
مصطفى عفيف
دعا سكان ببنسليمان إلى تدخل السلطات المحلية والمجلس الجماعي من أجل إنقاذ الفضاءات الخضراء من غزو عدد من الأبقار والمواشي والخيول التي أصبحت تتخذها أماكن للرعي. وتداول رواد موقع التواصل «فيسبوك»، بحر الأسبوع الماضي، صورا لبعض قطعان الأغنام وهي ترعى بإحدى الحدائق على مستوى باشوية بنسليمان، مرورا بأهم شوارع المدينة، وهو وضع جعل العديد من رواد الموقع الاجتماعي يتساءلون عن سبب تحول الفضاءات الخضراء بالمدينة إلى مراع للأغنام التي كان يقودها بعض الأشخاص، في غياب الجهات المسؤولة، وخاصة المجلس الجماعي والسلطات المحلية.
وعبرت الفعاليات نفسها عن استغرابها للأمر الذي سيساهم، لا محالة، مع فترات الجفاف، في اندثار الفضاءات الخضراء التي تم إنجازها بملايين السنتيمات من المال العام، دون أن تصمد أمام هذا الغزو، علما أن الفضاءات الخضراء ببنسليمان أصبحت ضرورية للتوازن البيئي في ظل الزحف الإسمنتي، وأيضا للترويح والترفيه وإعطاء بعد جمالي للمدينة وتقوية جاذبيتها السياحية، التي كانت تصنف ضمن المدن المعروفة بفضاءاتها الخضراء.
وعبر السكان عن استغرابهم لصمت الجهات المسؤولة أمام هذا الوضع الذي جعل فضاءات ومساحات خضراء ببنسليمان تتحول من مكان للترويح عن النفس ولعب الأطفال إلى فضاءات لرعي المواشي والأبقار، بعدما تعمدت المصالح المعنية بالجماعة ترك الفضاءات الخضراء لمصير الاندثار والاصفرار والإهمال الكلي، رغم أنها كانت المتنفس والملاذ الوحيد للسكان، خاصة بعد تخلي المصالح المعنية عن صيانة والاهتمام بالفضاءات الخضراء.
يأتي هذا في وقت يفاجأ قاطنو عدد من أحياء المدينة وزوارها بتجمعات لقطعان الأغنام التي تحتل فضاءات بمختلف الأحياء السكنية وتتخذها مراعي لها. وعبر السكان عن استيائهم من حجم المعاناة التي يتكبدونها، مطالبين مصالح الجماعة والسلطات المحلية بضرورة تشديد حملات الرقابة لمنع تجوال المواشي والأغنام بين التجمعات السكنية، وحماية الصورة الحضارية للمدينة التي تشهد تطورا عمرانيا عصريا كبيرا، مع تشديد العقوبات على مربي تلك المواشي والأبقار الذين يتحججون بهروبها نحو المجهول لكنهم يعلمون مكانها مع كل مساء من أجل اقتيادها نحو اسطبلات الدواوير المحاذية للمدينة.
وكان الائتلاف المغربي للدفاع عن حقوق الإنسان بإقليم بنسليمان دخل على الخط، قبل أسابيع من خلال رسالة وجهها إلى وزير الداخلية، للمطالبة بإيفاد لجنة من المفتشية العامة للإدارة الترابية لفتح تحقيق في ما وصفه بإهدار مبالغ مالية فاقت مليار سنتيم لإعادة هيكلة حديقة الأميرة للا مريم، بعد توقف الشركة الحائزة على الصفقة عن إتمام الأشغال بسبب عدم توفر السيولة المالية للمشروع الذي طاله الإهمال من كل الجوانب، حيث تم الإجهاز على مجموعة من المعدات الحديدية، وامتد الإهمال إلى داخل الحديقة التي شهدت موت الأشجار بسبب غياب العناية بها مقابل ما تعرفه من تخريب، لتجد أشباه كراس إسمنتية مهترئة وممرات تفصلك عن أحواض لا وجود للعشب فيها، بل وأصبحت مرتعا للكلاب الضالة وبعض الدواب والمواشي والأبقار التي تقتات مما بقي من عشب فيها.
واعتبر الائتلاف المغربي غياب مراقبة وتتبع المشروع منذ بدايته تقصيرا وهدرا للمال العام دون حسيب ولا رقيب، وطالب بمساءلة رئيس المجلس الإقليمي السابق والحالي عن الإجراءات التي قاما بها مع المقاولة ومحاسبتهما على مشروع صرفت عليه أموال باهظة ليتحول الآن إلى أطلال.
وطالب الائتلاف بإيفاد لجنة إلى عين المكان للتأكد من هذه الحقائق والمعطيات.