
أصيلة: محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة بأن قاعة الاجتماعات بجماعة أصيلة شهدت، أول أمس الثلاثاء، أجواء مشحونة، عقب انعقاد الدورة العادية للمجلس، خاصة عند التداول في نقطة تحويل اعتمادات داخل ميزانية الجماعة.
وذكرت مصادر حضرت أشغال الدورة أن النقاشات انصبت في جزء كبير منها على تحويل اعتماد مالي من مخصصات صيانة المناطق الخضراء والغابات إلى بند خاص بأداء مستحقات الموظفين، وهو ما أثار تحفظات لدى بعض الأعضاء الذين رأوا في الإجراء مساسا بالتوازنات البيئية داخل المدينة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن مستشارا محسوبا على المعارضة انتقد بقوة هذا التوجه، معتبرا أنه كان من الأجدى اللجوء إلى تحويل اعتماد من مخصصات نزع ملكية إحدى البنايات محل جدل، وهو المقترح الذي تفاعل معه بعض المستشارين بإيجابية.
وأكدت مصادر “الأخبار” أن رئيس المجلس دافع عن قرار التحويل، واعتبر أن أجور الموظفين “خط أحمر” لا يمكن تأجيلها، بينما تدخل أحد نوابه لتوضيح أن الاعتمادات المرتبطة بنزع الملكية تندرج ضمن ميزانية التجهيز، ولا يمكن قانونا تحويلها نحو ميزانية التسيير، مما رجح كفة التصويت بالإجماع لصالح القرار كما ورد في جدول الأعمال.
وعرفت الدورة أيضا مناقشات مستفيضة حول القرار الجبائي لاستغلال ملعب رياضي محلي، حيث طُرح رسم مالي بقيمة 100 درهم للساعة لفائدة الخواص، مع منح الجمعيات الرياضية استعمالا مجانيا في حدود أربع ساعات. هذا المقترح خلف جدلا واسعا بعدما تبين أن الملعب لم تكتمل بعد أشغال تهيئته، ولا يتوفر على الربط بشبكتي الماء والكهرباء، في وقت تستعد الجماعة لتنظيم حفل افتتاح رسمي له، نهاية الأسبوع الجاري.
واقترح عدد من الأعضاء، من ضمنهم منتخبون من ذوي الخلفية الرياضية، صيغا بديلة لتدبير المرفق، منها تسليمه إلى جمعية نشيطة تتولى الإشراف عليه، أو التفكير في ملاعب صيفية مؤقتة بالشاطئ. غير أن بعض المسؤولين داخل المكتب التنفيذي شددوا على أن الوقت الآن يفرض اعتماد القرار الجبائي، على أن يُعالج باقي التفاصيل التنظيمية لاحقا.
وحسب المصادر، فقد جرى التأكيد على عقد دورة خاصة بالموسم الصيفي، تسبقها جلسة تشاورية مع المتدخلين، في إشارة إلى مقاربة جديدة في تدبير المرحلة المقبلة، خاصة على مستوى النظافة، البيئة، والأنشطة الموسمية.
وتجدر الإشارة إلى أن أشغال الدورة انعقدت دون حضور الصحافة، بعد أن تم منع ممثلي المنابر الإعلامية من التغطية، استنادا إلى مقتضيات النظام الداخلي، وهو ما أثار استغراب المتابعين، خاصة أن بعض الأعضاء أشاروا إلى ضرورة تعزيز الشفافية عبر فتح جلسات المجلس أمام العموم، حيث يأتي هذا الأمر ضمن أول دورة جماعية للرئيس الجديد، طارق غيلان.