
شفشاون: محمد أبطاش
وجه مستشارون جماعيون بجماعة تزكان بإقليم شفشاون مطالب إلى رئيس الجماعة بشأن الوضع المتدهور الذي يعاني منه سوق السمك في قاع أسراس، مؤكدين أن الإهمال الذي يطول هذا المرفق التجاري، أصبح يهدد صحة المواطنين ويضر بالنشاط الاقتصادي للباعة المحليين. وطالب المنتخبون بالتدخل العاجل لإنقاذ السوق من العشوائية التي جعلته فضاء غير صحي، تنعدم فيه أبسط معايير النظافة والسلامة.
وأكد المنتخبون أن السوق الذي بُني في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يعاني من غياب التسيير الفعال، مما أدى إلى تحوله إلى نقطة سوداء بدلا من أن يكون مشروعا تنمويا ناجحا. وأضافوا أن الوضع الحالي يُظهر غياب الرقابة الإدارية والصحية، ما يسمح بتفشي الفوضى وانتشار الكلاب الضالة داخل السوق، في ظل غياب الأبواب، أو أي وسائل لحمايته من التلوث.
وحسب نص التقارير التي وجهها المنتخبون، فإن السوق يعاني من انعدام نظام الصرف الصحي، مما أدى إلى تراكم المياه العفنة وانتشار الروائح الكريهة، في الوقت الذي تم فيه قطع الماء عنه تماما، ما يمنع الباعة من تنظيف أماكنهم، أو غسل الأسماك بطريقة صحية. واعتبر المنتخبون أن هذا الوضع يمثل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين الذين يعتمدون على السوق كمصدر رئيسي للأسماك الطازجة.
كما أشار المستشارون الجماعيون إلى أن القانون التنظيمي 113.14، وخاصة المادة 83، تنص على مسؤولية الجماعة في «إحداث وصيانة وتنظيم الأسواق الجماعية»، إلا أن الواقع الحالي يظهر تهاونا واضحا في تطبيق هذه المسؤولية. وأكدوا أن المادة 100 من القانون نفسه تمنح رئيس الجماعة صلاحيات مباشرة لتنظيم السوق وضمان شروط النظافة والسلامة، لكن ذلك لم يُطبق على أرض الواقع.
وطالب المنتخبون بإصلاح السوق بشكل فوري عبر إعادة تزويده بالماء، وتركيب أبواب لحمايته من العشوائية والكلاب الضالة، إضافة إلى إنشاء نظام صرف صحي فعال. كما دعوا إلى تنظيم الباعة ومنحهم تراخيص قانونية، مع فرض رقابة صحية صارمة على الأسماك المعروضة، حفاظا على صحة المواطنين وضمان بيئة تجارية آمنة ومنظمة.
ونبه هؤلاء المنتخبون إلى أن سوق السمك في قاع أسراس هو مشروع تنموي مهم، لكنه ضحية الإهمال وسوء التسيير، مؤكدين أنه رغم النداءات والمرافعات التي قاموا بها في الدورات الجماعية، إلا أن استمرار هذا الوضع يهدد المستهلكين وكذا التجار المهنيين على حد سواء.