شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعمدن

تخلي أطباء عن الوظيفة العمومية يؤزم مستشفى إنزكان

 

 

إنزكان: محمد سليماني

يعاني المركز الاستشفائي الإقليمي لإنزكان من خصاص مهول في الأطر الطبية المتخصصة، بشكل بات يؤثر على العمل واستمراريته، كما يجعل مؤشرات الاستشفاء بهذه المؤسسة الصحية دون المستوى المطلوب.

وبحسب المعطيات، فإن عددا من الأطباء المتخصصين المعينين بهذا المركز الاستشفائي، تخلوا عن الوظيفة، وتم تسجيلهم «في حالة ترك الوظيفة» تطبيقا لقانون الوظيفة العمومية. ومن بين هؤلاء الذين تخلوا عن العمل، هناك طبيبة مختصة في الأمراض التنفسية والصدرية، وهي الطبيبة الوحيدة المعينة بالمستشفى في هذا التخصص، إلا أنها تخلت خلال بداية شهر أكتوبر المنصرم عن العمل، دون تعويضها بعد، مما جعل هذا التخصص شاغرا، إلى أجل غير مسمى. بدوره، يعرف تخصص التخدير والإنعاش فراغا، حيث تخلى طبيبان معينان بالمستشفى عن العمل خلال سنة 2021، دون تعويضهما، مما جعل طبيبا واحدا في هذا التخصص يقوم بكل العمل في المركبات الجراحية. كما تخلى طبيب آخر متخصص في أمراض الأذن والأنف والحنجرة عن العمل، فيما الطبيبة الوحيدة بالمستشفى والمتخصصة في الغدد استفادت من الإحالة على التقاعد النسبي منذ غشت 2021، دون أن يتم تعويضها بعد. كما تعرف بعض التخصصات نقصا حادا في الأطر الطبية، كما هو الشأن بالنسبة لطب النساء والتوليد ومصلحة الأشعة، حيث إن طبيبا واحدا في كل تخصص هو من يقوم بالعمل بشكل مستمر، رغم ما يشكله ذلك من عبء يثقل كاهله طيلة فترة العمل.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن عددا كبيرا من الأطباء يلجؤون إلى التخلي عن العمل، وذلك من أجل دفع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى سلوك مسطرة ترك الوظيفة، والعمل على فصلهم من الوظيفة العمومية، كي تسنح لهم الفرصة من أجل الاشتغال في القطاع الخاص داخل المصحات الخاصة وفتح العيادات الطبية بعد ذلك. وبحسب المعطيات، فإن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أضحت في السنوات الأخيرة ترفض طلبات الاستقالة من الوظيفة العمومية التي تتوصل بها، والتي تعد بالمئات كل سنة، وبالتالي فإن الاستجابة لها، من شأنه أن يفرغ المستشفيات العمومية من الأطر الطبية التي تسعى إلى الهروب من القطاع العام، إلى القطاع الخاص الذي يعد أكثر إغراء، وأكبر مردودية بالنسبة للأطباء المتخصصين. ونظرا لرفض كل طلبات الاستقالة المقدمة من الأطباء، تم الاهتداء إلى حيلة «ترك الوظيفة» لكونها أسهل وأنجع وأسرع طريقة للابتعاد من الوظيفة العمومية، عبر وضع الوزارة الوصية أمام خيار سلوك مسطرة التخلي عن العمل، وعزل الموظف. ومن جهة أخرى، فإن غياب ظروف العمل المساعدة داخل أغلب المؤسسات الاستشفائية عمليا وتدبيريا بجهة سوس ماسة شجع على ترك الوظيفة والتخلي عن العمل بالنسبة لبعض الأطباء. كما يعيش المركز الاستشفائي الإقليمي لإنزكان بدوره فراغا تدبيريا منذ أن قدم مديره طلب إعفائه من المهام الإدارية، حيث ما يزال هذا المرفق الصحي بدون مدير منذ مدة طويلة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى