشات جنسية في معسكر الملاكمات

بدأت الحكاية في غرفة مدرب المنتخب المغربي النسوي للملاكمة بالمعهد الملكي للرياضات مولاي رشيد ضواحي سلا، خلال عملية الوزن التي تخضع لها الملاكمات، وضع المدرب الميزان في غرفته وكلما دخلت ملاكمة للغرفة وتوجهت نحو الميزان الذي يضبط أوزان المنافسات ومدى احترام البطلات لأصناف التباري، إلا وطلب منهن المدرب الاكتفاء بأقل ما يستر الجسد، كما يراقب نمو العضلات فضلا عن التأكد من الوزن الدقيق.

في معسكر المنتخب المغربي تداولت البطلات قصة «الميزان» وإصرار المدرب على الوزن بأجساد شبه عارية، ووصل الأمر إلى أولياء أمورهن، ما جعل أحدهم يربط الاتصال بعضو جامعي ليخبره بالتحرش الجنسي الذي يعرفه المعسكر.

أشعر رئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة بالنازلة، وكان يتواجد حينها في فرنسا حيث يخضع للعلاج، وأعطى تعليماته لتقصي الحقائق في سرية تامة وموافاته بتقرير مفصل، وعلى الفور تم إشعار المدير التقني للجامعة بالقضية من طرف نائب الرئيس كما حضر أمين المال وتم الاتفاق على زيارة المنتخب النسوي للملاكمة في معهد مولاي رشيد والاستماع للمعنيات وكذا المدرب المعني.

لم تكتمل جلسة الاستماع واعتبر البعض أن المنتخب الوطني هيئة مستقلة عن الأعضاء الجامعيين، وغيرت الإدارة التقنية النقاش، وتحت ذريعة مرض الرئيس وسمعة المنتخب حاول بعض المدربين والملاكمين إقبار الملف، وضرب سرية التحريات في الصميم، كما تمت إقالة المدرب المنتمي لفريق الرئيس، من منصبه، وتبين أن طي الملف في صالح الملاكمة المغربية.

تفجرت القضية وخرجت عن طوع الإدارة التقنية وبعض الأعضاء الذين كانوا يراهنون على «ستر» الفضيحة، وبدأت محاولات تكميم أفواه الضحايا خاصة بعد أن تداول الملاكمون والملاكمات سرا وعلانية مضامين تسريبات هاتفية تجمع على السلوكات الغريبة لمدرب المنتخب النسوي. وعلى الرغم من محاولات هذا الأخير المنتمي لفريق رئيس الجامعة الملكية المغربية الاستعانة بالإدارة التقنية وبعض الأعضاء لطمس معالم الفضيحة إلا أن التسريبات خرجت عن السيطرة.

في ذات السياق قالت الملاكمة العالمية خديجة المرضي ناصحة زميلاتها الملاكمات: «أريد أن أقول لكل ملاكمة إن التقرب من المدرب لا يمنحك امتيازا في الفريق الوطني، وأن البقاء في المنتخب والمشاركة في البطولات الخارجية لا يتأتيان بالقرب من مدرب، قبضتك والحلبة هما الكفيلتان بصنع مسارك كبطلة، هذه حقيقة يجب على جميع الفتيات فهمها جيدا حتى لا تختلط الأمور».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى