كشفت معطيات حصلت عليها «الأخبار» أن المؤسسات التعليمية بطنجة استقبلت، خلال الموسم الدراسي الجاري نحو 8700 تلميذ كوافدين جدد، في إطار هجرة قروية غير مسبوقة باتجاه عاصمة البوغاز من شتى البوادي بالجهة، سيما من إقليم شفشاون بالأساس.
ووفقا للمعطيات، فإن هذا الزحف التلاميذي انطلاقا من القرى المذكورة، ساهم في اكتظاظ الأقسام خلال هذا الموسم. ورغم إضافة مؤسسات تعليمية جديدة، إلا أن تمركز حركية التلاميذ بالمناطق شبه الحضرية وبعض الأحياء الهامشية كمدشر العوامة والمرس وغيرهما، ساهم في إعلان مصالح المديرية الإقليمية المحلية عن تعذر استجابتها لجميع الطلبات بالمؤسسات التعليمية، وبالتالي يتم توجيه التلاميذ إلى مؤسسات أخرى، وفق الطاقة الاستيعابية لكل مؤسسة.
وبسبب هذا الضغط غير المسبوق، فقد تمت برمجة إحداث ست مؤسسات تعليمية خلال الموسم الدراسي المقبل، فضلا عن إنجاز 84 حجرة للتعليم العام. وتجدر الإشارة إلى أن الجفاف الذي تعرفه أخيرا الجهة، أدى إلى نزيف هجرة قروية غير مسبوقة اتجاه طنجة، حيث تم رصد هذه الظاهرة انطلاقا من بداية شهر غشت الماضي إلى حدود بداية شهر شتنبر من السنة المنصرمة، إذ تزامن الأمر مع الدخول المدرسي، مما جعل مقاطعات بطنجة تعلن النفير العام، بسبب أزمة الاكتظاظ بالمؤسسات التعليمية العمومية، على خلفية استقبال التلاميذ الجدد القادمين من قرى ومداشر شفشاون.
وأشارت بعض المصادر إلى أن هذه الأزمة ليست وليدة اليوم، غير أن ازدياد الحاجة إلى مياه الشرب وجفاف الفرشة المائية، وغياب موارد مالية، فضلا عن فرص الشغل، أدى كل ذلك إلى هذا الانفجار غير المسبوق في الهجرة صوب طنجة، فضلا عن تسجيل أرقام مماثلة على مستوى مدينة تطوان.
وأكدت المصادر أن هذا يكشف عن ضرورة العمل والاستعجال لإيجاد حلول آنية بخصوص هذه الظاهرة، التي تتسبب عادة في تفريخ الإجرام على مستوى المدن، فضلا عن الضغط على مدينة طنجة، والتي تعاني أصلا من حيث الضغط السكاني، وندرة منازل الكراء، مما يساهم في البناء العشوائي، حيث طالب أعضاء مقاطعة بني مكادة خلال إحدى الدورات بالبحث عن تصاميم لتوسعة البناء وإعداد منصات جديدة كالسكن الاقتصادي وغيره، لتفادي الأزمة المرتبطة بالسكن أيضا.
طنجة: محمد أبطاش