شوف تشوف

الرئيسية

حب وكبرياء 

سيظل يوهم نفسه بأنه ﻻ يحبها، وبأنه قادر على حماية نفسه من داء الحب الذي ﻻ يصلح له.. وأن ﻻ وقت لديه لما يسميه تفاهة العشق.

سيظل يفسر قربه منها على أنه راجع لظروف عملهما التي تجعله يراها كل يوم. لن يعترف ﻻ لها وﻻ لنفسه أنه ﻻ يرتاح مع أحد سواها. سيخسرها ويدعي أنها من خسرته، سيجرحها،وسيندم، ولن يضمد جراحها. ستذرف الدموع أمامه، وسيعاتبها على بكائها، وسترحل.. وتتركه.. وقد فعلت.

رحلت من ملأت دنياه بحنانها وهدوئها، لكنها لن تعود، ذهبت بدون عودة، وتركته حائرا يترقب. حاول إخفاء قلقه وحيرته أمام نفسه، لكنه غدا يضعف شيئا فشيئا أمام غيابها.

رحلت من كانت تحبه حد الجنون، من تفهمت نوبات غضبه المتكررة، كلماته الجافة، وكبرياءه المفرط الذي كان يطفئ شمعتها ببطء.

لم تكن تعجبها بعض تصرفاته، كانت دائما مشبعة بالأمل على أنه يمكن أن يتغير يوما كل ما كانت تعرفه هو أنها تحبه.. وستظل دائما إلى جانبه لأنها تعرف أنه يملك قلبا كبيرا، مهما حاول إخفاء ذلك، لقد كانت تعرفه أكثر من نفسه.

رحلت من كان يلجأ إليها كلما اسودت الدنيا في عينيه، من كانت تنير يومه بابتسامتها الرقيقة، من كانت تسامحه كلما أخطأ، من كانت تخفف عنه هموم يومه بكلماتها المخلصة
غيابها أثر فيه، صورتها ﻻ تفارقه أينما حل، ﻻ أحد وﻻ شيء يعوضها، حياته لم تعد ما كانت عليه من قبل.

رحلت.. ورحل معها الكثير.

لكن خوفه من نفسه.. من الحب.. كبريائه المرضي.. منعاه من الإقرار بندمه.. يريدها أن تعود، لكنه لن يطلب ذلك منها.

مرت الأيام والسنون، هي لم تعد لأنها تحسبه سعيدا بدونها.. هو لم يتحمل غيابها.. انطفأ شيئا فشيئا.. وانعزل عن الكل، في انتظار أن يصدر حكم محكمة الحب..

إلى أجل غير مسمى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى