
طنجة: محمد أبطاش
شنت السلطات المختصة بطنجة حملة رقابية وُصفت بالأولى من نوعها، حيث استهدفت عددًا من المقاهي والمطاعم، وذلك في إطار تشديد المراقبة الصحية على الفضاءات المخصصة لتقديم الأطعمة والمشروبات، خاصة مع تزايد الإقبال على المدينة خلال الموسم الصيفي. وأسفرت الحملة عن إغلاق مؤقت لمطعمَيْن مشهورَيْن يقعان وسط حي إيبيريا، إلى جانب قرارات إغلاق طالت مقاهٍ بمنطقة كاب سبارتيل الساحلية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن لجنة مختلطة تضم ممثلين عن مصالح مختصة بعمالة طنجة-أصيلة، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والسلطات المحلية، رصدت خلال زيارتها المفاجئة لمطعمَيْن شهيرَيْن مواد غذائية منتهية الصلاحية، وأخرى مخزنة في ظروف غير ملائمة لشروط الصحة والسلامة، ما دفع إلى إصدار قرار إغلاق لمدة أسبوع قابل للتمديد في انتظار تسوية الوضعية.
وفي الوقت ذاته، شملت الحملة مقاه بمنطقة كاب سبارتيل، حيث تم الوقوف على مخالفات تتعلق بتقديم منتجات غير مراقبة، وتسجيل تجاوزات في شروط النظافة وتخزين المواد، ليتم إغلاق بعضها مؤقتًا في انتظار نتائج المعاينة النهائية.
وحسب المصادر، فإن هذه الحملة تأتي كإجراء استباقي من السلطات لتأمين صحة المستهلكين وضمان التزام الفضاءات السياحية والمهنية بمعايير الجودة المعمول بها، خصوصًا مع الارتفاع الموسمي في عدد الزوار المحليين والسياح، وما يواكبه من ضغط على خدمات الإطعام، وسط مطالب بأن تكون حملة مستمرة دون أن تكون فقط موسمية.
وفي سياق هذه الحملة الواسعة، ارتفعت أصوات عدد من المواطنين والفاعلين المحليين للمطالبة بتوسيع هذه الحملة لتشمل مقاهي “الشيشة” التي شهدت تكاثرًا لافتًا في عدد من أحياء المدينة، بما في ذلك الأحياء السكنية الهادئة. وأكدت مصادر أن العديد من هذه المقاهي تشتغل خارج الضوابط القانونية، وتتسبب في إزعاج السكان المجاورين، إلى جانب ما تثيره من مخاوف مرتبطة بالسلامة والصحة العامة، خاصة مع غياب شروط التهوية وتوافد القاصرين في بعض الحالات.
واعتبر متتبعون أن بعض فضاءات “الشيشة” تحولت إلى نقاط سوداء تؤثر سلبًا على محيطها، في ظل تراخٍ سابق في المراقبة، داعين إلى تدخل حازم للسلطات المختصة من أجل تقنين نشاطها أو إغلاق المخالف منها، على غرار ما جرى مع المطاعم التي تم ضبطها متلبسة بخرق شروط السلامة الغذائية.





