حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسية

في انتظار السجل الاجتماعي

أعدت الحكومة مرسوما بسن تدابير مؤقتة تتعلق بالاستفادة من الدعم المباشر للنساء الأرامل في وضعية هشة الحاضنات لأطفالهن اليتامى، وذلك من أجل الملاءمة مع أحكام القانون المتعلق بمنظومة استهداف المستفيدين من برامج الدعم الاجتماعي وبإحداث الوكالة الوطنية للسجلات. ووفق مقتضيات المرسوم الحكومي فإنه يضمن استمرار استفادة النساء الأرامل في وضعية هشة، إلى غاية تاريخ تعميم التعويضات العائلية والتنزيل الفعلي للدعم المباشر للأسر الذي لا زال مجهول المصير. 

والسؤال المطروح هنا هو لماذا لجأت الحكومة إلى اتخاذ إجراء استثنائي فهذا تحصيل حاصل وشيء مطلوب؟ بل لماذا يتواصل التأخر في اعتماد منظومة السجل الاجتماعي وتوزيع الدعم المباشر المخصص للفقراء؟ 

والواقع أن الحكومة تبدو مرتبكة شيئا ما في تنزيل هذا الورش الذي ينتظره المغاربة ولم تحطه بما يكفي من ضمانات التسريع، رغم أن المصادقة على قوانينه تمت منذ ثلاث سنوات، ورغم أن السياق الاجتماعي المتوتر الذي نعيشه يفرض التعجيل بتنزيل الدعم الاجتماعي لامتصاص جزء من المطالب. صحيح أن معالجة هذا الملف المعقد يتطلب مجهودات جبارة على المستوى القانوني والمؤسساتي والتقني والمالي والبشري، ويتطلب المئات من التدابير والدراسات لإعداد بنك معلومات شفافة وذات مصداقية المتعلقة بالفئة المستهدفة، إلا أن هذا ليس مبررا لكي يتجاوز تنزيل ثلاث سنوات كاملة، وما لم تتخذ السلطات المعنية ما يجب لكي يتم تسريع الوتيرة ليرى النور قبل انتهاء السنة الجارية فإن هذا الدعم العمومي سيفقد معناه ويتحول إلى مجرد سراب.

إن الغاية من السجل الاجتماعي لا تكمن فقط في المساهمة  في الانتقال من العبث في الدعم الذي وفر الريع لبعض القطاعات الاقتصادية والاجتماعية على حساب المواطن المحتاج بل حماية الاستقرار الاجتماعي وضمان العدالة الاجتماعية من خلال الاستهداف المباشر للفئات الفقيرة والهشة، وحماية المسنين والعاطلين عن العمل، لذلك فإن تأخر الحكومة في تنزيل هذا الورش الملكي، لا يساهم فقط في إهدار الزمن السياسي والتنموي، وإنما يضيع على النظام الاجتماعي فرص تمتين الاستقرار في وجه المخاطر المحدقة ويضيع على الوطن فرص التطور والتقدم بالشكل والسرعة التي يريدهما الملك محمد السادس.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى