
تطوان: حسن الخضراوي
انطلق سباق الانتخابات التشريعية بجماعات ترابية بالمضيق وتطوان، وارتفعت حدة الصراعات والتطاحنات خلال الأيام الماضية، ما أصبح يهدد تماسك الأغلبيات المسيرة الهشة بالعديد من المجالس الجماعية، خاصة وأن الوجوه البرلمانية المرشحة تسعى لكسب دعم أعضاء ورؤساء المجالس الجماعية خارج الانتماء الحزبي أحيانا وبواسطة استقطابات شخصية مبنية على امتيازات وإغراءات.
وحسب مصادر مطلعة، فإنه في ظل التحضير للانتخابات البرلمانية بتطوان يتخبط حزب الأصالة والمعاصرة في العثور على القيادي الذي ستتم تزكيته، في حين رفض النائب الأول بجماعة تطوان عن حزب الاستقلال إقحامه في بعض الصراعات السياسية والشخصية لأن ذلك بحسب المصادر نفسها، يمكنه التأثير سلبا على التحضير للانتخابات التشريعية، علما أن بعض المنتسبين للحزب نفسه انتقدوا فشل التسيير بالجماعة ودعوة الأغلبية بكافة مكوناتها لتجويد الخدمات العمومية، في حين يعيش حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على وقع صراعات داخلية ورفض عودة النائب الذي تمت إدانته في ملف النصب والاحتيال في التوظيف العمومي إلى صفوف الحزب، كما يحاول حزب التقدم والاشتراكية انتقاد الشأن العام بطرق غير مباشرة، في حين سبق وسجلت خرجات متعددة لممثلي حزب الحركة الشعبية لانتقاد التسيير بشكل مباشر، أما حزب التجمع الوطني للأحرار فاختار الحملة الصامتة.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإن نائب رئيس جماعة الفنيدق عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وجهت له اتهامات بمحاولة نسف الأغلبية الهشة لحزب الأصالة والمعاصرة وفشله في الانقلاب على الرئيس خلال نصف الولاية الانتخابية، فضلا عن غموض انتقاده للرئيس خلال دورة رسمية، وعدم استكمال إجراءات شكاية سبق التهديد بوضعها بمحكمة جرائم الأموال بالرباط تخص صرف الميزانية.
وأضافت المصادر عينها أن برلماني حزب الأصالة والمعاصرة بالمضيق، مازالت تدخلاته الميدانية لتنفيذ أشغال البنيات التحتية وتجويد الخدمات تثير انتقادات لاذعة من قبل أحزاب سياسية بمرتيل، واتهامه باستعمال وسائل الجماعة في حملات انتخابية سابقة للأوان، وكذا الاهتمام بالعالم القروي بشكل مكثف قبيل الانتخابات، وهو الشيء الذي رد عليه المعني كونه يمارس اختصاصاته وفق منطق القرب ومعالجة الشكايات وتخفيف معاناة السكان بكل الوسائل المتاحة وحتى بواسطة الدعم الخاص.
ويشهد إقليم المضيق تطاحنات وتصفية حسابات خطيرة بين تيار رئيس جماعة المضيق وتيار القيادي الإقليمي في البام، حيث برز ذلك من خلال التكتلات والكواليس التي شهدتها الانتخابات الجزئية بمنطقة عليين والتجييش والإشاعات والتشهير والابتزاز بواسطة المنصات الاجتماعية، والصراعات التي استعملت فيها كل الوسائل لإثبات التفوق الانتخابي، ومنح مؤشرات قوية حول ظروف حملة الانتخابات التشريعية المقبلة 2026.