شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

حزب الاستقلال يُعِد لعقد مؤتمره الوطني الـ18

دعا إلى تشكيل جبهة داخلية متماسكة لمواجهة المؤامرات التي تستهدف الوحدة الترابية

 

النعمان اليعلاوي

أعلن نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، شروع اللجنة التنفيذية في الإعداد لعقد المؤتمر الثامن عشر للحزب في آجاله القانونية، احتراما لمقتضيات القانون التنظيمي للأحزاب السياسية والنظام الأساسي والنظام الداخلي للحزب. وأشار بركة إلى أن الحزب سيعقد دورة استثنائية للمجلس الوطني ستخصص لتشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن عشر للحزب، على أن تحدد اللجنة التنفيذية تاريخها وشكلها، مع مراعاة تطورات الوضع الوبائي، موضحا أن الترتيبات السياسية والتنظيمية الجارية لعقد المؤتمر تحتم على هذا الأخير، “التكيف مع هذا الواقع الجديد، وإطلاق خطة جديدة لإعادة البناء ليكون حزبا بقدر تجذره في المجتمع مسنودا بمرجعياته وثوابته، بقدر انفتاحه على التجديد والتطور ومواكبته للتحولات المجتمعية والسياسية والديمقراطية”.

وشدد بركة، في كلمة خلال اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، على رغبة الاستقلاليين في «تطوير الحزب بشكل كامل من حيث وظائفه وبنياته وآليات اشتغاله، بشكل يجعله قادرا على مواكبة العصر والتحولات التي يعرفها العالم، والتكيف مع الواقع المجتمعي الجديد الذي أفرزته ثورة تكنولوجيا الإعلام والاتصال وبروز فضاءات عمومية جديدة كمجالات للتنافس السياسي، تحتضن النقاش العمومي، ويتكون فيها الرأي العام إزاء مختلف القضايا»، وقال: “نريد كاستقلاليات واستقلاليين أن يكون مؤتمرنا المقبل مؤتمرا نوعيا وعرسا استقلاليا وديمقراطيا بامتياز، ومحطة لتقييم الأداء السياسي والتنظيمي الحزبي والانتخابي للحزب منذ المؤتمر السابع عشر، مؤتمرا لمناقشة الأسئلة المجتمعية الكبرى وإيجاد الأجوبة عليها، مؤتمرا لصياغة نموذج حزبي متجدد، وللتأهيل الشامل لبنيات ومؤسسات الحزب وهيآته، وتحديث الآليات القانونية والمؤسساتية”.

من جانب آخر، شدد بركة على أن الاستقلال “أعد العدة للنهوض بمسؤولياته الوطنية في خدمة الوطن من الموقع الحكومي والترابي”، وشدد، في المقابل، على أن “ذلك يجب أن لا ينسينا ضرورة إعادة ترتيب البيت الداخلي وتطوير التنظيم الحزبي لمواكبة التطورات ومواجهة التحديات، بل والدخول في جيل جديد من التنظيم للارتقاء بالأداء وتجديد النخب والتأهب للمساهمة في إنجاح الانتخابات القادمة بعقلية المتصدر وبروح المنتصر وبتنظيم متطور”. ولكسب الرهان، أكد بركة على أنه “لابد أن يكون لكل ما ذكرناه من تحولات وقع على المجتمع، لتعزيز قيم التعاون والتضامن والتكافل وتوفير شروط الحياة الكريمة للمواطنات والمواطنين”.

وبخصوص التسيير الحكومي، قال بركة إن «الإرادة الشعبية كانت حاسمة في اختيار الحزب ضمن البديل السياسي والديمقراطي المنتخب لقيادة المرحلة المقبلة، وفي عودته القوية إلى المشهد السياسي الوطني»، مشددا على أن «الحزب كان في قلب ورش مصالحة المواطنين مع الشأن السياسي على الرغم من ارتفاع سقف المطالب والانتظارات وفي استعادة المصداقية للفعل السياسي واسترجاع الثقة في الجدوى من المشاركة الشعبية لتغيير السياسات»، على حد تعبير زعيم حزب الاستقلال، الذي أكد أن «الحكومة واعية تمام الوعي بالتحديات والرهانات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المعقودة على تنزيل الإصلاحات الكفيلة باستيعاب مطالب وحاجيات وانتظارات المواطنات والمواطنين وتحسين مستوى عيشهم وتحقيق الكرامة لهم»، منبها إلى «الأولويات المستجدة التي تتطلبها مقومات السيادة الوطنية والتي تقتضي تمنيع السيادة الاقتصادية والسيادة الصناعية وتقوية قدرات البلاد على الصمود أمام التقلبات واعتماد سياسة وطنية إرادية لدعم المنتوج المغربي».

ودعا حزب الاستقلال إلى تأهب متواصل للترافع عن القضية الوطنية في مختلف المنابر والمحافل الدولية الرسمية والحزبية لمواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بالوطن والتصدي للمتربصين بالوحدة الترابية للمملكة. وأبرز بركة أن حزب الاستقلال، الذي ظلت ولازالت قضية الوحدة الترابية للمملكة في مقدمة انشغالاته وأولوياته، يجدد التأكيد على انخراطه في صدارة التعبئة الوطنية وتجنده الدائم وراء الملك محمد السادس والذود بلا هوادة عن المصالح الحيوية والاستراتيجية للمملكة، داعيا إلى جبهة داخلية قوية ومتماسكة ودبلوماسية موازية قوية وناجعة.

واعتبر أن التطور الذي عرفته القضية الوطنية «لم يكن إلا انعكاسا للدينامية الإيجابية التي طبعت مسارها بفضل المكاسب والإنجازات التي حققتها الدبلوماسية الرسمية والبرلمانية والحزبية والشعبية والاقتصادية، وبفضل نجاعة الاستراتيجية التنموية التي اعتمدتها المملكة بالأقاليم الجنوبية»، وأضاف أن هذه الدورة تنعقد في ظل تحولات وطنية، سواء على مستوى تطورات قضية الوحدة الترابية وما حملته الرسائل الحازمة للخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء، وكذا ما تضمنته مخرجات القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى