حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةفسحة الصيف

أولاد خدام الدولة…علي بوعبيد نجل الزعيم عبد الرحيم الذي قلب صفحة الاتحاد

أولاد خدام الدولة.. أبناء لا يعيشون في جلابيب آبائهم

 ولد عبد الرحيم بوعبيد في مدينة سلا، يوم 23 مارس 1922، لكن المؤرخين اختلفوا حول التاريخ الحقيقي لميلاد عبد الرحيم، إذ تقول الروايات التاريخية إنه اضطر إلى إضافة سنتين إلى سنه الحقيقية، كي يتمكن من الاشتغال في العطلة الصيفية.

كان الشاب عبد الرحيم يرغب، سنة 1936، في الاشتغال خلال العطلة الصيفية بمصلحة الترتيب، أي ما يعرف بالضريبة القروية في عهد الاستعمار، وكانت هذه المصلحة لا تشغل اليافعين.

في سنة 1928، التحق عبد الرحيم بوعبيد بسلك التعليم الابتدائي بمسقط رأسه بسلا، التي كانت تضم أبناء الأعيان، رغم أن والده كان نجارا تقليديا. استطاع الفتى مقارعة أبناء «الأعيان»، وحصل سنة 1934 على شهادة الدروس الابتدائية بدرجة ممتاز، ليلتحق بعد ذلك بثانوية مولاي يوسف، كطالب داخلي لمدة خمس سنوات.

حصل عبد الرحيم بوعبيد، في سنة 1938، على شهادة البروفي، وشهادة الدروس الإسلامية، وبقي في كوليج مولاي يوسف، ليتخرج عند نهاية السنة الدراسية 1939-1938.

تخرج عبد الرحيم من ثانوية مولاي يوسف كمعلم، وكان ناظر المدرسة آنذاك هو «لوسيان باي» الذي سيجده عبد الرحيم بوعبيد أمامه سنة 1956، وجها لوجه ضمن المسؤولين في الحكومة الفرنسية الذين تفاوضوا مع المغرب بشأن الاتفاقية الثقافية بين المغرب وفرنسا. وفي سنة 1940، نجح عبد الرحيم في امتحان التخرج من مدرسة المعلمين بكوليج مولاي يوسف، وحصل على أول وظيفة في التعليم لمدة سنتين.

أصبح الشاب معلما بمدرسة اللمطيين بفاس، خلال السنة الدراسية 1940-1939، وكان يحضر في الوقت نفسه شهادة الكفاءة المهنية للتدريس، وأيضا شهادة البكالوريا (شعبة الفلسفة)، قبل أن ينفصل عن الدرس والتحصيل ويتفرغ للسياسة.

 

قائد سفينة الاتحاد الاشتراكي وسط العواصف

انضم بوعبيد إلى خلايا المقاومة وكتلة العمل الوطني، والتقى بأحد أبرز وجوه المعارضة في تاريخ المغرب الحديث، المهدي بن بركة، في ثانوية مولاي يوسف بالرباط، بل إن الفتى عبد الرحيم دخل التاريخ حين كان من أصغر الموقعين على وثيقة الاستقلال، في 11 يناير 1944، كما شارك في مفاوضات «إيكس ليبان»، عام 1955، بين ممثلي الحركة الوطنية والسلطات الفرنسية، تمهيدا لاستقلال المغرب، وسافر أيضا للقاء الملك محمد الخامس في منفاه، ضمن وفد لحزب الاستقلال.

بعد الاستقلال، تقلد بوعبيد عدة مهام حكومية ودبلوماسية، وشكل جبهة معارضة قبل وبعد الانضمام إلى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، بل وأصبح الكاتب الأول للحزب على امتداد أربع ولايات، ذاق فيها مرارة الاعتقال وصراع التجاذبات.

في دجنبر 1991، كانت آخر إطلالة سياسية لبوعبيد من خلال لقاء جمعه بالمكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، حيث خاطب الشباب: «أوصيكم بحزبكم الذي هو أمانة في عنقكم».

في يناير 1992، توفي عبد الرحيم بوعبيد في بيته بالرباط عن عمر 71 سنة، ودفن في مقبرة الشهداء في جنازة حاشدة أبنه فيها رفيق دربه عبد الرحمان اليوسفي.

