شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعوطنية

إحداث خلية للمواكبة النفسية للمتضررين من زلزال الحوز

البروفيسور نفيع: الفاجعة خلفت صدمات نفسية وخاصة في صفوف الأطفال الذين يحتاجون للدعم والمواكبة

محمد اليوبي

 

على إثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز والأقاليم المجاورة لها، والذي خلف العديد من الضحايا والمنكوبين، شكلت الجمعية المغربية للرعاية والمواكبة النفسية خلية طوارئ صحية مكونة من أطباء وأخصائيين نفسيين، للاستماع والمواكبة النفسية للمواطنين المتضررين من الزلزال وذلك من أجل تدبير آثار ما بعد الصدمة.

وأوضحت كريمة الصالحي، رئيسة الجمعية، أنه منذ إحداث الخلية تلقت اتصالات هاتفية من مختلف المدن المغربية، وبفضل تدخل طاقم الجمعية، تم تقديم العون للأشخاص الذين تأثروا بالحادث. وأضافت الصالحي أن الجمعية تسعى، من خلال هاته الخطوة، إلى مساعدة المواطنين وتسهيل عملية التحدث عن الصدمة وتجاوزها.

وأكدت البروفيسور، هند نفيع، طبيبة بالجمعية، وأستاذة الطب النفسي والعقلي بكلية الطب والصيدلة بالرباط، أن هذه الكارثة الطبيعية كان لها وقع كبير على نفسية المواطنين، خاصة منهم القاطنون بالمناطق التي تأثرت بشدة من الزلزال، موضحة أن بعض الذين فقدوا أفراد أسرهم، وبيوتهم وممتلكاتهم في لحظة خاطفة، لم يتمكنوا حتى الآن من تقبل واستيعاب ما جرى. وقالت الطبيبة نفيع إن التأثير النفسي لفاجعة الحوز كان أشد وطأة على الأطفال لأن صغر سنهم وقلة نضجهم لا يسمحان لهم بفهم ماهية هذه الكارثة الطبيعية والخسائر التي تسببت فيها.

وأبرزت المتحدثة أن المواكبة النفسية جزء مهم من الدعم اللازم للمواطنين المتضررين من زلزال الحوز، وخاصة الأطفال الذين يشكلون فئة هشة من الناحية العمرية ومن حيث البنية النفسية، ما يستلزم تقنيات خاصة للتواصل معهم وطمأنتهم، وخاصة الذين فقدوا أفرادا من أسرهم أو آباءهم وأمهاتهم في هذه الكارثة الطبيعية، إضافة إلى فقدانهم لبيوتهم. وأبرزت الأخصائية النفسية أن هؤلاء في أمس الحاجة للدعم والتكفل والمواكبة النفسية والطبية، لأن تأثيرات الصدمة وما بعدها قد تدوم سنوات بعد الواقعة المفجعة وقد تترتب عليها اضطرابات نفسية وعقلية، ويمكن أن تؤدي تأثيرات الصدمة إلى اضطرابات في تكوين الشخصية، تتجلى في أعراض جسمانية وسلوكية تؤثر حتما على سيرورة الحياة اليومية، الفردية والاجتماعية.

وشددت البروفيسور نفيع على أهمية توعية المواطنين المتضررين بأهمية الخضوع لتتبع نفسي طويل الأمد إن أمكن لضمان صحة نفسية جيدة من جهة والتمكن من التكفل بهم بصفة استعجالية في حال ظهور أعراض جديدة أو انتكاسة. وأشارت الأخصائية في الطب النفسي إلى أن خلية الدعم والاستماع التي وضعتها الجمعية المغربية للرعاية والمواكبة النفسية رهن إشارة المواطنين الذين يعانون من آثار الصدمة جراء الزلزال والخسائر التي لحقت بهم، تلقت عدة مكالمات هاتفية من مختلف جهات المملكة.

وتابعت المتحدثة أن هذه المكالمات الهاتفية مكنت من تقديم دعم نفسي وفحوصات طبية لأشخاص إما تواجدوا بالمناطق المتضررة، أو أشخاص تأثروا بما سمعوا وشاهدوا من أخبار مؤلمة عبر القنوات التلفزية، ما أثر سلبا على حياتهم اليومية.

وحسب نفيع فإن خلية الدعم والاستماع استقبلت أيضا مكالمات من أشخاص يعانون من أعراض مرضية مختلفة، من بينها اضطراب في النوم ونوبات الهلع والخوف، أو انتكاسات لدى أشخاص خضعوا لتتبع نفسي، وكذا أشخاص في حاجة لوصفات طبية لاقتناء الأدوية المناسبة لحالاتهم النفسية ولم يتمكنوا من الولوج لخدمات صحية عينية .

وأوضحت الأخصائية النفسية أن خدمات خلية الدعم والاستماع تؤمن عبر الهاتف، ومنصات التواصل الاجتماعي، كما هو الشأن بالنسبة للفحوصات الطبية أو الكشف الطبي الذي تعتمد فيه عموما على تقنية الفيديو، وأشارت إلى أن الفحص الطبي مجاني ولا يستدعي حجز موعد مسبق، «لأننا نتكفل بحالات طارئة واستعجالية قد تسوء إذا لم نتدخل في الوقت المناسب»، معتبرة أن هذه المبادرة واجب وطني وإنساني.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى