الأزمي يأمر بتبليط طريق لفك العزلة عن مشروع استثماري لقيادي «بيجيدي»
كلف مجموعة عقارية بإحداث ملاعب للقرب في فاس خارج المساطر القانونية

فاس: لحسن والنيعام
في سابقة من نوعها، كلف العمدة الأزمي مجموعة عقارية معروفة في مدينة فاس بأشغال تبليط طريق بحي الفضيلة بطريق عين الشقف، بغرض «فك العزلة» عن مشروع استثماري ضخم لرئيس مجلس مقاطعة أكدال، وهو قيادي في حزب العدالة والتنمية. وجرت عملية تبليط مسافة من الطريق التي تفك العزلة على مجموعة مدارس ضخمة لعبد الله العبدلاوي، المنعش العقاري والمستثمر في قطاع التعليم الخاص، ورئيس مقاطعة أكدال، قبل أن تتوقف بالقرب من هذا المشروع الاستثماري، مما أثار حفيظة سكان المنطقة الذين كانوا يطالبون منذ مدة بتهيئة التجزئات السكنية حديثة العهد بالبناء، والتي تعرضت بنيتها التحتية للتآكل والتدهور، إلى درجة يصعب المرور من شوارعها وطرقها دون إلحاق أضرار بالسيارات.
وعمد مجلس مقاطعة سايس إلى تنفيذ أشغال ترقيع في بعض الشوارع، لكن السكان احتجوا على هذه الأشغال، واعتبروا أنها اقتصرت فقط على الجزء الذي يقطن فيه نائب لرئيس مجلس المقاطعة. واعتقد السكان بأن أشغال التبليط تدخل في إطار برنامج لتأهيل البنية التحتية بالمنطقة، وبأن المشروع سيشفع لهم للاستفادة من تهيئة الطرقات والشوارع تحت إشراف رئيس مجلس مقاطعة سايس، سعيد بنحميدة، الذي يعتبر بدوره من القيادات المحلية لحزب العدالة والتنمية، قبل أن يتبين لهم أن عملية التبليط لن تشمل سوى المسافة الفاصلة بين المقبرة والمدرسة، وأن الأشغال من تنفيذ مجموعة عقارية معروفة.
وكلف العمدة الأزمي الشركة العقارية ذاتها بإحداث أربعة ملاعب للقرب في مقاطعات سايس وجنان الورد وزواغة والمرينيين. وربطت المصادر بين هذه التكليفات واستفادة الشركة العقارية من تسهيلات إدارية وإعفاءات ضريبية على الأراضي غير المبنية، كونها تتوفر على أراض عقارية شاسعة وأخرى فلاحية في المدينة. وبدأت المجموعة العقارية أشغالها في إحداث ملاعب القرب اعتمادا على رخصة وقعها العمدة الأزمي، في غياب تام للإجراءات القانونية ذات الصلة بمثل هذه المشاريع، ودون إشهار طلبات عروض تمكن المقاولات من التباري لإنجاز مثل هذه الأشغال في أجواء من الشفافية وتكافؤ الفرص والحرص على تطبيق القانون.
هذا ووجد العمدة الأزمي نفسه، في الآونة الأخيرة، وجها لوجه أمام فعاليات جمعوية تنتقد غياب إنجازات للمجلس الجماعي الحالي بعد مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على ترؤس «البيجيدي» للمجلس. وقالت المصادر إن تكليف هذه المجموعة العقارية بإحداث ملاعب القرب لا يخلو من طابع المصلحة الحزبية واستباق الوقت لتلميع صورة حزب «المصباح»، وإدراج هذه المشاريع ضمن منجزات المجلس الحالي.





