حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسياسيةفسحة الصيف

مذكرات مولاي المهدي العلوي… العلوي والدي شارك في أشغال الطريق بين تارودانت ومراكش أثناء هجرته إلى سلا

مذكرات مولاي المهدي العلوي…. من سنوات الرصاص إلى العمل بجانب الملك الحسن الثاني 2

 

يونس جنوحي

مذكرات مولاي المهدي العلوي واحدة من أنذر الكتابات التي توثق لأجواء مدينة سلا في ثلاثينيات القرن الماضي. فالجيل الذي ينتمي إليه العلوي، لم يكتب أبناؤه كثيرا عن كواليس الحركة الوطنية في مدينة سلا، وتكلف الجيل الأكبر بهذه المهمة.. وهذه واحدة من “حسنات الكتابة” التي ربحتها شهادة مولاي المهدي العلوي في “أحداث ومواقف”.

مولاي المهدي العلوي مدين لوالده بالحياة في مدينة سلا، والفرصة التي أتاحتها له لكي يتعرف في سن مبكرة على أجواء الحركة الوطنية ويستفيد من فرصة مناسبة في التعليم.

يحكي العلوي أن والده، سيدي العلمي -وقصة الاسم أنه وُلد في نفس اليوم الذي توفي فيه صديق والده، وهكذا قرر أن يُسميه باسم الصديق المتوفى- عندما قرر السفر من آقا إلى سلا، قطع الرحلة في خمسة أشهر، وهي مدة طويلة جدا.. والسبب أن والد مولاي المهدي العلوي، قضى تلك الفترة في العمل في أوراش مد الطريق بين مدينتي تارودانت ومراكش. وهو المشروع الذي كانت تشرف عليه فرنسا، ووظفت فيه السكان المحليين، وكان والد العلوي واحدا منهم.

يقول العلوي إن والده اختار العمل في أوراش مد الطريق بين تارودانت ومراكش، لكي يكسب قوت يومه أولا، ويربح من المال ما يكفيه للوصول إلى وجهته.. سلا.

والغريب أن والد مولاي المهدي العلوي، جاء إلى سلا لكي يستقر في بيت أخيه الذي يكبره بعشرين سنة، لكن المشكل أنه لم يسبق له أن رآه، وبالتالي لم يكن ممكنا أن يتعرف عليه من الوهلة الأولى.

في بيت “مولاي الحسن” استقر والد العلوي، بعد أن دله عليه أحد سكان “آقا” عندما التقاه بالصدفة وسط مدينة سلا..

بيت العم، مولاي الحسن العلوي، شكل محطة مهمة من حياة الطفل مولاي المهدي العلوي. ويحكي العلوي في مذكراته عن هذا الدور:

“كانت تربط عمي علاقات ود وصداقة بعدد من أكابر وأعيان تلك المناطق، ومن بينهم القائد أحمد الراضي، قائد منطقة بني احْسنْ في سيدي يحيى الغرب، فتوطدت العلاقة بينهما إلى درجة سمحت بربط الصلات بين العائلات، مما شجعه على طلب يد كريمته للزواج من والدي.

بعد وفاة عمي، الذي شكل غيابه صدمة لجميع أقاربه ومعارفه، قرر والدي أن يقفل المحل التجاري، اقتناعا منه بأنه لم يعد له ما يربطه بهذا المكان، بعد رحيل صاحبه.

إلا أنه بعد مرور أسبوعين ونيف عن رحيل عمي مولاي لحسن، كان والدي يتجول في السوق لقضاء بعض الحاجات، حين التقى بسيدي محمد القادري، شقيق سيدي بوبكر القادري، وكان من أصدقاء عمي الراحل ومن أبرز “عدول” العدوتين الرباط وسلا، فبادره بالسؤال عن سبب استمراره في «الإضراب» عن العمل وإقفال المحل، الذي هو مصدر الرزق الوحيد للعائلة ومورد عيشها. فأخبره والدي بأنه ليس من حقه الترامي على ملك الغير، مادام الأمر سينتقل شرعا إلى صاحبيه وهما ابن عمي ووالدته، سيما أن الراحل كان قد انفصل عن السيدة «للازهور» وترك ولدا صغيرا لا يتجاوز عمره السنتين من زوجته الثانية.

فكان أن نصح سيدي محمد القادري والدي بفتح المحل واستئناف نشاطه بما يُرضي الله، صيانة للحق وللأمانة ولذكرى صاحب المحل، الذي لن يرضى بأن تبور تجارته وينقطع الرزق عن ذريته. وأضاف قائلا: “ستجد في مكان ما أمرا سيسرك، وهي وصية أخيك التي خطتها يداي”.

وقع الكلام في نفس والدي موقعا شديدا، فاتجه رأسا صوب المحل، متوكلا على اللّٰه ومؤمنا بالقدر خيره وشره، حتى إذا فتح أحد الأدراج وقعت عيناه على ظرف وُضع بعناية في مكان آمن، تردد في فتحه، قبل أن يعزم، فوجد فيه وصية شقيقه التي بدأها (باسم الله، هذا ما يوصي به العبد لله الطامع في مرضاة ربه وكرمه ولقائه، بما يُحبه ويرضاه..). فأوصى “مولاي لحسن” لشقيقه بثلث ما يملك. ولم يكن والدي يعلم شيئا عن أمر هذه الوصية”.

في هذه الأجواء قضى مولاي المهدي العلوي طفولته الأولى في سلا، ووجد الوالد يشتغل في التجارة، وينسج علاقات اجتماعية مع كبار الأسماء التي أطلقت الحركة الوطنية من قلب مدينة سلا. وهو أيضا ما سهل عليه ولوج مدرسة الأعيان خلال الموسم الدراسي سنة 1936.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى