شوف تشوف

الرئيسيةرياضةفسحة الصيف

أول حكم مغربي يقود مباراة بين منتخبين أوربيين بتصفيات كأس العالم

قضاة الملاعب محمد لاراش (حكم دولي سابق)

حسن البصري:

مقالات ذات صلة

 

لاراش.. من أولاد سعيد إلى العالمية

ولد محمد لاراش سنة 1938 في قبيلة أولاد سعيد ضواحي سطات، تابع دراسته في مدينة برشيد وتحديدا في ثانوية ابن رشد، لعب كرة القدم في أحياء هذه المدينة وكان يشارك لاعبي يوسفية برشيد العديد من المباريات بل كان يفصل كحكم في كثير من اللقاءات بين أولاد حريز، قبل أن ينتقل إلى الدار البيضاء حيث التحق بوظيفة في شركة النقل الحضري، منذ شبابه تميز لاراش بقوة شخصيته في الملاعب وخارجها، وعرف بقامته الطويلة وقوته البدنية، لكن رفاق دربه أجمعوا على إصراره على الجهر بالحقيقة مهما كلفه ذلك من ثمن، فقد كان لاراش حكما متزنا، نزيها يفرض احترامه على الجميع، فخورا بانتمائه للعمق البدوي بكل قيمه.

عاش الجزء الأكبر من حياته في حي درب غلف وظل محافظا على طقوسه اليومية بين مقر العمل القريب من سكناه وملعب «الطاك» ومسكنه ومسجد لا يبعد إلا بأمتار عن بيته.

شغل لفترة طويلة مهمة رئيس لفريق النقل الحضري للدار البيضاء، وفي عهده كان «الطوبيس» حاضرا بقوة في البطولة المغربية، إذ سهر على توظيف العديد من اللاعبين في شركة النقل الحضري ما مكنهم من ضمان مستقبلهم.

دخل لاراش عالم التحكيم رسميا وعمره 32 سنة، كان يتوفر على كل مقومات الحكم الصارم الذي لا يتراجع عن قراراته مهما كان الثمن. قضى في الملاعب 17 سنة جاب فيها المغرب طولا وعرضا وسافر إلى دول عديدة بعد أن نال الشارة الدولية سنة 1977، وحين اعتزل الصفارة أصبح عضوا باللجنة المركزية للتحكيم في عهد رئيسها السابق سعيد بن منصور من سنة  1988 إلى 1993 رفقة  عبد الكريم الزياني والأزهاري بلفقيه ومحمد  باحو  ومحمد بنجلون.

لجأت إليه اللجن المركزية للتحكيم التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للاستفادة من خبرته الطويلة في الميادين الرياضية، فقد كان الحكم الوحيد الذي جمع حينها بين رئاسة فريق وتحكيم المباريات، ويعتبر من الحكام المغاربة الذين قادوا أكبر عدد من المباريات الدولية إلى جانب الناصري وبلقولة.

كان محمد يحرص على تنفيذ مبدأ الحياد، حتى وهو يقود مباريات الوداد والرجاء، بل إن ابنه الذي تدرج في الفئات العمرية للوداد، يشهد على أن الوالد يصر على الفصل بين الانتماء والتحكيم، فحين يحمل الصافرة تنسحب مشاعر التعاطف مع هذا الفريق أو ذاك، في زمن لم يكن محظورا على حكام الدار البيضاء قيادة مباريات فرق العاصمة الاقتصادية.

 

طاقم مغربي يفصل بين المصريين والسودانيين

من أبرز المباريات المثيرة للجدل والتي قادها الحكم الدولي لاراش، نهائي بطولة إفريقيا للأندية البطلة، والتي جمعت في القاهرة سنة 1987 بين الأهلي المصري والهلال السوداني. ونهائي كأس محمد الخامس بمراكش سنة 1979 بمراكش  والذي فاز فيه الوداد البيضاوي بلقب كأس محمد الخامس إثر انتصاره بضربات الترجيح على كانون ياوندي الكاميروني. أما المحطة الثالثة فقد كانت محلية، حين عين لقيادة المباراة الشهيرة والحارقة بين الوداد البيضاوي والمغرب الفاسي سنة 1973 بملعب الأب جيكو والتي تخلف فيها الفريق الفاسي عن الحضور في ما بات يعرف بقضية «الكار لي مجاش من فاس».

في سنة 1987 عين الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الحكم الدولي المغربي لاراش لقيادة نهائي بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري، كانت قمة عربية خالصة بين جارين الأهلي المصري والهلال السوداني برسم إياب نهائي حارق، خاصة وأن مباراة الذهاب بأم درمان انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين، ليتأجل حسم اللقب إلى موقعة القاهرة.

أقيمت المباراة يوم الجمعة 18 دجنبر على أرضية ملعب القاهرة بحضور أزيد من 80 ألف متفرج، وانتهت لصالح الأهلي بهدفين دون رد، سجل الهدف الأول لاعب الهلال ضد مرماه بعد خمس دقائق فقط، وأضاف أيمن شوقي الهدف الثاني قبل نهاية الجولة الأولى.

كان طاقم تحكيم المباراة مغاربيا بقيادة الحكم لارش ومساعديه الناصري وبحار ومراقب جزائري، ثم المصري محمد حسام الحكم الرابع في المباراة، الذي أصر على الحصول على توقيع الرئيس محمد حسني مبارك على كرتين، وذلك أثناء مصافحته بعد المباراة.

وجد الطاقم نفسه أمام مشكلة قبيل بدء المواجهة، يرويها اللاعب السوداني عبد المنعم شطة، الذي حمل قميص الهلال والأهلي، «رفض لاعبو الهلال السوداني الدخول لغرفة خلع الملابس المخصصة لهم لمدة نصف ساعة، وذلك بسبب إصرارهم على الاستقرار بغرفة الأهلي».

في هذه المباراة سجل لاعب الهلال وليد طايشين هدفا ألغاه الحكم لاراش بدعوى التسلل، ليرتفع إيقاع احتجاج السودانيين، فكر الحكم المغربي في الاعتزال دوليا لكنه عدل عن الفكرة، بينما قرر محمود الخطيب الذي شارك في هذه المباراة وهو مصاب في وجهه اعتزال الكرة، في ما تلقى لاراش بعد المباراة طلبا من الاتحاد المصري لقيادة مباراة القمة المصرية بين الأهلي والزمالك والتي أقيمت بعد أسبوع من النهائي.

آمن الحكام المصريون بعدالة الحكم المغربي وقاموا بزيارته للمغرب، حيث كان اللقاء أشبه بتكريم أحد أقطاب التحكيم الإفريقين وجاء الرد من «كاف» حين دعي لقيادة المباراة النهائية لكأس إفريقيا للفرق الفائزة بالكأس في نيجيريا سنة 1981.

 

شاهد في ملف «كار فاس»

في سنة 1973 عينت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم محمد لاراش حكما رئيسيا لمباراة حارقة بين الوداد البيضاوي والمغرب الفاسي، برسم الدورة الأخيرة وذلك بالنظر لأهمية المواجهة التي كان من المقرر أن تجمع فريقين الوداد الذي يبحث عن الانعتاق من مخالب مؤخرة الترتيب، والمغرب الفاسي الساعي إلى المنافسة على لقب البطولة.

كان لاراش يعلم أن مسؤولي المغرب الفاسي قد هددوا بمقاطعة المباراة، على خلفية الأحداث التي عرفتها الدورة السابقة في ملعب الحسن الثاني بفاس، حين أقدم مجموعة من مشجعي فريق اتحاد سيدي قاسم على أعمال عنف ضد الجماهير الفاسية، وكان الفريق القاسمي بدوره مهددا بالنزول.

إذا كان الجمهور الودادي الذي حضر إلى الملعب قد اكتشف غياب «الماص» والاقتصار على حضور بعض مشجعيه القاطنين في الدار البيضاء، إلا أن طاقم التحكيم كان يتعامل مع المواجهة وكأن الفريق الزائر حاضر في الملعب، رغم أن ورقة التحكيم قد أكدت إصرار مسؤولي المغرب الفاسي على مقاطعة المواجهة لأن الجامعة لم تتخذ أي قرار في حق الفريق القاسمي ولم تهتم بالشكوى المقدمة في هذا الباب.

لم يكترث الحكم بالجدل القائم في الصحافة الوطنية حول هذه المباراة، بل أصر على الاستعداد لها كما يستعد لباقي المباريات، في المقابل دخلت المجموعة الودادية بقيادة المدرب المعروفي في معسكر مغلق بالمحمدية استعدادا للمباراة أمام المغرب الفاسي.

وخلافا لما تم تداوله فإن شهادات الحاضرين من الطرفين، أكدت غياب أي تواطؤ للمسؤولين الفاسيين مع نظرائهم من الوداد من أجل إنقاذ هذا الأخير من دخول معترك الحسابات، رفقة اليوسفية الرباطية ونادي الجمارك (الراك) وشباب المحمدية بنسبة أقل، حيث كان منتظراً حينها أن يستقبل الوداد فريق المغرب الفاسي، المعني آنذاك بلقب البطولة برسم الدورة الثلاثين، قبل أن يتفاجأ الجميع بعدم حضور «الماص» لملعب الأب جيكو.

قال أبوبكر جضاهيم، الرئيس السبق للوداد، إن مكتب «الماص» كان قد أعلن فور انتهاء مباراته أمام اتحاد سيدي قاسم برسم الدورة 29، مقاطعته للدورة الأخيرة من البطولة، بسبب السلوكات غير الرياضية التي طالت مكونات الفريق الفاسي من الجمهور القاسمي. مضيفا: «في يوم المباراة، توجهنا لملعب الأب جيكو الذي كان يحتضن لقاءاتنا آنذاك، ودخلنا إلى أرضية الملعب، قبل أن يعلن الحكم محمد لاراش رسمياً أن المباراة لن تجرى بسبب تخلف الخصم عن الحضور، بعد انقضاء المدة القانونية للتأخير المفترض للماص».

من جهته حمل الحارس الدولي وعميد المغرب الفاسي حميد الهزاز مسؤولية الواقعة للحكم محمد حجان الذي قاد مباراة ملعب الحسن الثاني بفاس بين الفاسيين والقاسميين وكان شاهدا على غارة أنصار اتحاد سيدي قاسم الذين «اعتدوا ماديا ولفظيا على مسؤولي المغرب الفاسي أثناء تواجدهم في المنصة الشرفية في فاس، والحكم حجام الذي قاد اللقاء آنذاك متحيزا للضيوف أخرج المباراة متعادلةً كما أرادها».

اعتبرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فريق المغرب الفاسي منهزماً «فورفي» حيث تم حذف نقطة من رصيده مع إضافة أربع نقاط للوداد، وفق القوانين التي كان معمولا بها في تلك الفترة، ليتوج آنذاك النادي القنيطري باللقب بفارق نقطة واحدة عن «الماص»، وتهبط اليوسفية الرباطية ونادي الجمارك إلى القسم الوطني الثاني.

بعد سبع سنوات ستقود الصدف الماكرة حكمنا لاراش لقيادة نزال كلاسيكي بين المغرب الفاسي والاتحاد القاسمي برسم نهائي كأس العرش سنة 1980، وتحديدا في التاسع من يوليوز برئاسة الملك الحسن الثاني، انتهت المباراة بثأر فاسي من هدف للاعب حميد خراك في الجولة الأولى من المواجهة.

 

لاراش والوداد يدخلان التاريخ من كأس محمد الخامس

دخل الحكم الدولي لاراش تاريخ الوداد والكرة المغربية، حين قاد يوم السبت 3 مارس 1979، المباراة النهائية للدوري الدولي لكأس محمد الخامس، والتي جمعت الوداد البيضاوي بفريق كانون ياوندي الكاميروني، وانتهت بفوز النادي المغربي بالضربات الترجيحية بعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل (1/1).

لم يعترض مسؤولو الفريق الكاميروني على تعيين حكم مغربي لمباراة نهائية طرفها مغربي، بل إن مكانته في التحكيم الدولي كانت كافية لينال رضى الفريق الزائر، ناهيك عن ماضيه مع النسخ السابقة من دوري محمد الخامس الدولي، فقد قاد عدة مباريات دولية لأندية عالمية وضد فرق مغربية دون أن تظهر عليه أعراض التساهل مع ممثلي الكرة المغربية.

وكان الوداد الرياضي، شارك في الدورة 15 لكأس محمد الخامس الدولية سنة 1979، باعتباره بطلا للمغرب لموسم 1978/1979، وأقيمت مباريات هذه المنافسة في ملعب «الحارثي» بمدينة مراكش، بمشاركة كل من كانون ياوندي الكاميروني، وحافيا كوناكري الغيني، وجان دارك» السينغالي.

شارك لاراش في كأس محمد الخامس في ثلاث نسخ سنوات:1976 و1977و 1978 ثم 1979 التي تعد آخر محطة في مسيرة كأس محمد الخامس، وكانت استثنائية في مكانها مراكش لأول مرة وفي نسختها الإفريقية وفي بطلها الوداد.

لاراش أول وآخر حكم مغربي يسند إليه الاتحاد الدولي لكرة القدم مأمورية قيادة مباراة بأوروبا  بين منتخبي مالطا وتركيا، في إطار إقصائيات كأس العالم نسخة الأرجنتين 1978، بل إن هذا التعيين يعد سابقة في التحكيم الأفريقي، بل إن صفارة لاراش كانت تنوب عن الكرة المغربية في محافل يغيب عنها منتخبنا الوطني، إذ حضر نهائيات كأس إفريقيا سنة 1982 ليبيا، وبعد عامين في الكوت ديفوار، وذلك على غرار حكام مغاربة آخرين نالوا هذه الحظوة كعبد العالي الناصري والعرجون في زمن مضى.

 

امحمد لاراش في سطور

من مواليد 1938 بأولاد سعيد

خاض تجربة التحكيم من 1965 إلى 1988

حكم  تابع لعصبة الشاوية من 1965 إلى 1970

حكم فيدرالي تابع للجنة المركزية للتحكيم من 1970 إلى 1975

حكم دولي من 1975 إلى 1988

شارك في نهائيات كأس العالم للشبان في تونس سنة 1977

شارك في نهائيات كأس العالم للشبان سنة 1983 بالمكسيك

شارك في نهائيات كأس إفريقيا بليبيا 1982

شارك في نهائيات كأس إفريقيا بالكوت ديفوار سنة 1984

1983 شارك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بمدية الدار البيضاء

1984 شارك في كأس الأندية العربية البطلة بالمملكة العربية السعودية .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى