شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

ثرثرة فوق النيل

 

 

حسن البصري

منع جمهور فريق الجيش الملكي من دخول ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة، وحرم من تشجيع ممثل الكرة المغربية، وهو يواجه نادي بيراميدز المصري في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، مساء الثلاثاء الماضي. تعددت المبررات والقرار واحد “ممنوع دخول كل المشجعين المغاربة”.

حل محمد آيت وعلي السفير المغربي في القاهرة، فقيل له إن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم حددت نسبة الجمهور الزائر في خمسة في المائة، وأنه من بين ألف مشجع مغربي لن يسمح بولوج المدرجات إلا لمئة مشجع.

سأل السفير: “والباقي يروح فين”؟

رد مسؤولو نادي بيراميدز، وهو فريق لا يختلف في نشأته عن أطفال الأنابيب:

“الموافقة الأمنية وصلت بالسماح بألفي مشجع فقط من الفريقين، ومن حق الفريق الضيف نسبة خمسة في المئة من إجمالي الحضور، أي مئة تذكرة بس، وقد سلمناها للمسؤولين المغاربة في الاجتماع الأمني الذي يسبق المباراة”.

رفض المئة مشجع من الذين أنعم عليهم بالتذكرة، دخول الملعب، أصروا على أن يدخل الجميع أو يمنع الجميع.

وأمام إصرار المناصرين القادمين من المغرب، قررت إدارة بيراميدز مضاعفة عدد التذاكر إلى مئة، لكن الرفض ظل سيد الموقف.

لا يعقل أن يسافر مشجع من المغرب إلى مصر، ليتفرج على المباراة خارج أسوار الملعب، أو بتعبير أصح أن يصغي إلى نبضها ويعود من حيث أتى.

فشلت السفارة في إقناع المنظمين وحصلت أزمة “ضيافة” عند بوابة الملعب، حيث كان الجمهور المغربي يردد النشيد الوطني بحماس، وسط إنزال أمني فاق عدد جماهير بيراميدز.

كانت أخبار الهزيمة تصل إلى المشجعين الممنوعين من ولوج الملعب، فزاد حجم الاحتقان وأقسم الكثير منهم على ألا يكونوا شهودا على عصر النكسة.

قال السفير المغربي في تصريحات لوسائل الإعلام عقب اللقاء: “هناك جماهير غفيرة حضرت بشكل مفاجئ إلى ملعب المباراة، لدعم الجيش الملكي”، وأشار إلى أن الروح الرياضية سيطرت على المباراة بصورة كبيرة، ولم تكن هناك أية مشاكل.

تطابقت تصريحات السفير، مع رواية بيراميدز، وتبين أن الرجل كان يتحدث عن روح رياضية أخرى ربما في ملعب آخر غير ملعب السلاح الجوي.

يسمح المغرب لمشجعي الفرق العربية بولوج مدرجات ملاعبه دون الحاجة لاقتناء تذاكر، جواز السفر ينوب عن التذكرة، مع “بونيس” عبارة عن قنينة ماء.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد ساقتني الأقدار في شهر يوليوز 2011 إلى ملعب سلاح الجو في القاهرة، لتغطية أطوار مباراة الأهلي المصري والوداد الرياضي، وانتهت بالتعادل، ثلاثة أهداف لكل فريق.

بقرار من “الكاف” جرت المباراة أمام مدرجات فارغة إلا من بقايا الفضلات. لكن إدارة الأهلي احتالت على قرار المنع، وثبتت في كل ركن من أركان الملعب مكبرات صوت تبث موشحات الالتراس الأهلاوي، وكأن الجمهور المصري حاضر بدعمه للاعبين.

نبهت إدارة الوداد مندوب المباراة السوداني لهذا الخرق السماعي، فتبين لها أن الرجل منخرط من رأسه إلى قدميه في التماهي مع الأهازيج، فصرفت النظر عنه.

وفي بوابة ملعب القاهرة الدولي، توقفت حافلة الرجاء أزيد من ربع ساعة تحت ذريعة الترتيبات الأمنية، فالتف الجمهور الأهلاوي حولها وهو يرسل الوعد والوعيد، ترجل يوعري المكلف بأمتعة الرجاء وتوجه صوب ضابط امتلأ صدر بذلته الناصعة البياض بالنياشين. وقال له بنبرة آمرة:

يا شاويش واش غادين نبقاو في الباب؟

لا تتصوروا حجم الغضب الساطع والشتائم التي تطايرت من وجه ضابط برتبة عقيد، بينما عاد يوعري إلى جوف الحافلة وهو يبرئ ذمته من إهانة رجل أمن.

هزيمة الفريق العسكري خسارة ميدانية لكنها رخيصة بتعليمة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى