النعمان اليعلاوي
أثار قرار لمؤسسة محمد السادس والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، إغلاق مؤسسة «الزيتونة» الموجودة بحي الرياض بالرباط، وهي المؤسسة التعليمية الوحيدة المخصصة للتعليم الأولي وتم افتتاحها سنة 2009، غضبا لدى أولياء وآباء الأطفال بالمؤسسة، والتي تستقبل حوالي 150 طفلا وطفلة أعمارهم ما بين سنتين وست سنوات، وتعتبر من أنجح مدارس التعليم الأولي العمومي بالعاصمة، حيث تفاجأ الآباء بمراسلة من إدارة المؤسسة تبلغهم فيها أنها ستغلق أبواب المؤسسة لمدة 8 أشهر خلال الموسم الدراسي المقبل، «من أجل أعمال الصيانة»، وهو الأمر الذي أثار استغراب أولياء أمور الأطفال على اعتبار أن المؤسسة التعليمية، والتي توجد في أحد أرقى أحياء الرباط، لم يمض على إنشائها سوى 14 عاما، في حين أن «البناية لا تتطلب أي أشغال ترميم، بخلاف ما ذكر في المراسلة التي وجهتها الإدارة إلينا»، يقول أحد أولياء الأطفال.
من جانبه، كشف عمر الحياني، المستشار الجماعي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي بجماعة الرباط، ومقاطعة أكدال الرياض، أن قرار هدم مدرسة للتعليم الأولي بالعاصمة «هو من أجل بناء فندق»، معتبرا «أن قرار هدم المدرسة لتشييد فندق، يعطي مثالا مضادا لكل من لا يزال يؤمن بأوهام إصلاح التعليم العمومي»، مبرزا أن «المؤسسة تشهد إقبالا كبيرا (التسجيل بلائحة الانتظار)، وهو ما يحصل نادرا في المدارس العمومية»، وأن «السبب في الإقبال الكبير على المؤسسة، هو توفرها على فريق بيداغوجي جد كفء ومكون تكوينا ممتازا، ويسهر على تربية وتكوين الأطفال عن قرب، في فضاء كبير ومتميز مساحته 8000 متر مربع، وتكوين باللغتين العربية والفرنسية منذ سن الثانية، وذلك مقابل أداء شهري في متناول الطبقة المتوسطة (500 إلى 1000 درهم شهريا)».
وفي الوقت الذي لم تقدم مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للتعليم، التي تتبع المؤسسة لها، ولا المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، التي تسيرها، أي توضيحات، أوضح الحياني أنه ومنذ شهر أخبرت إدارة المؤسسة أولياء الأطفال بضرورة نقل أبنائهم إلى مدارس أخرى، نظرا إلى الإصلاحات التي ستشهدها بناية المدرسة، واطلعت «الأخبار» على المراسلة التي وجهتها المؤسسة إلى أولياء الأمور، حيث اقترحت إدارة المؤسسة «تسهيل إجراءات تسجيل أبنائهم في مؤسسات أخرى للتعليم الأولي على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة، خلال الموسم المقبل».
