شوف تشوف

الرئيسية

أم البنين القادمة من بيت «سي علال» لتتزوج الوزير الأول عباس الفاسي وتصاهر نزار بركة

لم تكن أم البنين، وهذا اسمها، وهي تظهر في وسائل الإعلام المغربية بشكل غير مسبوق أثناء الزيارة الرسمية التي نظمت لوفد نسائي مغربي لزيارة الكويت سنة 2009، تعلم أنها خرجت من الظل إلى الضوء. فزوجها، عباس الفاسي، الوزير الأول والأمين العام السابق لحزب الاستقلال، كان يظهر بمفرده في أغلب اللقاءات الرسمية التي يكون لها طابع سياسي في الغالب، لتأتي تلك الزيارة التي قام بها الوفد النسائي المغربي إلى الكويت وتظهر فيها زوجة عباس الفاسي على رأس الوفد.
سبق لأم البنين الظهور مع زوجها، لكن قبل أن يصبح وزيرا أول، في مناسبات متفرقة، لكن لم يسبق لها الظهور معه بطابع رسمي ومعلن وهو وزير أول. لذلك عُرفت أم البنين بصفتها زوجة الوزير الأول عندما ترأست الوفد النسائي المغربي.
العارفون بخبايا حزب الاستقلال يعرفون أن عباس الفاسي كان قد خضع في شبابه لسيرورة زواج العائلة، واختار أن يؤسس أسرته الصغيرة، التي ستصبح كبيرة في ما بعد، بعقد قرانه على أم البنين التي لم تكن سوى ابنة زعيم حزب الاستقلال علال الفاسي.
لم تكن أم البنين، إذن، غريبة عن عالم السياسة، ولم يكن غريبا عليها انهماك عباس الفاسي برئاسة الحكومة وقبلها انهماكه بتزعم حزب الاستقلال عندما انتخب أمينا عاما للحزب. فهي ترعرعت في منزل سياسي، هو بيت والدها علال الفاسي الذي كان يتردد عليه أغلب السياسيين ورجال الدولة المهمين خلال الخمسينات والستينات، ووقتها كانت أم البنين شابة في مقتبل العمر.
لذلك كانت أم البنين وهي تترأس الوفد النسائي الرسمي، الذي ضم زوجات وزراء من عهد زوجها عباس الفاسي، بالإضافة إلى أسماء نسائية أخرى، تمارس نشاطا سياسيا موازيا، رغم أنه كان جديدا عليها، إلا أنها كانت على الأقل تعرف أصوله القديمة.
عاشت أم البنين مع عباس الفاسي فترته الحكومية التي كانت حرجة للغاية، وعاشت معه أيضا المحطات السياسية التي مر منها قبل وصوله إلى منصب الوزير الأول، بكل تقلباتها.
كان عباس الفاسي يحتاج إلى سند كبير خصوصا وأن الأشهر الأخيرة من عمر حكومته كانت عسيرة بالنظر إلى التحديات، الاجتماعية منها خصوصا، التي كانت موضوعة على طاولته.
المعلومات التي استقيناها حول عقيلة عباس الفاسي، تقول إن للمرأة أعصابا قوية ربما تكون قد ورثتها عن والدها وأعمامها أيضا، ويقولون إنها لطالما اعتبرت نفسها ابنة الزعماء السياسيين، أي أنه لم يكن مفاجئا لها أن يصبح زوجها عباس الفاسي وزيرا أول في آخر حكومة قبل دستور 2011.
إحدى بنات أم البنين، واسمها «راضية»، ليست إلا زوجة نزار بركة، الوزير الاستقلالي الذي ارتبط اسمه بالاقتصاد والمالية أيضا. وهكذا تكون أم البنين زوجة لوزير أول و«نسيبة» وزير في حكومته أيضا.
لم يكن الذين يقولون إن أم البنين ابنة عائلة تجمع المناصب والامتيازات، مخطئين عندما نعتوها بالمرأة القوية حتى قبل وصول زوجها إلى منصب الوزير الأول، وتأكد الأمر أكثر عندما أصبح عباس الفاسي أمينا عاما للحزب الذي كانت تسيطر عليه العائلة الفاسية كما كان يحلو للكثيرين قوله قبل رحيل عباس من الأمانة العامة وخروجها من بين يدي ابن عمه عبد الواحد.
عباس الفاسي لم يكن أبدا من النوع الذي يتحدث عن علاقته بزوجته كما هو شأن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الحالية، والذي تحدث عن زوجته كثيرا بمناسبة وبدونها. فعباس الفاسي لم يسبق له أبدا الحديث، عندما كان وزيرا أول، عن علاقته بأسرته ولا عن طبيعة العلاقة التي جمعته بزوجته، خصوصا وأن المقربين من محيطه يعلمون أنه متزوج بابنة الزعيم التاريخي للحزب، علال الفاسي. وبما أن علاقة عباس الفاسي بزوجته أم البنين ظلت بعيدة عن الميكروفون الذي ألقى وراءه خطبه الحكومية ومداخلاته المقتضبة، فإنها بقيت عرضة للتأويلات في صالونات الرباط، سيما أن الاهتمام ازداد بأم البنين عندما أٌعلن عن اسم نزار بركة وزيرا، لتصبح المرأة غير عادية في نظر الذين أدركوا فورا أنها صارت، بالإضافة إلى كونها زوجة وزير أول، «نسيبة» وزير في الحكومة.
لا يتردد محيط العائلة في الافتخار بكون أم البنين استمرارا لذرية علال الفاسي، وأنها ارتبطت بعباس الفاسي وأنجبت منه، وعاشت معه مراحل «تسلقه» السياسي في إطار العائلة دائما.
انتقادات كثيرة طالت عباس الفاسي قبل وصوله إلى الحكومة وبعد وصوله وأثناء اشتغاله في منصبه، وطالته انتقادات أكبر عندما اتضح بعد النبش أن نزار بركة، الوزير السابق، لم يكن إلا صهره، وكانت الأصوات المعارضة وقتها في البرلمان وخارجه، تطالب برحيل عباس الفاسي، لكنها لم تكن تعرف أن في قلب العاصفة السياسية، امرأة اسمها أم البنين، كانت الخيط الناظم في تلك المعادلة العائلية الصعبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى