
الأخبار
واجه سكان الصويرة ومعهم سياح المدينة ساعات من الجحيم، أول أمس السبت، بسبب السيول والروائح الكريهة المنبعثة من قنوات الصرف الصحي التي تفجرت، بعد ساعتين فقط من التساقطات التي شهدتها المدينة، مساء السبت الماضي.
ولم تلتفت سلطات الصويرة ومعها فعاليات المجلس الجماعي لتحذيرات المديرية العامة للأرصاد الوطنية التي نبهت لتساقطات استثنائية بالمنطقة، من أجل استنفار أطقم الإغاثة والصيانة، وهو الوضع الذي استمر إلى اليوم الموالي، أمام نداءات المواطنين لإنقاذ الأحياء المتضررة من “شوهة” الوحل والفيضانات التي تابعها سياح ومواطنون بكاميرات هواتفهم، كما توضح الصور المتوفرة للجريدة.
وفضحت التساقطات المطرية القليلة التي تهاطلت على مدينة الصويرة، أول أمس السبت، هشاشة البنية التحتية، التي كلفت الملايير، في إطار برنامج تهيئة الإقليم، الذي وقع أمام جلالة الملك محمد السادس.
ولم يمض وقت طويل على بدء التساقطات، حتى أغرقت مياه الأمطار كل شوارع المدينة، وخاصة المدينة القديمة والحي الصناعي، ما يرجح وجود عيوب فنية، رافقت إنجاز ورش تأهيل المدينة، سيما ترصيف أزقة وشوارع المدينة، التي تحولت بعض المقاطع منها، إلى ما يشبه الأزقة غير المرصفة، وعلت الأوحال شوارع رئيسية تتسم بتوافد السياح وزوار المدينة، كما تسببت التساقطات، في ظهور برك مائية بسبب ضعف جودة الأشغال وتجاهل ضرورة الصيانة والاستعداد القبلي للأمطار.
وحسب صور ومقاطع جرى تداولها، امتلأت كل شوارع المدينة بمياه الأمطار والأوحال، رغم استفادتها من مشاريع إعادة التأهيل التي كلفت الملايير، ما دفع السكان المحليين إلى تحميل المجلس الجماعي وسلطات الوصاية مسؤولية “الشوهة”، علما أن مقر المجلس البلدي حوصر بالكامل بمياه الأمطار، دون أي تدخل إلى حدود الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، شأنه في ذلك شأن الأحياء والأزقة المتضررة بالمدينة.
المناظر التي تشكلت مباشرة بعد توقف الأمطار، بعد ساعتين فقط من الأمطار، والتي تعكس صورا لا تليق بجاذبية مدينة الصويرة وتاريخها، باعتبارها خامس وجهة سياحية بالمملكة، أكدت المخاوف التي رافقت تنزيل ورش تأهيل المدينة، كما أعادت إلى الواجهة الدعوات المتكررة لافتحاص جودة الأشغال المنجزة من طرف الشركات التي رست عليها صفقات التأهيل، خاصة أنها كلفت ملايير السنتيمات من المال العام.
تضرر شوارع المدينة رغم تساقط الأمطار بكميات ضعيفة، إضافة إلى ضعف جودة الأشغال ببعض المقاطع والشوارع، تفسر حجم السخط الذي عبر عنه سكان الصويرة وهم يلتقطون، أول أمس، صور الفيضانات وتعثر السير والسياقة بشوارع وأزقة المدينة.
وكان ورش التأهيل التكميلي لشوارع حاضرة موكادور، خاصة المدينة العتيقة، قد أثار، خلال السنوات الأخيرة، الكثير من الانتقادات على الصعيد المحلي، خاصة بعد بروز ارتباك كبير في سير تنفيذ أوراش التأهيل، وعدم تناسب الأشغال المنجزة من حيث الجودة والوتيرة، مع ضخامة الاعتمادات المالية المرصودة، وانتظارات السكان وخاصة العاملين بالقطاع السياحي.
وكانت الصويرة قد استفادت من مشاريع تأهيل متتالية خلال العشر سنوات الأخيرة، كلفت ملايين الدراهم، وتتعلق المشاريع الأولى بالفترة ما بين (2010- 2014)،حيث همت التأهيل الحضري للمدينة بتكلفة 432 مليون درهم، و تهيئة الحزام الأخضر بكلفة 15 مليون درهم، وحماية المدينة من الفيضانات بكلفة 12 مليون درهم.
أما الشق الثاني، فكان خلال الفترة مابين (2015 -2018) كلف 500 مليون درهم، 152 مليون درهم منها خُصصت لتأهيل شارع محمد السادس، وكورنيش المدينة والساحات المجاورة للسور، و185 مليون درهم لتأهيل وإعادة تهيئة المدينة العتيقة، و 163 مليون درهم لتعزيز البنيات التحتية الأساسية وترميم المباني العتيقة وإعادة تأهيل الدور الآيلة للسقوط، وعدد من فضاءات العبادة، وإعادة تهيئة حي الملاح.
و رافق تنزيل هذه الأوراش الكثير من اللغط، بسبب الاختلالات في عملية إنجازها.