اقتصادالرئيسية

جائحة «كورونا» تسرّع التحول الرقمي للخدمات المالية بالمغرب

قال مكتب الذكاء الاقتصادي والاستشارة «أوكسفورد بيزنس غروب» إن جائحة فيروس «كورونا» كانت لحظة تحول مهمة فيما يخص عمليات الأداء في المغرب، التي كانت متسمة بهيمنة النقد. وأضاف المكتب، في تقرير بعنوان «التحول الرقمي للخدمات المالية بالمغرب»، أن الجائحة ساهمت في تسريع التحول نحو الأداء عبر القنوات الرقمية والأنترنيت بشكل كبير. وتشير معطيات التقرير إلى أن الأداء عبر الأنترنيت ارتفع بنسبة بلغت 30 في المائة في الفصل الأول من السنة الماضية، أما عمليات الأداء بدون تماس فقد حققت قفزة بنسبة 700 في المائة خلال الفترة نفسها. بالمقابل، أكد التقرير على ضرورة بذل جهود تحسيسية إضافية من أجل حشد الإقبال بشكل أكبر على هذه التكنولوجيات الحديثة، وهو رهان يمكن للمغرب النجاح فيه. وقال ميكائيل الناصري، الرئيس المدير العام لمركز النقديات، في تصريح نقله التقرير، إن المغرب يتوفر على البنية التحتية والتكنولوجية الضرورية لتطوير طرق الدفع الجديدة وفقا للمعايير الدولية، بفضل الإصلاحات التشريعية والجهود التي يقوم بها بنك المغرب لتوفير نظام بيئي يربط البنوك ومؤسسات الأداء. ولفت التقرير إلى أن جائحة «كورونا» كانت صعبة للغاية من جوانب عديدة؛ لكنها سلطت الضوء على قدرة النظام المصرفي المغربي على التكيف مع جميع التحديات، من خلال استخدام التكنولوجيا المالية الذي جعلت من السهل تقليل آثار الأزمة واستغلال فرص جديدة. وأورد مكتب «أوكسفورد بيزنس غروب» أن القطاع البنكي المغربي أمامه مستقبل مشرق، مع تطور التجارة الإلكترونية والدفع عبر الهاتف والمحافظ الإلكترونية؛ لكنه يواجه أيضا ثلاثة تحديات رئيسية تبطئ تقدمه ويجب التغلب عليها، تتمثل في بطء توفير البنيات التحتية المطلوبة وصعوبة وصول الشركات الناشئة إلى التمويل إضافة إلى تطوير الإطار القانوني والتنظيمي المطبق على القطاع. في نظر برناردو بروزوني، مدير تحرير إفريقيا في OBG، فإن الجائحة أظهرت أن المغرب مستعد للمضي قدما فيما يتعلق برقمنة الخدمات المالية. ولفت التقرير إلى أن خلق منظومة مالية رقمية يمثل هدفا مهما بالنسبة إلى المغرب من أجل تحقيق تنافسية أكبر والتموقع كمركز مالي كبير في المنطقة. ومن أجل تحقيق ذلك، وضع بنك المغرب في صلب اهتماماته دعم وتطوير وسائل الأداء الإلكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى