
حسن البصري
في نهاية الأسبوع الماضي، حل بمدينة ابن أحمد فريق اتحاد تولال لكرة القدم، كان على موعد مع مواجهة كروية ضد فريق المدينة اتحاد ابن أحمد، برسم منافسات البطولة الوطنية للهواة.
في مدرجات الملعب لا حديث إلا عن المتهم بسفك الدماء الذي جعل من مدينته قبلة للاهثين وراء الإثارة وجمع التصريحات المنفلتة التي حولت مزاب إلى بؤرة إجرام.
يبدو أن لاعبي الفريق الزائر فقدوا تركيزهم وهم يدخلون الملعب، فتراقصت أمام عيونهم صورة «السفاح» وأصبحوا مجرد أشباح تائهين ينتظرون على أحر من الجمر صافرة نهاية المباراة.
انهزم فريق تولال بحصة مستفزة، تلقت مرماهم أحد عشر هدفا، بعد أن اختلت موازين حارس مرماهم الذي قضى أقسى تسعين دقيقة في حياته الكروية.
ماذا أصاب فريق تولال لكرة القدم كي يعلن استسلامه المبكر في ابن أحمد؟
هل كان شبح «السفاح» يحلق فوق ملعب المدينة فأصاب لاعبي الفريق الزائر بالرعب؟
صحيح أن اتحاد تولال فقد كل حظوظ البقاء في قسم الهواة، وعاد من حيث أتى، لكن استسلامه وخروجه صاغرا من مباراة ضد ممثل امزاب جعل المحللين يخشون من تأثير فاجعة ابن أحمد على اللاعبين الشباب للفريق الزائر.
من المواقف الطريفة التي ارتبطت بفريق ابن أحمد في علاقته بالفاجعة التي ضربت المدينة الصوفية، أن أحد المسيرين الحمداويين اتصل بوكيل أعمال للتفاوض في شأن ضم حارس مرمى من الحسيمة لحراسة مرمى اتحاد ابن أحمد خلال الموسم القادم، فجاء الرد بالرفض.
قال الوكيل: «راه عندكم حارس شرس في ابن أحمد».
يقصد الوكيل، ولو على سبيل المزاح، حارس المرافق الصحية للمسجد المتهم في تصفية بعض أصدقائه والتنكيل بهم.
تذكرون رجلا يسمى عامر عبد العالي، قد لا تهتدون إليه من خلال اسمه المدون في الحالة المدنية، لكن ستتعرفون عليه من خلال اسمه الحركي، «بوصمة» هذا الرجل الذي يقيم في حي الإعدام بسجن القنيطرة، والذي كشف عن أسراره في برنامج «حكايات خلف القضبان» على قناة «تيلي ماروك». هذا الرجل الذي حطم رقما قياسيا في التقتيل حين قام بتصفية ستة أشخاص في ست ساعات بمعدل قتيل كل ساعة، يتقاطع في سيرته مع السفاح المشتبه فيه لابن أحمد، فقد ترددا على المذبح البلدي وخضعا لتدريب في «لكرنة» واستنشقا رائحة الدم قبل خوض أولى المباريات الدامية.
ما لا يعرفه الناس عن «بوصمة» أنه كان طالبا في أقدم وأشهر ثانوية في الرباط، «ثانوية مولاي يوسف»، ولاعبا موهوبا قبل أن تتربص به النكبات فتنهي حياة والديه في تفجير لقنينة غاز، وتنهي حياة أسرته الصغيرة في حادثة سير مروعة.
كان حارس مراحيض ابن أحمد ضاربا للسلكة، عارفا بفقه السنة، ملما بالنحو والإعراب والقوافي عاشقا لفريق المدينة، لكنه سيقضي فترة تدريب في المسلخ وسيزيغ عن سكة الإيمان.
كثير من نجوم الرياضة دخلوا معترك الجنون، أبرزهم نجم الوداد السابق بوبلي أندرسون الإيفواري الجنسية، الذي التقيته مباشرة وصدفة في دروب بروكسيل وهو يجلس القرفصاء وكأنه يمتطي دكة الاحتياط.
رفض الحديث وبدت عليه أعراض العنف، قبل أن ينسحب وهو يردد كلمات غير مفهومة يبدو أنها من قاموس السب والشتم. كان يمشي وهو يلتفت ليقول كلاما غير مفهوم ثم يواصل سيره بما يتناسب ومنطقه الخاص المخالف للواقع عبارة عن محاولة لخلق واقع مختلف يحقق فيه نشوة الحضور.
قال أحد الإيفواريين إن بوبلي يملك، بالرغم من انفلات عقارب دماغه، خاصية التكهن بنتائج المباريات. لقد تكهن بكل شيء إلا بخاتمة مساره.
لا تأخذوا الحكمة من أفواه المجانين.