
حسن الخضراوي
بعد أيام فقط من الترويج لتحالف على المستوى الإقليمي بالمضيق، بين العربي المرابط عن حزب الأصالة والمعاصرة وعبد الواحد الشاعر عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كشفت مصادر خاصة أن الاتفاق لرسم الخريطة السياسية إقليميا بين الحزبين، انتهى بصراعات قوية وخلافات حادة حول تشكيل مجلس العمالة، فضلا عن اتهامات متبادلة بالخيانة في اقتسام كعكة المناصب والمكاسب، وعدم الالتزام بما تم الاتفاق حوله للتحكم في جميع القرارات والمجالس الجماعية بالإقليم.
وحسب المصادر نفسها، فإنه بعد الاتفاق على منح حزب الأصالة والمعاصرة رئاسة مجلس عمالة المضيق، وفوز حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالنيابة الأولى ورئاسة لجنة، أشعر المرابط زميله الشاعر بأن بعض الأعضاء رفضوا الاتفاق من الأصل، ولم يوافقوا على ما قررته القيادة، وهو الشيء الذي أغضب الشاعر وجعله يدفع بمرشحه الزبير مهدي للتنافس على رئاسة مجلس العمالة.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن الشاعر والمرابط قاما بالتدخل في تشكيل جميع المجالس الجماعية بالمضيق، والتنسيق لتوزيع المناصب والمكاسب ورؤساء اللجان بالأغلبيات، لذلك تسود تخوفات كبيرة من انتقال الصراعات إلى المجالس الجماعية، وخطر سقوط أغلبيات لم تمر على تشكيلها سوى أيام قليلة، حيث كان الناخب يمني النفس بانطلاقة جديدة لتجويد الخدمات العمومية والمساهمة في التنمية.
وذكر مصدر أن العديد من المهتمين وغيرهم دخلوا على خط الصراع بين الشاعر والمرابط، في محاولة لتهدئة الأوضاع وإيجاد حلول مستعجلة للخلافات الحادة حول تشكيل مجلس العمالة، وذلك تفاديا لأي تداعيات يمكن أن تتسبب في بلقنة المجالس الجماعية بالإقليم، سيما وأن المرابط أشرف، بتنسيق مع الشاعر، على تشكيل أغلبيات مسيرة، وسط انتقادات واسعة لاختفاء مستشارين وإغلاق هواتفهم الشخصية.
وكان من نتائج التحالف الذي تم بين عبد الواحد الشاعر عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والعربي المرابط عن حزب الأصالة والمعاصرة، الهيمنة السياسية والتدخل في كافة المجالس الجماعية بالإقليم، وسط تحذيرات من محاولات تهميش المعارضة أو العمل على التنسيق لإضعافها بطرق ملتوية، سيما وأن الدستور المغربي مكنها من مجموعة من الآليات للقيام بدورها في التتبع والمراقبة وخلق التوازن السياسي، والكشف عن الاختلالات والتجاوزات التي ترتكب من قبل من يتواجدون في التسيير.