
تطوان: حسن الخضراوي
ساهمت الطلعات الجوية، التي نفذتها 4 طائرات «كانادير» تابعة للقوات المسلحة الملكية، في سيطرة شبه كلية على الحرائق الغابوية التي اندلعت منذ مساء الأربعاء الماضي بجبل غرغيز خندق النحل ومنطقة «تارانكت»، حيث تعذر وصول الفرق الميدانية التي تشكلت من الوقاية المدنية والمياه والغابات والسلطات المحلية والقوات المسلحة والقوات المساعدة وعمال الإنعاش الوطني إلى مناطق وعرة في غياب المسالك وصعوبة التضاريس.
وحسب مصادر مطلعة، فإن المساحة الغابوية التي أتت عليها النيران قدرت بأزيد من 120 هكتارا كحصيلة أولية، ويتشكل الغطاء الغابوي بالمنطقة من أشجار البلوط الأخضر والصنوبر والأعشاب الثانوية، كما واجهت فرق الإطفاء مشاكل وإكراهات تقنية معقدة تتعلق بصعوبة الوصول لمناطق وعرة ليلا، وضرورة العمل وفق شروط السلامة والوقاية من الأخطار وحماية سلامة وحياة المتدخلين والسكان بالدرجة الأولى.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن غابات تطوان والنواحي، مازالت تحتاج إلى فتح ممرات ومسالك جديدة لتسهيل تدخل لجان الإطفاء ومحاولة الحد من المساحات الغابوية المتضررة في حال نشوب حرائق غابوية، سيما وأن النيران تلتهم كل موسم صيف مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي بالشمال وتتسبب في تدمير البيئة، والحاجة لسنوات طويلة من الاهتمام والرعاية لأعادة التشجير وعودة الحياة للطبيعة الخضراء التي تصبح رمادا خلال ساعات نتيجة التهور وعدم الالتزام بتجنب أسباب الحريق.
وأشارت المصادر عينها إلى أن لجان الإطفاء تواصل عمليات ميدانية لإخماد بؤر الجمر بالمناطق الغابوية التي شهدت حرائق مهولة، وذلك تجنبا لعودة اشتعال النيران ثانية بفعل الرياح، كما فتحت السلطات المختصة بتطوان، تحقيقا في الموضوع، لكشف كافة الحيثيات والأسباب التي إدت إلى نشوب النيران، وذلك طبقا للمساطر القانونية الجاري بها العمل في مثل هذه الحالات.
وكانت التحقيقات التي سبق وباشرتها السلطات المختصة بتطوان، في العديد من الحرائق الغابوية، أظهرت أن جل الحرائق نشبت بسبب عوامل بشرية، تتعلق بإهمال توجيهات تجنب أسباب الحريق، وإشعال النيران من أجل طهي الطعام في خرجات للتنزه، وكذا تصرفات أخرى غير مسؤولة، من مثل إلقاء مواد كيماوية قابلة للاشتعال بفعل الحرارة وسط الغابات ورمي الأزبال والنفايات ومخلفات البناء.