شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرسري للغايةملف التاريخ

حقائق تاريخية عن المغرب والمغاربة تعود لما قبل الميلاد

يونس جنوحي

حوالي 500 سنة قبل الميلاد، أشار «بروكوبيوس» التابع للقيصر، والذي كان يعمل سكرتيرا لـ«بيليساريوس» خلال حرب «جستنيان» الوندالية في إفريقيا، إلى وجود عمودين من الحجارة البيضاء، بالقرب من أحد وديان طنجة، يحملان نقوشا بأحرف فينيقية. وهذه النقوش جاء فيها: «لقد هربنا من وجه «يشوع» اللص، ابن نون»، وأورد رأيه الذي قال فيه إن أصول سكان شمال المغرب تنحدر من الكنعانيين.

يتفق معه المؤرخون العرب حول نسب الأمازيغ إلى الأصل نفسه، وإن كانوا يذكرون أن طردهم كان قد تم في عهد جالوت وليس في فترة ما قبل وجود أبناء بني إسرائيل.

وحسب ما قاله «دين ميلمان»، فإن تلك النقوش فوق العمودين الحجريين أشار إليها موسى «الكوريني» في كتابه «تاريخ الأرمن» قبل أكثر من قرن على اكتشاف «بروكوبيوس» لها.

وقبل خمسمئة عام على هذه الأحداث، طرح «سالوست» نظرية جاء فيها أن الأمازيغ امتداد لذلك الجزء من «الميد» والفرس والأرمن، الذين شكلوا نواة الجيش المرافق لهرقل إلى إسبانيا.

أما «ياقوت»، العالم الجغرافي، فيذكر أن هناك أعمدة صخرية، مشابهة للعمودين المذكورين، كانت موجودة في قرطاج، وقال إن الأعمدة القرطاجية كانت نُسخا من عمودين موجودين في منطقة «صور».

ومن كل ما سبق أن عرضناه يظهر أن المغرب، قبل العصر الروماني، يبقى مادة لعدد لا حصر له من النظريات المهمة، لكن فرص إثبات إحداها لتصبح حقيقة تاريخية تبقى ضئيلة.

إن أول إشارة موجودة في التاريخ، لمسألة الغزو الذي تعرض له المغرب، تتمثل في زيارة هرقل.. تلك الشخصية التي يختلط فيها ما هو تاريخي بما هو أسطوري، والذي قطع البحر الأبيض المتوسط ليصل إلى ما كان يُعتبر حينها حافة العالم. رأى هرقل قمم الجبال أمامه، جبل طارق في إسبانيا وجبل موسى في المغرب، وأطلق على الجبلين اسم «عمودَي» هرقل.

استدار هرقل حول جبل موسى، فوجد أمامه مدينة مطلة على شاطئ البحر، ضاع اسمها في التاريخ، ولعل مؤسسها هو «أنتايوس»، ابن «أطلس».

هذه المدينة كانت محتلة في السابق من قبل أحد الملوك، قبل أن يتلقى دعوة من هرقل ليقابله على الشاطئ. نتيجة هذا الاجتماع أن طار رأس هذا الملك، وحاز هرقل ملكية هذه المدينة وسمّاها على اسم زوجته «طنجيرة» – وهو الاسم الذي احتفظت به الحضارة الرومانية «طنجيس»، واستمر حتى يومنا هذا باسم «طنجة». واسم منطقة «الأنجرة» يشير إلى القبائل التي تسكن التلال عبر الساحل الواقع شرق المدينة.

ثم أبحر هرقل عائدا في اتجاه الشرق، من حيث أتى، وكاد الأمازيغ أن ينسوا أنه كان هناك، أصلا، واستمروا في عيش حياتهم على النمط الثابت نفسه الذي عاش عليه آباؤهم وأجدادهم من قبلُ.

التاريخ المتعارف عليه يبدأ برحلة «هانو» القرطاجي إلى ما وراء المنطقة التي يوجد بها «عمودا» هرقل. وهذه الرحلة كانت وراءها دوافع استعمارية، وحدثت 500 سنة قبل الميلاد.

هذه الرحلة قادت «هانو» إلى ساحل غرب موريتانيا، حيث تقع الحقول الأكثر شساعة، التي كانت التجارة في قرطاج تحتاجها لتتطور.

بفضل ستين سفينة حربية، كل واحدة منها مزودة بخمسين مجدافا، وعلى متنها جميعا ثلاثون ألف رجل، تمكن «هانو» من الوصول إلى الرأس الذي كان يسمى وقتها «رأس سبارطيل» (يوجد فيها الآن ضوء المنارة الوحيدة في المغرب الذي يرسل أضواءه التحذيرية للسفن).

بعدها بيومين، تمكن «هانو» من إنزال جيشه على الأرض بنجاح، وأسس «ثيماثيريون»، أول مستعمرة له.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى