طاطا: محمد سليماني
بعد الفيضانات المدمرة، التي عرفتها مجموعة من الجماعات والمراكز والقرى بإقليم طاطا، خلال شهري شتنبر وأكتوبر من السنة الماضية، والتي أدت إلى خسائر كبيرة في مجموعة من المنشآت الفنية والطرق والمنازل، انطلقت أخيرا مشاريع الحماية من الفيضانات.
واستنادا إلى المعطيات، فقد تم توقيع مجموعة من الاتفاقيات التي تخص إقليم طاطا، من أجل إنجاز عدة مشاريع في مجال الوقاية من الفيضانات، بين عدة شركاء، من بينهم وزارة الداخلية عبر الصندوق الوطني لمحاربة الكوارث الطبيعية، ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، ومجلس جهة سوس ماسة، ووكالة الحوض المائي لدرعة واد نون، والجماعات الترابية المعنية بهذه المشاريع، والتي بلغت تكلفتها الاجمالية أزيد من 250 مليون درهم إلى حدود سنة 2024.
وحسب المعلومات، فإن هذه الاتفاقيات تتعلق بـ19 مشروعا، منها مشاريع تم إنجازها، وأخرى في طور الإنجاز، فيما مشاريع أخرى للحماية من الفيضانات في طور البرمجة. وفي هذا الإطار، فقد تم إنهاء تنفيذ مشاريع الحماية بالجماعة الترابية لطاطا، والتي تجاوزت تكلفتها أزيد من 4 ملايين درهم، وبالجماعة الترابية أقا، تم إنجاز الشطر الأول من مشروع حماية مركز «أكادير أوزرو»، بمبلغ يصل إلى 7,85 ملايين درهم.
أما بالنسبة إلى الجماعة الترابية لفم زكيد، فالأشغال متواصلة بعدة مشاريع حمائية، بكلفة مالية تصل إلى 18,3 مليون درهم، أما بجماعة فم الحصن، فقد تم تنفيذ الشطر الأول من مشروع حماية الجماعة من الفيضانات، بمبلغ 3,7 ملايين درهم. وبجماعة أقايغان تم إنجاز مشروع حماية مركز الجماعة والدواوير المجاورة لها من الفيضانات، بكلفة بلغت 14 مليون درهم.
وتتواصل أشغال الحماية من الفيضانات بعدة جماعات ترابية أخرى، كما هو الشأن بالنسبة إلى الجماعة الترابية «ألوكوم»، والتي كلفت اعتمادا ماليا قدره 16 مليون درهم.
ومن المرتقب أن يتم إعطاء انطلاقة مشاريع حمائية بعدة مراكز كابن يعقوب، وتيسينت، وفم الحصن وأكينان، وأديس وأيت وابلي وتيكزميرت وطاطا وتيزغت. وبخصوص سنة 2025، فقد تمت برمجة سبعة مشاريع جديدة لحماية بعض مراكز الجماعات الترابية بالإقليم من الفيضانات، بمبلغ إجمالي يتجاوز 74 مليون درهم.
وتأتي هذه المشاريع التي تم تنزيل بعضها، فيما البعض الآخر تتواصل به الأشغال، من أجل تعزيز قدرات السكان على مواجهة الكوارث الطبيعية، وخصوصا الفيضانات، علما بأن إقليم طاطا أضحى مهددا بالفيضانات بشكل كبير.
وقد حصل إقليم طاطا على النصيب الأكبر من الاعتمادات المالية المخصصة لمواجهة تداعيات الفيضانات الأخيرة، آلت إلى إقليم طاطا لوحده، اعتبارا لحجم الخسائر الكبيرة بالإقليم، وذلك في إطار برنامج إعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات، والذي خصصت له ميزانية توقعية إجمالية تبلغ حوالي 2,5 مليار درهم.
يشار إلى أن الفيضانات التي ضربت إقليم طاطا، خلال شتنبر وأكتوبر المنصرمين، تسببت في خسائر مادية كبيرة في البنيات التحتية والمنشآت الطرقية، وأحدثت خسائر في شبكات الماء الصالح للشرب والاتصالات. كما أتلفت ممتلكات الأفراد، حيث هدمت منازل بشكل كلي، وبعضها بشكل جزئي، كما أحدثت السيول شقوقا وانهيارات جزئية في بعض المباني، وجرفت أشجار النخيل وعددا من الأشجار المثمرة وباقي المزروعات المعاشية بواحات الإقليم، وأتلفت قطعان الأغنام لعدد من «الكسابة»، كانوا يقطنون بمحاذاة مجاري المياه.
