شوف تشوف

الرئيسيةحوادث

إحباط عملية تهجير 100 شخص مقابل الملايين بشواطئ الصخيرات والهرهورة

سماسرة الاتجار في البشر يحولون نشاطهم إلى شواطئ القنيطرة وسلا وتمارة

مرة أخرى، يعود ملف الهجرة السرية ليشغل الرأي العام بمدينة تمارة، فبعد تفكيك شبكة كبيرة، قبل أسابيع، كانت تستعد لتهجير أكثر من 100 مرشح يحملون جنسيات آسيوية إلى الديار الإسبانية عثر عليهم مكدسين داخل أحد المنازل بحي المسيرة وسط تمارة، تمكنت مصالح الدرك الملكي، مؤخرا، من إحباط عملية تهجير ضخمة أسفرت عن إيقاف 12 مرشحا من أصل 90 شخصا كانوا بصدد التحضير لمغادرة شاطئ وادي يكم بالصخيرات.
وحسب مصادر «الأخبار»، فإن إخبارية توصلت بها مصالح الدرك الملكي بالهرهورة في وقت متأخر من ليلة الاثنين الماضي، حول وجود مجموعة من الشباب مرابضين بالقرب من وادي يكم على خط التماس بين الحدود الترابية لجماعتي الهرهورة والصخيرات، استنفرت كل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والسلطات الترابية، قبل أن يسفر التدخل الأمني الذي شاركت فيه قوات مشتركة بين درك تمارة والصخيرات عن إيقاف 12 مرشحا كلهم مغاربة وينحدرون من مدن مختلفة بالمغرب، فيما نجح حوالي 90 مرشحا من أصول إفريقية كانوا على متن قارب مطاطي ضخم في الفرار رفقة سائقه الذي امتطى سيارة فاخرة من نوع «أودي» هاربا نحو وجهة مجهولة.
وأوضحت مصادر «الأخبار» أن «الزودياك» الضخم الذي يشتغل بمحركين من نوع «ياماها» انطلق من وادي الشراط وعلى متنه حوالي 90 مرشحا غالبيتهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، في اتجاه منطقة وادي يكم من أجل «شحن» فوج آخر من المرشحين المغاربة من مدن مختلفة، قدموا من مدينة طنجة على متن حافلة صغيرة التي غادر سائقها فور وصول المرشحين إلى الموقع المتفق عليه، إلا أن مداهمة عناصر الدرك التي رافقها الكثير من التردد بسبب نقاش داخلي بين عناصر درك تمارة والصخيرات حول الاختصاص الترابي وقانونية التدخل على خطوط التماس، أفشلت الخطة، دون أن تتمكن من إيقاف كل المرشحين، حيث أوقفت القليل منهم وحجزت القارب المطاطي وكمية ضخمة من البنزين ومعدات أخرى، فيما تمكن ما يناهز من 90 شخص من الفرار مستغلين عامل الظلام ووجود غابات مجاورة ساعدتهم على الاختفاء وسط أشجارها، كما تمكن سائق «الزودياك» ومرافقة من الهروب على متن سيارة كانت تتعقب العملية تحسبا لمواجهة أي تدخل أمني.
وضمن تفاصيل حصرية حصلت عليها «الأخبار»، فإن الأبحاث الأولية المنجزة مع بعض الموقوفين بمقر سرية الصخيرات، كشفت عن معطيات بالغة الخطورة، تسائل سلطات الصخيرات وعناصر الدرك الملكي، بعد تأكيدهم أن المنطقة عرفت عمليات تهجير ناجحة في أوقات سابقة، حيث سرد أحدهم تجربة شقيقه الذي دفع مبلغ 25 ألف درهم لأحدى عصابات التهجير ونجح في العبور للضفة الأخرى من نفس الموقع في شهر رمضان تحديدا.
وأكدت مصادر الجريدة أن الموقوفين المنحدرين من مناطق بني ملال والفقيه بنصالح والغرب والمحمدية والبيضاء وتمارة جرى عرضهم على النيابة العامة التي قررت إخلاء سبيلهم باعتبارهم ضحايا، فيما تستمر الأبحاث من أجل إيقاف متزعمي عمليات التهجير والإتجار في البشر، حيث تم تحديد هويات بعضهم بناء على تصريحات بعض الموقوفين الذين أكدوا دفع مبالغ مالية تقدر بمليونين ونصف للشخص الواحد مقابل عملية التهجير، وطالبوا باعتقال الجناة من أجل إرجاع أموالهم.
ورجحت مصادر «الأخبار» أن محاصرة شبكات التهجير بمناطق الشمال، دفع العديد منها إلى تحويل وجهات الانطلاقة صوب الشواطئ والسواحل الداخلية الممتدة من القنيطرة إلى الصخيرات، مستغلين الهشاشة الأمنية بهذه المواقع، حيث نجحت المصالح المختصة من إحباط بعض العمليات بشواطئ بوقنادل ومهدية والصخيرات بناء على معلومات استخباراتية، فيما تبقى عناصر الدرك الملكي والأمن الوطني بهذه المناطق مطالبة، حسب مصادر الجريدة، بمضاعفة اليقظة الأمنية وتعقب شبكات وسماسرة التهجير الذين يتحركون بكل أريحية بضواحي وداخل مدن القنيطرة وتمارة والهرهورة والصخيرات من أجل استقطاب الضحايا من جنسيات مختلفة، بل تمتد هذه العمليات الإجرامية إلى تجميعهم وتكديسهم في شقق ومنازل وسط المدن في انتظار ترحيلهم، كما حدث في حي المسيرة بتمارة مؤخرا بعد أن تفجرت فضيحة احتجاز ما يقارب 100 مرشح أسيوي داخل منزل لمدة ناهزت الشهرين من أجل تهجيرهم على أفواج، قبل أن تحبط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية العملية وتقدم أكثر من 12 عنصرا للقضاء بتهمة الإتجار في البشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى