
برشيد : مصطفى عفيف
عادت من جديد موجة الاحتقان داخل صفوف جمعيات المجتمع المدني ببرشيد بسبب ما اعتبرته إقصاء متعمدا طالها خلال عملية توزيع منح الدعم المخصصة للجمعيات والفرق الرياضية من طرف المجلس الجماعي بالمدينة، خلال الدورة العادية الأخيرة التي تمت المصادقة خلالها على الجمعيات المستفيدة من الدعم.
وخرجت الجمعيات عن صمتها للتعبير عن ما أسمته الإقصاء الممنهج بخصوص توزيع المنح بين جمعيات وفرقة رياضية والاقتصار على جمعيات بعينها محسوبة على تيارات سياسية. كما عبرت فعاليات المجتمع المدني ببرشيد عن تشبثها بحقها في المطالبة بمعرفة أسباب هذا الإقصاء من المنحة أو التقليص منها، عكس ما حظيت به جمعيات وفرقة رياضية باستثناء حصة الأسد التي تم منحها لنادي يوسفية برشيد والتي تناهز 400 مليون سنتيم، بحسب اتفاقية شراكة، في وقت تم تخصيص 28 مليون سنتيم لباقي الأندية والجمعيات الرياضية، وهي النقطة التي احتج عليها مستشار حزب الاتحاد الاشتراكي بالمجلس الجماعي لبرشيد.
وأوضحت الجمعيات الرياضية والمدنية المعنية بالإقصاء أن قرار المجلس المتخذ خلال اجتماع اللجنة المكلفة بعملية توزيع المنح والتي تمت على ضوئها المصادقة على توزيع الدعم، وهي العملية التي لم تراع فيها، بحسب الجمعيات المحتجة، عملية الانتقاء بدقة، واعتبرتها الجمعيات تعسفية في حق جمعيات لها أنشطة على مدار السنة باستثناء فترة كورونا، دون أخرى تخدم أجندة سياسية موسمية، ومنها جمعيات تم تفريخها قبل الانتخابات الأخيرة، وهو في حد ذاته إجراء غير عادل بحسب الجمعيات نفسها، محملة المجلس مسؤولية توزيع منح الدعم لجمعيات بعينها ودعمها بسخاء مبالغ فيه.
واستغرب المتتبعون لهذه العملية إقدام مجلس جماعة برشيد على تقليص المنحة المقدمة لبعض الجمعيات، في وقت تحظى جمعيات وفرق رياضية أخرى بسخاء المجلس، والرفع من قيمة المنحة التي تستفيد منها تلك الفرق، واتهموا المجلس بسلك الزبونية والمحسوبية والمحاباة في دعم جمعيات لها قرابة حزبية، حيث تم كشف النقاب عن دعم بعض الجمعيات التي لم تشتغل على أرض الواقع منذ بداية الجائحة واستفادت من حصة الأسد، مع العلم أن الجمعيات التي برزت ووفرت جميع الوسائل اللوجستيكية والبشرية لم تستفد إلا من دعم هزيل، ما يطرح معه المعنيون علامة استفهام عن مدى احترام مذكرة عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، الموجهة إلى عمال وولاة المملكة، يدعوهم فيها إلى التدخل في ميزانيات الجماعات الترابية ونقل اختصاص الدعم الموجه للجمعيات الثقافية والرياضية والفنية إلى العمال والولاة من أجل قطع الطريق على المجالس لاستغلال هذا الدعم، في وقت كانت السلطات الإقليمية دخلت على خط الدعم الموجه للجمعيات برسم سنة 2021 والذي تم توقيفه بعدما كان المجلس تلقى طلبات الجمعيات وقام بتوزيعه على المقاس.
وطالبت الفعاليات الجمعوية والرياضية، رئيس المجلس الجماعي لبرشيد، بالأخذ بعين الاعتبار فرقا رياضية حققت نتائج جيدة على الصعيد الوطني وتحتاج لدعم من كل الجوانب.
من جانبها، أكدت مصالح جماعة برشيد أن عملية توزيع المنح مرت عبر قنوات مضبوطة يتم فيها الاعتماد على تقرير لجنة يتم عرضه على المجلس للتصويت والمناقشة، موضحة أن باب الطعون مفتوح أمام الجمعيات المتضررة.





