
بسبب غياب الإنارة والماء وفعاليات تكشف اختلالات بعدة مؤسسات
محمد وائل حربول
أعربت فعاليات تعليمية وحقوقية بمدينة مراكش، بعد نهاية العطلة المدرسية الأخيرة، عن أسفها من الأعطاب الكبيرة التي شهدها الدخول المدرسي على مستوى عمالة مراكش خلال الموسم الدراسي الحالي، حيث تم رصد مجموعة من الاختلالات والتراجعات الكبيرة التي اطلعت عليها «الأخبار» لعل أبرزها إغلاق بعض المدارس، و«الحالة الكارثية» التي توجد عليها مدارس أخرى، بسبب غياب الماء والكهرباء في عدد من قاعاتها، بينما مدارس أخرى تعاني من قلة القاعات والأقسام، ما اضطر الأساتذة للتناوب عليها، مما تسبب في ضياع حيز زمني مهم مخصص للدراسة.
واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فقد تم رصد اختلالات على مستوى عدد من مناطق المدينة الحمراء بداية الموسم الدراسي الجاري، حيث تم رسم صورة قاتمة حوله من قبل جمعيات حقوقية وطنية في تقرير لها، ومن قبل جمعيات وآباء التلاميذ، فضلا على رجال ونساء التعليم، الذين اشتكوا بدورهم من إكراهات جمة، حيث أوضحت مصادر «الأخبار» أن الأشغال انتهت بإحدى الثانويات بمنطقة أبواب مراكش، التي صارت خلال الفترة الماضية أحد أكبر المناطق بالمدينة، إلا أنه لم يتم فتحها خلال هذا الموسم، ما زاد من معاناة التلاميذ الذين يتنقلون لثانويات بعيدة توجد بأحياء «المسيرة 1 و 2».
وحسب المصادر نفسها، فقد شهدت عدد من المدارس وجود إصلاحات بداخلها تزامنا مع الحصص الدراسية، ما أثر بشكل ملحوظ على التلاميذ، على غرار مدرسة أبي هريرة الابتدائية، التي عرفت وجود مجموعة كبيرة من معدات البناء والآلات الكبيرة داخلها ما هدد حياة التلاميذ بالرغم من الشكايات المتتالية في الموضوع من طرف جمعية آباء وأولياء التلاميذ، إلا أن الاشغال استمرت فيها، بل الأكثر من هذا فإن الشركة التي كانت تقوم بالبناء داخل المدرسة، تركت كل معداتها لأيام بداخلها، حيث أوضحت المصادر ذاتها، أن المدرسة صارت مركنا لمعدات الشركة.
وفي تقريرها السنوي، قالت الجمعية المغربية لحقوق الانسان، إن جهة مراكش آسفي تعد ثاني جهة من حيث نسبة الأمية حسب المعطيات الرسمية، بنسبة تتجاوز 38% من مجموع الساكنة، حسب آخر الإحصائيات، كما أنه من جملة ما رصده التقرير المطول، وجود مجموعة مدارس داخل المجال الحضري، على غرار «حي تاركة» أحد أرقى الأحياء بالمدينة غير مزودة بالكهرباء منذ مدة طويلة، فضلا عن اشتغال ستة من نساء ورجال التعليم بمؤسسة تضم 3 قاعات للاشتغال فقط .
ومن ضمن ما خرج به التقرير أيضا، أن حي الفخارة، بمقاطعة النخيل الذي يتميز بكثافة سكانية كبيرة، يفتقد إلى مؤسسة تعليمية، بل الأكثر من ذلك لم تتم برمجة أي مؤسسة على المستوى المنظور، حيث يضطر التلاميذ الأطفال إلى قطع الطريق الرئيسية باب الخميس عبر باب قشيش في اتجاه مدارس داخل السور مثل (أنس بن مالك والشيماء وسيدي بن سليمان) في ظروف خطيرة وغير آمنة ناهيك عن بعد المسافة.
وعلى غرار ما توصلت به «الأخبار» من مصادرها، فقد سجل التقرير أيضا، استمرار أشغال الهدم والبناء بمجموعة من المؤسسات التعليمية، من ضمنها، مركزية مجموعة مدارس «الطويحينة» وغيرها مما أثر سلبا على العملية التعليمية والتربوية، حيث إن الجرافات والشاحنات وصرير آلة خلط الإسمنت بجوار قاعات الدرس تعقد مهمة فهم التلاميذ واستيعاب الدروس، وهي أجواء لا تربوية، خاصة أن المؤسسة اضطرت للاشتغال بالتوقيت الثلاثي، دون الحديث عن الاكتظاظ الذي يقارب الخمسين تلميذا بالقسم الواحد.





