
طنجة: محمد أبطاش
طالب المستشار الجماعي حسن بلخيضر، سلطات طنجة، بالتحقيق في قضية الترخيص الممنوح لإحدى المدارس الخاصة، على خلفية ما وصفه بـ”الترامي غير المشروع” على مساحة خضراء سبقت تهيئتها لفائدة السكان ومدرسة عمومية مجاورة لها.
وأوضح بلخيضر أن سكان حي “مدرسة تاسع أبريل” فوجئوا خلال الأيام الأخيرة بالشروع في تحويل فضاء أخضر إلى مشروع تجاري متمثل في ملعب لرياضة “البادل”، بالرغم من أن هذا الفضاء كان يشكل متنفسًا بيئيًا هامًا لتلاميذ المؤسسة العمومية وسكان الحي على حد سواء.
وأشار المستشار الجماعي إلى أن الموقع الذي أُقيم فيه المشروع يعرف أصلًا اختناقًا مروريًا متواصلًا، نظرًا لقربه من مدرسة خاصة وسوق تجاري كبير، ما يزيد من تأزيم الوضع بشكل غير مبرر، خصوصًا في أوقات الذروة. وأضاف بلخيضر: “لو أن هذا الفضاء خُصص لأطفال الحي أو لمشروع تربوي عمومي لكان بالإمكان تفهّم الأمر، أما أن يُحوّل إلى مشروع رياضي استثماري لفائدة الخواص فهو ضرب من الاستغلال المفرط للملك العمومي”.
ولم يفوّت المستشار فرصة انتقاد طريقة تدبير العقار العمومي، مستغربًا “المفارقة الغريبة” التي يعيشها قطاع التعليم بالمدينة، حيث أوضح أن المدير الإقليمي للتربية الوطنية بطنجة يشكو ندرة العقار، مما يعيق إنشاء مؤسسات تعليمية جديدة، وفي المقابل يتم “اقتطاع مساحة خضراء كانت مخصصة لمدرسة عمومية، وتفويتها لمستثمرين خواص في خرق سافر لمنطق الإنصاف المجالي والتربوي”.
وفي سياق ذي صلة، تفاجأ الكل مؤخرًا، بخصوص الترخيص لمركز تأهيل الحرفيين والمهنيين الشباب المتواجد بحي بوخالف، بغرض استغلال مساحة خضراء لأنشطة ذات صلة بالمركز. وأكدت المصادر أن هذا الترخيص يفتح الباب بشكل مباشر لاستغلال والترامي على المساحات الخضراء بالمدينة، كما أثار القرار ضجة في أوساط المنتخبين بداخل الجماعة حول الدواعي التي تقف وراء مثل توقيعات ترخيصات من هذا القبيل، خاصة في ظل وجود تعليمات صارمة صادرة عن السلطات الإدارية والمختصة في التعمير بالمدينة، وذلك بالتعامل بحزم مع عمليات الترامي المفترضة على بعض المساحات الخضراء، أو اقتطاع أجزاء منها، وضرورة إنجاز تقارير ميدانية ورفعها للسلطات الولائية المختصة، للحزم مع كل المتلاعبين في مثل هذه المسائل، بعد ورود شكايات حول وجود أشخاص تراموا على مناطق خضراء لإقامة مشاريع عقارية، ضاربين بذلك كل مجهودات الدولة في الصفر حول القضاء على تشويه تصاميم التهيئة.
إذ أن هؤلاء المتلاعبين غالبًا ما يقومون بوضع الأتربة والردم فوق هذه المساحات بعد طمرها ليلًا، استعدادًا لتحويلها لتجزئات عقارية في غفلة من السلطات المختصة، وكان آخرها قيام أحد المقاولين بأحد أحياء المدينة بتسييج مساحة خضراء بدعوى إبعاد الأطفال عن منطقة البناء، لكن تحرك السلطات الوصية دفعه لإزالة هذا السياج.
وتم التأكيد خلال اجتماع لجنة الاستثناءات في التعمير بولاية جهة طنجة سابقًا، على ضرورة التعامل بصرامة مع هذا الموضوع، مع التحذير من مغبة المساس بتصميم التهيئة وتحويل المساحات الخضراء وغيرها إلى تجمعات سكنية.