
مملكة تايلاند، والمعروفة سابقا باسم «سيام»، هي دولة تقع في جنوب شرق آسيا في شبه الجزيرة الهندية الصينية، تحدها كل من لاوس وكمبوديا من الشرق، وخليج تايلاند وماليزيا من الجنوب، وبحر أندامان وميانمار من الغرب. نظامها السياسي ملكي دستوري، ويحكم البلاد الملك راما العاشر، الملك العاشر من سلالة تشاكري، الذي يملكها منذ عام 2016.
صور ولي العهد في ألمانيا تصدم العالم
تحول ولي العهد التايلاندي «مها فاجيرالونغكورن» إلى رمز عالمي وأيقونة ملكية للسخرية في كل مكان، بعد أن انتشرت صوره في استقبال حافل من الحرس الخاص به بمطار ميونيخ بألمانيا، ولكن وهو يرتدي ملابس نسائية ويحمل كلب صديقته، ورغم انتشار الصور في كل مكان في العالم، قليلون من بحثوا عن قصته وتفاصيلها الكاملة.
فقد ورث الأمير «ماها فاجيرالونغكورن» العرش بعدما توفي والده الملك «بومبيول أدولياديج» في 13 أكتوبر 2016، بعد أن كان صاحب أطول فترة حكم في العصر الحديث، حيث استمر في منصبه كملك لتايلاند لمدة 70 عاما تقريبا، كما يعد من أثرى أثرياء العالم، وصنفته مجلة «فوربس» الأمريكية في نشرة لها حول أغنى ملوك العالم في عام 2008 بثروة قدرت قيمتها بـ35 مليار دولار أمريكي. على عكس والده لم يتم الترحيب بولي العهد الأمير «فاجيرالونغكورن» من جانب الشعب التايلاندي والذي كان يعشق والده، نظرا إلى ما أثير حوله من فضائح وإثارة للجدل.
وذكرت منابر إعلامية غربية كثيرة أن ولي العهد الجديد أجّل اعتلاء العرش، وقال إنه يريد الانتظار قبل أن يصبح ملكا، بعد أن أعلنت تايلاند فترة حداد رسمية لمدة عام كامل لتكريم الملك الراحل، وطلبت الحكومة تخفيف جميع الأنشطة الترفيهية في البلاد لمدة 30 يوما مقبلة، وأشار الأمير إلى أنه يرغب في قضاء فترة من الزمن «حدادا» على والده جنبا إلى جنب مع التايلانديين الآخرين.
كما ألقى القبض على الملك خلال إحدى الحفلات مع صديقته نصف عارية عام 2001، وظهر هو وصديقته التي تزوجها بعد ذلك خلال حفل عيد ميلاد للكلب «فو فو»، وكانت صديقته نصف عارية، ولكن لم تتمكن الصحف المحلية من ترقب أحوال ولي العهد، بسبب قوانين البلاد والتي كانت تحظر ذلك بدعوى العيب في الذات الملكية، وحماية العائلة المالكة من التشهير. وتزوج الأمير 3 مرات على الأقل، وانتهت كل زيجة بفضيحة، أشهرها الزيجة الثالثة، فقد طلق زوجته السابقة، الأميرة سريراسمى، عام 2014، بعد اعتقال عدد من أقاربها بتهمة إساءة استغلال أموال الأسرة المالكة، وهي الاتهامات التي تنازلت الأميرة بعدها عن لقبها ونزلت إلى صفوف عامة الشعب.
ولد ماها فاجيرالونغكورن يوم 28 يوليوز 1952 في العاصمة بانكوك، وهو الابن الوحيد للملك الراحل بوميبول أدولياديج من الملكة سيريكيت، وقد تزوج الملك الجديد من ثلاث نساء وله عدة أبناء.
فرض على الشعب مخاطبة كلبته بـ«السيدة»
بعد وفاة والده يوم 13 أكتوبر 2016، اتجهت الأنظار نحو فاجيرالونغكورن، لكنه طلب تأجيل تنصيبه ملكا، بحجة حداده على وفاة والده، ثم عاد وقبل دعوة البرلمان، يوم 1 دجنبر 2016، ليصبح ملكا جديدا لتايلاند. ولا يحظى فاجيرالونغكورن بالشعبية التي اكتسبها والده على مدى حياته على العرش، بسبب نمط حياته الذي يصفه البعض بالمثير والمتقلب، فقد اشترى على سبيل المثال فيلا فخمة بعشرة ملايين أورو في ألمانيا، حيث أقام حفلا على شرف كلبه، فضلا عن ولعه بشراء السيارات الرياضية. وقد ورث الملك الجديد عن والده ثروة كبيرة تقدر بـ30 مليار دولار، مما يجعله من أغنى ملوك العالم. وتتوزع الثروة الموروثة بين العقارات والشركات، ضمن ممتلكات متعددة للتاج التايلاندي.
وشكل الملك الجديد لتايلاند مادة لوسائل الإعلام العالمية، بعد أن سربت صحيفة ألمانية صورا له في يوليوز 2016 في مطار ميونيخ، مرتديا لباسا لا يتوافق مع البروتوكول الحازم الذي يطبق في دوائر السلطة العليا في تايلاند، وظهر جسده في تلك الصور مكسوا بالأوشام.
وبسبب قضاء الملك الجديد وقتا طويلا خارج البلاد، وخاصة في ألمانيا، ساد القلق في تايلاند بشأن مستقبلها بعد الملك الوالد الذي كان يعتبر نصف إله مع عقود من التمجيد. وتمنع القوانين المعتمدة في هذه المملكة المس بالذات الملكية وأفراد العائلة المالكة، بل حتى كلابهم، ويعاقب القانون المخالفين بالسجن مدة قد تصل إلى 15 عاما.
علاقة ملوك تايلاند بالكلاب مثيرة للاستغراب، حيث يؤكد كل التايلانديين بأن سبب وفاة ملكهم سنة 2016 هو حزنه على نفوق كلبته، والتي يمنع على التايلانديين كتابة اسمها من دون لقب السيدة، وهي «Tongdaeng»، التي نفقت قبل وفاته بأشهر قليلة، وكان حزنه عليها كبيرا.
كما أنتج فيلما كرتونيا، ظهرت فيه الكلبة مقيمة معه بالقصور أينما حل ورحل. كما ألف في 2002 كتابا من 84 صفحة بالتايلاندية، ترجموه بعنوان
« Story of Tongdaeng The» إلى الإنجليزية، وكان حتى 2015 بين الأكثر مبيعا بتايلاند، وفيه كل الضروري من معلومات عن «تونغداينغ»، التي جر الملك بسببها مواطنا إلى محكمة عسكرية، قبل أسابيع من نفوقها، لأنه «أهان الذات الملكية» بسخريته «فيسبوكيا» من الكلبة التي تبناها «بوميبول»، حين ولدت في 1998 وأطلق عليها الاسم الذي يعني «النحاس»، بسبب لونها.