 

نجاة بوزيد.. زوجة دبرت حياة أسرة العقل المدبر للمعارضة

قبل وفاته، أوصى عبد الرحيم زوجته وأبناءه بالصبر. يقول ابنه علي بوعبيد: «والدي عبد الرحيم وهو في ذروة المرض أبى إلا أن يكون لكلماته طعم الوصية الأخيرة». وقال في آخر تجمع: «إن فرض مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان يتطلب الصبر.. فنحن لنا في هذه البلاد رسالة نريد أن نؤديها على أحسن وجه، وأن نمهد الطريق للأجيال الصاعدة. العديد من المناضلين الحاضرين في اجتماع اللجنة المركزية كفكفوا دموعهم لحظتها، وقد فهم الجميع أن الرجل، وبعزم الكبار، قرر الرحيل وترك في عهدتهم مواصلة المسير».

بعد وفاته، أمسكت أرملته نجاة بوزيد بمقود القيادة، إلى أن توفيت ليلة السابع والعشرين من رمضان سنة 2022، بعد أن عاشت حياتها في ظل القيادي الاتحادي تركز على تربية الأبناء وتوفير مناخ النضال لزوجها.

كانت نجاة شاهدة على العصر، لأن بيت أسرة بوعبيد في حي بطانة بسلا، شهد سجالات ونقاشات مصيرية، وكانت رفيقة درب العقل المدبر لليسار المغربي وعلبة أسراره.

وفي حوار لها مع صحيفة «النشرة»، كشفت نجاة عن الظروف القاسية التي عاشتها أسرة بوعبيد، وقالت إنها عاشت ضائقة مالية مع زوجها في سبعينيات القرن الماضي، ما دفعها إلى الاشتغال كمشرفة على روض للأطفال في الفترة ما بين 1970 و1998. إلى جانب ذلك حرصت على دورها كمربية ومتابعة لأبنائها، في ظل الغياب الاضطراري للأب.

 

علي بوعبيد.. باحث العلوم السياسية في مواجهة لشكر

وضع علي بوعبيد، نجل عبد الرحيم، مسافة مع العمل السياسي، واختار الدراسة الجامعية في الخارج، حيث نهل من القانون الدولي والعلوم السياسية، وأصبح باحثا جامعيا في مجالات التنمية، فضلا عن منصبه الاعتباري كمندوب عام لمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، وظل في أغلب مداخلاته يطالب بتجديد دماء الحزب، قبل أن يعلن استقالته من حزب تنفس هواءه منذ صغر سنه. داعيا الشباب الاتحادي «الملتزم عن قناعة»، إلى التفكير في قراره، مباشرة بعد انتخاب لشكر كاتبا عاما للاتحاد الاشتراكي.

حصل هذا سنة 2012، وامتدت تداعياته لسنوات، خاصة وأن علي يفضل إيصال قراراته عبر صفحته الخاصة بـ«فايسبوك»: «أعلن استقالتي من هذا الحزب، الذي لم أعد أجد بيني وبينه أي مساحة مشتركة».

الرسالة المكتوبة بالفرنسية، والمعنونة بـ«أقلب صفحة الاتحاد»، انتشرت بسرعة على صفحات الاتحاديين، محدثة فورة نقاش على مختلف المنتديات الداعية إلى حركة تصحيحية داخل حزب «الوردة».

رد إدريس لشكر على استقالة ابن الزعيم التاريخي للحزب بعبارة مستفزة: «زمن العائلات انتهى في السياسة ولا قدسية للعائلة».

فضل علي بوعبيد، الأستاذ الباحث في القانون العام والعلوم السياسية، الابتعاد عن النقاش المضاد، وقال إن هناك قضايا أهم من التراشق وتتطلب من السياسي تعبئة قصوى، وفتح نقاشا حول تصاعد المد الأخلاقي المنغلق في المجتمع المغربي، وغيرها من المواضيع المرتبطة بحياة المواطن العادي.

لا يتردد علي في إبداء رأيه في الكرة المغربية، من خلال تحليلاته على صفحته الفايسبوكية، لكثير من مباريات المنتخب المغربي، وإبداء ملاحظاته في التوجهات العامة للفريق الوطني وجامعة الكرة.

 

 

 

 

  

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى